أمس كان السابع والعشرين من رمضان..
والناس فيه تحرص على ختم القرآن.. ورجاء الرحمن.. بكامل العفو والغفران..
حتى إذا ما مرت لحظاته.. تهز المرء فرحاً بما يستقر في دخيلته من حسن الظن في الله تعالى.. أنه غفر.. ورحم .. وعتق من النار..
وعادة في السابع والعشرين من رمضان تبتهج القلوب، وترتهج.. تبتهج بخاتمة العمل لمرضاة الله تعالى، وترتهج خوفاً من أنها لم تؤد ما يوجب لها الدرجات العلى من الفردوس الأعلى..
ورمضان.. هو الزائر الذي إن حل أسعد وأفرح.. وإن رحل أحزن، وأترح..
فهو فرصة وسنحة.. وهو خاطف عابر.. لا أحسبه إلا المارق ببشارة والعابر بعظة.. هو لا يقف بالإنسان، ولكن الإنسان من يقف به.. وقفة إما فالحة، وإما خاسرة، وهو السحابة التي تمطر فإما على أرض سخية أو أرض صلداء، وهو الكف التي تمتد فإما من يصافحها، وإما من يشيح عنها..
فما هي عظاتنا فيه ومنه؟
وما هي وقفاتنا معه وفيه؟
وما هي أرضنا التي تستقبل سحابته؟
وكيف تمتد أكفنا له؟
هل نفلح أو نخسر؟ وهل نرتوي أم نصد؟ وهل نصافح أو نمالح؟ و..
كل رمضان وأنتم الفائزون بالعظة، والرواء والتلقي والكسب.. كل رمضان وأنتم العتقاء برحمة الله وغفرانه..
كل رمضان وأنتم العائدون في استقباله بفرح وعمل ومودعونه بنجاح.. وفلاح.. وكسب.. وعلو منزلة عند من هو الرحيم المعطاء، المتجاوز، البر الغفور
جعلكم الله جميعكم من عتقائه.. ومنحكم من خيره ومغفرته ما تفوزون به دوماً.. وجعل القادم من أيامكم أعياداً.. وسعادة.. وقفزاً فوق كل ما يعوق هذا الفوز أو يعثر من الفرح به..
|