خطوة جريئة وموفقة تلك التي قام بها الاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلا باللجنة الطبية عندما أعلن عن تطبيق الكشف على المنشطات خلال منافسات دوري خادم الحرمين الشريفين حفظه الله هذا الموسم حيث ان تلك الخطوة تؤكد حرص المسؤولين وعلى رأسهم أمير الرياضة والشباب صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن فهد وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الامير نواف بن فيصل حفظهما الله على التماشي مع ركب التطور الرياضي العالمي والتعايش لحظة بلحظة مع متطلبات الرؤى المستقبلية للرياضة السعودية بشكل علمي وواقعي.
لكن التساؤل الذي يطرح نفسه وبقوة ما هي المرتكزات الاساسية التي ستتخذها اللجنة الطبية قبل الشروع في تطبيق الكشف عن المنشطات؟! وما هي المدة المناسبة التي تحتاجها اللجنة لتوعية اللاعبين والاندية عن المنشطات؟! وهل اللاعب السعودي مهيأ علميا ونفسيا لذلك؟! خاصة انها المرة الاولى التي يطبق فيها الكشف عن المنشطات في ملاعبنا..!!
فبالنسبة للتساؤل الأول ومن خلال تصريحات اعضاء اللجنة الطبية نجد أن هناك مشروعاً توعوياً صحياً داخل الاندية يشمل برامج ومحاضرات وكتيبات توزع على اللاعبين وهذا شيء طيب ومؤشر ايجابي نحو تثقيف اللاعبين حول موضوع المنشطات ولكن العلة الحقيقية لا تكمن في تثقيف اللاعبين بل العلة تكمن بالكوادر الطبية داخل الاندية ومدى خبرتها في التعامل مع الأدوية التي يدخل في تركيبها بعض المواد المحظورة رياضيا..!! وهذا الامر يجب ان تتنبه إليه اللجنة الطبية وتأخذه بعين الاعتبار إذا ما عرفنا ان هناك كوادر طبية (مزورة) تعمل داخل بعض الأندية بشهادات لا تؤهلها ان تكون على رأس الهرم الطبي داخل تلك الاندية وهذه (حقيقة) وليست نسج خيال، فهناك من يحمل شهادة (مدلك) ويعمل كأخصائي..!!
أعرف ان اللجنة الطبية قامت بخطوة ممتازة وطلبت من الاندية إرسال شهادات الكوادر الطبية لديها ولذلك يجب الاستمرار في تلك الخطوة وتنظيف الاندية من هؤلاء. وبعد ذلك التأكد من خبرة الباقين وبدلاء (أشباه الدكاترة) وإجراء اختبارات طبية مركزة ومعلوماتية حول موضوع المنشطات وقياس مدى معرفتهم بالمنشطات كي لا يقع اللاعبون ضحية جهلهم وعندها لا ينفع الندم..!!
فأدوية الكحة والانفلونزا وبعض قطرة العين وأدوية الربو والحساسية تحمل مواد منشطة محظورة رياضيا..! فهل جميع الكوادر الطبية في الاندية على معرفة تامة بذلك؟!
هذا المرتكز يجب ان يكون من اوليات عمل اللجنة الطبية قبل الشروع في التطبيق لكي تكون الأرضية مناسبة للدخول في المرحلة الثانية وهي تثقيف اللاعبين.
أما التساؤل الثاني والمتمثل عن المدة المناسبة للبدء الفعلي في التطبيق فأعتقد ان وهذه وجهة نظر بداية الموسم القادم سيكون وقتا ملائما للتطبيق الفعلي لأن موضوع المنشطات ليس بالأمر الهين والسهل وحرصا على النجاح فيجب التروي والانتظار لحين التأكد من أن الحملة التوعوية أعطت نتائجها الايجابية وقبل ذلك الاستعداد النفسي للاعبين وإعطاؤهم فرصة أكثر للاطلاع والقراءة والاقتناع اما التطبيق بهذه السرعة فسيخلق عدة عقبات وصعوبات واللجنة أدرى بها!!
