* الرياض - ياسر الفهد* :
حدد العلماء ولأول مرة الشذوذ في أجزاء الدماغ المرتبطة باللغة لدى الأشخاص المصابين التوحد.
ويبدأ التوحد الذي يؤدي إلى تعطيل قدرة الإنسان على التواصل وتشكيل العلاقات مع الاخرين في سنوات العمر الأولى. كما يمكن أن يؤثر التوحد على القدرة على التجاوب مع المناظر والأصوات واللمس. وبالرغم من أن بعض الأطفال المصابين لديهم إعاقة عقلية إلا أن الثلث منهم أدمغتهم تعمل بشكل فاعل أي أن لديهم مستوى ذكاء طبيعي أو قريب من الطبيعي.
وقد أظهرت عدة دراسات بأن الأشخاص التوحديين عادة ما يكون لديهم أدمغة أكبر من الحجم الطبيعي، ولكن الدراسات السابقة لم تركز على أجزاء الدماغ المرتبطة باللغة تحديدا.
وقد ركزت الدكتورة مارثا آر. هربرت وزملاؤها من مستشفى Massachusetts العام في بوسطن على هذا الموضوع مستخدمة الرنين المغنطيسي«MRI» لمتابعة أدمغة 16 طفلاً توحدياً و15 آخرين غير مصابين بالتوحد.
وعلى الرغم من أنه من الطبيعي أن يكون قسم من الدماغ أكبر في طرف منه من الطرف الآخر«أي أنه غير متناظر» فإن الشذوذ في عدم التناظر ارتبط بمشاكل لغوية وفق ما أشارت إليه د. هربرت في مقابلة أجريت معها من قبل وكالة «رويترز هيلث». وعلى أية حال، لم يدرس عدم التناظر في جزء الدماغ الذي يسمى المهاد القشري«Cerebal cortex» والذي له ارتباط باللغة في التوحد.
وقالت د. هربرت: لقد وجدنا بأن هناك تغيرات غير طبيعية في عدم التناظر في أدمغة الأطفال التوحديين الذين أجريت عليهم الدراسة.
وفي الطبقة«القشرة» Cortex الخارجية المتعلقة باللغة، وجد أن عدم التناظر كان معكوساً reversed لدى الأطفال التوحديين. وانعكس عدم التناظر هذا إلى حد أقل في الأجزاء الأخرى من الدماغ أيضاً.
وقالت د. هربرت: نحن لا نعرف تماماً ما الذي يسبب تلك الاختلافات، وسوف نرى ما إذا كانت تلك الحالات غير الطبيعية هي سبب لأعراض التوحد أو أنها نتيجة لشيء آخر.
ولاتزال د. هربرت وزملاؤها يتابعون البحث عن الاضطرابات غير الطبيعية في أجزاء الدماغ الأخرى بما في ذلك المادة البيضاءwhite matter التي تربط اجزاء الدماغ الأخرى. والهدف الأخير كما تقول الدكتورة هربرت هو الوصول إلى طريقة لمعالجة التوحد إما باكتشافه مبكراً أو بمنع التغيرات التي تطرأ على الدماغ.
* والد طفل توحدي |