أتمنى ألا يكون فريق النصر قد وصل لمرحلة «فقر» مادياً.. ومعنوياً من جراء أوضاعه المتردية الأمر الذي جعل إدارة النادي تصدر بياناً ببيع أبرز أبنائها ماطر والخوجلي لكي تحل أزماتها المالية المتعددة سواء في صرف رواتب اللاعبين أو حتى ما ترتب عليها من حقوق لأندية أخرى.
أقول.. على الرغم من أن نادي النصر يعتبر وللأمانة من أبرز الأندية من حيث الاستقرار والتعايش السلمي مع أوضاعه «آنذاك» إلا أن أوراقه المتناثرة برزت فجأة.. وبصورة لافتة للنظر على الرغم من أن إدارته الحالية تملك رجالات على المستوى الاقتصادي والمالي رجال أعمال !!
.. أقول لعل من المصادفة أن تزامن ذلك البيان الصحفي من قبل الإدارة النصراوية هو أنني كنت بمنزل أحد أعضاء شرف النادي «سابقاً» وعلى مائدة الإفطار استأذنته في البداية عن رغبتي الجامحة في عمل لقاء صحفي معه عن الاحتراف والخصخصة وعدد من المواضيع ذات العلاقة بتطور الرياضة.. لقناعة مني بأنه يملك من الاقتراحات والأطروحات ما يجعل لحديثه على الساحة الصحفية «صدى» للشارع الرياضي! ولعل تلك القناعة أيضاً لا تكمن من باب المجاملة بدليل أنه ومنذ ابتعاده عن النادي لم يحقق الفريق أي حضور بطولي لا على المستوى المحلي أو حتى الخارجي!!
.. ولكن مع الإصرار وتناول «اللقيمات» وافق على حوار جانبي دون أن أذكر فيه اسمه بشرط أن يكون الحوار عن مستوى الفريق وتحديداً عن تلك «الظاهرة» التي غدت مشكلة ويجب النظر إليها بواقعية:
إن أكثر الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة الحالية هي عودتها مجدداً لقيادة دفة النادي إدارياً!! وخصوصاً أن عودتها جاءت أثناء مرحلة انتقالية بالفريق سواء باعتزال نجومه اللامعة في سمائه.. أو حتى في غياب الروح وهبوط مستوى اللاعبين الكبار.. كلها عوامل مشتركة ربما لا تتحمل الإدارة صيحات جماهيرها مع كل هزة تواجه الفريق.. وخصوصاً أن الفريق حقق إنجازات كبيرة وأخرى مكاسب تاريخية قبل مجيئها!! فبدلاً من أن تنقل الوضع الحالي بالفريق من حيث هذا كله.. أرخت مسامعه لبعض تلك الصيحات وأصبح النادي بمثابة محطة تجارب معملية «ومختبرية» للاعبين ممن هب ودب منها من أعلن الابتعاد وأخرى لا تزال تشتكي من العناد.. وفي النهاية.. فشل ذريع وخسائر مادية ومعنوية!!
.. مؤكداً في الوقت نفسه أن مشكلة الإدارة الحالية أيضاً هي ترسيخ أوضاع النادي سواء البطولية أو النجومية لدى الجمهور بسبب عدم دعم أعضاء الشرف!! وكان عضو الشرف لديه الصلاحية في إبعاد من يرى أو إبقاء من يريد!! فمثلاً لم يكن للبعض منا ارتباط مباشر فيما يدور داخل أروقة النادي ولم يكن هناك أيضاً الاستماع لوجهات نظر بعض الأعضاء ببعض المواضيع المتعلقة بمسيرة النادي.. بل إن الطريف وفي الغالب أننا لا نعرف ما يدور في النادي إلا عن طريق الصحافة!! ولكم أن تتصوروا أبعاد المشكلة مسترسلاً بأسلوبه الأدبي والرياضي معاً.. في الوقت الذي أقدر فيه مجلس إدارة النادي التي ضحت بوقتها ومالها للحد من تباين مستوى الفريق من موسم إلى آخر والذي لا أجد أي تقصير في رجالات مجلس الإدارة على حد سواء إلا أنه لا يجب أن يكون أعضاء الشرف هم وحدهم «الشماعة» لتحمل مسؤوليات الإخفاقات المتعددة.. في الوقت الذي يتم صرف النظر فيه عن أي تقصير من الأطراف الأخرى كالجهاز الإداري أو اللاعبين أو حتى بتلك العوامل النفسية والاجتماعية.. مختتماً حديثه الشيق بالقول إن «الجمهور» وكذلك اللاعب نفسه يعتبران «الحكم» الوحيد في مسألة نجاح الفريق أو فشله!!
أقول.. إنه وبعد ذلك الحوار الذي اكتسبته من ذلك العضو «الفعَّال» أعتقد بأن هناك ثمة عوامل تساهم في انتكاسة أي فريق.. وكل يتحمل نسبة معينة في ذلك الإخفاق.. ومن خلال تجربة ميدانية سابقة لي بعدة أندية أرى أن الأندية للأسف لا تضع أي شروط فنية دقيقة لتقويم أوضاع الفريق بصورة متكاملة.. فهي تتطلع فقط للنتائج الوقتية والسريعة جداً.. فإن كانت إيجابية فإنها تتناسى السلبيات.. وإن حدث العكس فإن الأنظار ستتجه بحق الجهاز الفني أو التحكيمي!! على اعتبار أن إدارات أنديتنا عاطفيون جداً مع اللاعبين فلا تشعرهم بأي تقصير من جانبهم.. وتلك أحسب أنها مشكلة أخرى ولا أود أن أزيد!!
آخر المطاف
قالوا:
ليس المراد من السحابة الأمطار
وإنما المراد منها الاثمار
|