التساؤل الثالث يكمن في مدى استيعاب اللاعب ذهنيا وعلميا ونفسيا للكشف عن المنشطات وأهميته، فهل اللاعب السعودي يعرف ان شرب خمسة أكواب من القهوة يعطي نتيجة ايجابية عند الفحص عن المنشطات؟!!
وهل يدرك اللاعب السعودي ان الافراط في شرب (البيبسي) يعطي نتيجة ايجابية؟!! وغيرها الكثير تحتاج الى وقت وجهد ليتعايش اللاعب مع واقعه الحالي ويساعد الآخرين على النجاح.
الأمر خطير جداً حيث ان العينات ترسل الى المختبرات الدولية في تونس وإيطاليا واذا ما ظهرت النتائج إيجابية فالعقوبة بانتظار اللاعب من الاتحاد الدولي..!! ناهيك عن الألم النفسي للاعب والأثر الاجتماعي الحاصل بعد ذلك.
انني ومن خلال هذا المنبر أرفع النداء الى صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن فهد وصاحب السمو الملكي الامير نواف بن فيصل وكذلك اعضاء اللجنة الطبية السعودية بالتريث قبل الشروع في تطبيق الكشف عن المنشطات وإعطاء الفرصة لمزيد من بناء مرتكزات وقواعد سليمة ومتينة كي نضمن عدم وقوع لاعبينا بالمحظور بشكل عفوي وغير مقصود.
لقد تعجلنا بطرح (الاحتراف) وواجهتنا صعوبات جمة وكبيرة سواء إدارية أو مادية ولولا حنكة المسؤولين لألغي الاحتراف .
ولذلك آمل ان نتريث قليلا وأن نتوخى الحذر لأن سمعة الرياضة السعودية عالميا كالذهب ودائماً وأبدا وفي كل محفل رياضي نؤكد للعالم أن شعبنا من أحسن الشعوب تنظيما وأخلاقا وسنظل كذلك ان شاء الله في ظل قيادة أميرنا المحبوب سلطان بن فهد لدفة الرياضة السعودية والعربية هي كلمات من رياضي غيور آمل ان تجد صدى طيباً، وعلى المحبة نلتقي.
تصويبات
* معظم العدائين العالميين وكذلك السباحون يقعون ضحية الكشف عن المنشطات بدون قصد..!! رغم وجود كوادر طبية مميزة لديهم..!! القانون لا يرحم الأغبياء..!!
* يجب أن يثقف الجمهور الرياضي أيضا بموضوع المنشطات فالبعض لا يفرق بينها وبين (المخدرات).!
* ترى ما هي ردود الفعل لدينا عندما تظهر النتيجة إيجابية لأحد اللاعبين عند الكشف عن المنشطات..!! وماذا سيكون وضعه اجتماعيا بعد ذلك..؟!
* فواز المسعد رجل من ذهب خدم الرياضة من خلال زعيم الأندية الآسيوية مدة ثلاثين عاما.. هذا الرجل يستحق التكريم في اسرع وقت والهلال لن يتوانى كعادته مع أبنائه في فعل ذلك.
* يبدو ان أبناء (الشريف) في نادي الرائد موهوبون بالوراثة فبعد تألق ابراهيم الشريف كنجم سابق سطر اسمه بحروف من ذهب عاد (طارق) وعبدالرحمن وعبدالإله وعبدالسلام ليسيروا على خطى عمهم، بالتوفيق للجميع ولا انسى دور المربي الفاضل الأستاذ صالح الشريف فهو كنز رائدي يستحق الاحترام.
* على أطباء الاندية كتابة اسماء الأدوية التي يستخدمها أو استخدمها اللاعبون قبل المباريات!!
* وليد الركبي، محمد السلال، بندر العليقي، قدركم انكم نجوم رائدية تحبكم الجماهير وتعشق أداءكم.. استمروا فالنادي بحاجة لامثالكم.
* ليس شرطا أن تسيء للآخرين كي تخطئ الناس..!!
قبل الطبع
كل عام وأنتم بخير وعساكم من عواده.
| 
