حتى الآن ووفق ما يتجسد على أرض فلسطين وبعد نجاح جنرال الإرهاب آرييل شارون في انتخابات حزب الليكود وضمان نجاحه في الانتخابات الإسرائيلية القادمة يكون مخططه بصوملة فلسطين ينفذ كما يريده هذا الإرهابي محترف العمليات الاجرامية والذين لاتزال ذاكرتهم تحتفظ بقدرتها على تذكر الأحداث والمواقف وربطها بما يحصل من أفعال لابد وان يتذكروا قول شارون بعد أحداث الحادي عشر من أيلول «سبتمبر» وإطلاق الرئيس جورج بوش إشارة البدء لما أسماه بحرب مكافحة الإرهاب.. يومها شبه رئيس حكومة الكيان الصهيوني مقاومة الاحتلال الإسرائيلي من قبل الفلسطينيين بأعمال إرهابية وأنها كهجمات نيويورك وواشنطن إرهاب إسلامي يجب مواجهته وشن حرب عليه بلا هوادة، ولم ينتظر أن يأخذ الإذن فبدأ حربه الإرهابية ضد الفلسطينيين مستفيداً من خبث استفزازه لرجال المقاومة الفلسطينية وخصوصاً حركتي حماس والجهاد الإسلاميتين اللتين لم تضعا في حسبانهما الوضع الدولي الجديد الذي لم يعد ممكناً فيه التفريق بين أعمال المقاومة المشروعة والإرهاب وفق مصطلح العولمة الأمنية الذي فرضته أحداث 11 سبتمبر.. والذي ساعد شارون أكثر على التدرج في تنفيذ مخططه الإرهابي وجر الفلسطينيين له، صمت وسكوت المجتمع الدولي وبالذات القوى الدولية المؤثرة التي رغم فهمها لانتهازية شارون واستفزازه للحركات الفلسطينية ودفعه للفلسطينيين دفعاً للقيام بأعمال انتقامية تصنف في النهاية كأعمال إرهابية.
وهكذا اندفع شارون يبني مراحل تنفيذ مخططه وسط صمت بل وحتى تشجيع دولي من خلال تركيز الإدانة على الفلسطينيين واعتبار ما تقوم به قوات شارون كنوع من حق الدفاع عن النفس. واندفاع حركات المقاومة الفلسطينية دون تبصر، جعل المخطط الشاروني يوشك ان يحقق أهدافه، وهو فرض ما أصبح يسمى بالحل الصومالي على ما يجري في فلسطين المحتلة.. أو بمعنى آخر «صوملة فلسطين» فسياسة الأرض المحروقة والتجويع المتعمد الذي تطبقه حكومة شارون بدقة يدفعنا إلى أن نصف الوضع في فلسطين الآن ب «الصوملة» حيث التجويع والتشريد وانفلات الأمن..!
وهذا الحل الذي أخذت تميل إليه القوى الدولية أمريكا وأوروبا يبدأ بالقضاء على الانتفاضة وهو ما تدعو إليه أمريكا وأوروبا معاً.. ثم تصفية السلطة الفلسطينية ورئيسها ورموزها ثم تصفية قادة المقاومة الفلسطينية واغتيال قادتها الميدانيين.. هذا المخطط.. الذي نفذ الكثير من مراحله قد يصل إلى نهاياته مثلما يريد الإسرائيليون ما لم تتحرك الأسرة الدولية لوقف عمليات اغتيال قادة انتفاضة فلسطين ووقف الاجتياحات الإسرائيلية وإعادة احتلال المدن الفلسطينية والتي تنفذ وفق برنامج متواصل بدأ بالخليل حيث تم احتلال جميع المدن الفلسطينية ولم يتبق سوى أريحا.. ليصبح حتى خيار غزة أريحا ناقصاً النصف..!!
|