Tuesday 3rd December,200211023العددالثلاثاء 28 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

قصيدة قصيدة
فاقة.. لا أسأل العينين إلحافا
أسامة علي أحمد

(لا نلتقي إلا وداعاً عند مفترق الحديث تقول لي مثلا: تزوّج أية امرأة من الغرباء أجمل من بنات الحي لكن لا تصدق أية امرأة سواي...... لا تحن إلى مواعيد الندى كن واقعياً).
محمود درويش
***
الطير يا أمي تيبّسَ
في الفضاءْ
وتناثَرتْ
خرقُ السحابِ
الباليات على الفضاءْ
هل جيء بي أم جئتُ أحملُ خيبتي أم جيء بالطقس الغريبِ لكي أواري سوأة الأفراحِ أمي لا أرى إلاكِ أغرسُ في الطريقِ إليكِ نجماً لا جذوع الحكمة الخضراء تنبتُ لا اليقينُ يعيد لي ثقتي التي سقَطتْ بدرب اللهفة الكبرى ولا قدماي تدّكرانِ ما أتقنتُ - في بكرِ الطفولةِ - من خطىً متعثراتٍ ثم تسندني يداكِ، أعودُ من زيفِ البطولةِ والرجولةِ ليس لي إلاكِ ما غنمت يداي من النساء سوى غمائمَ متعبات بالنّدى الوهميّ لا يهمي على جرداء أحلامي ولا يصغي إلى خرس العراءِ، تركْتني نهبَ النساء العاصفاتِ، ألمُّ أطرافي، أقاومُ عصفهنَّ، وكيدَهنّ ألمّ أجنحتي وأفكاراً تطير الحكمةُ العجفاءُ منها ينضح الحكماءُ نصحاً في المخابئ والمآمن شارحين:-
الطيرُ يجبنُ عن مجابهة الرياحِ مفسرين الماءَ بالماء ومنتقلين من خدرٍ إلى خدرٍ ليشرح جوقةُ الحكماء ما بالُ اللواتي - في مساءات الندى - قطّعنَ أيديهن ثم رمينَني في غيهب الحِكَمِ البليدةِ أسأل الحكماءَ عن طيرٍ يغامر في فضاءات النساء وفي الرياحِ وأسأل الحكماءَ عن لغتي التي أسِنتْ وكانتْ في ربيع العشقِ تزهر بالأكاذيب العجيبة عن ملامحك الفريدة عن نهور تنثُرُ الأفراح رأسياً وعن شجر سينبتُ في الفضاء ليخلع الحكماءُ حكمتهم وأخلعُ حكمة بيضاء ألقيها على أجفانهم فلربما عادت رياحُ العشقِ مبصرةً لأبصر من خلال تشتتي امرأة على مرّ السنين السود ما غربَتْ وما هربَتْ وما تعبَتْ ولا نهبَتْ ولا اغتصبتْ مشاعرنا وما سكبتْ سوى الأفراح ما نضبتْ فكيف تركتني أمي أجابه وحدتي وألمّ ريشاً قد تناثرَ في مهاوي عصفِهنّ حرمتني عينيكِ والحب النديَّ تركتني في فاقة لا الحُبُّ في جيبي ولا البسماتُ تقطرُ من يميني لا أرى إلاكِ إذ أتسولُ العطف النديّ وأسألٌ العينين إلحافا وأخجلُ حين أسألُ أصدقاءَ الرحلة الملساءِ نصحهمُ وأخجلُ حين يُلقى لي بكسرةِ بسمةٍ جوفاءَ تلهيني وأخجلُ حين يُلقمني الذين سألتهم صمتاً وكنتُ... وكنتُ
يا أمي..
أقسّمُ فيهمُ ألقي
وأحملُ عنهم حرقاً
على حرقي
وأوثرهم بثوب الصبرِ
لا أبقي لآلامي
سوى المزقِ
يمزّقني تمزقهم
فلا شيءٌ - وأقسمُ - بعدُ يا أمي
سيبكيني
وأخجل أنْ
أجيئك مطفأ القسماتِ
كيف أعبُّ من عينيك
أمي
ما ارتكبتُ سوى الحلالِ
وما سكبتُ مياه عشقي في الصحارى
ما احتطبت رجولتي
بل جئت أحمل كل ما
غرست يداكِ
تضمّني عيناكِ
أرفل في هواكِ
وليس لي
إلاكِ
أحبو في حماكِ
أرود خاطرك المضاءْ

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved