ذاتَ مرَّهْ
جِئتِ يا أحلى اشتِياقي وأَمرَّهْ
جِئتِ مِثلَ الغَيم
مِثلَ الليلِ
مِثلَ الحُلم
مِثل الهجْس إنْ خاتَلَني من غيرِ جُرَّه
كُنتُ لا أدري شمالاً أمْ جنوباً
كُنْتِ
أمْ كُنْتِ شُروقاً أم غُروبا
اسْتَوَتْ كلُّ الجهات الأربعِ
في دُروبي
يا أهمَّ الناس همِّي أنتِ
لا همَّ سِواكِ
يعتريني
أيْنما كُنْتُ وكُنْتِ
أنت كُلِّي كُلَّما ضَيَّعتُ بَعْضي
وتَذَكَّرْتُ الأهالي والقَبيلَةْ
والعناوينَ التي كانتْ معي
مرحباً ما هَبَّتِ الرِّيحُ بذكراك النديهْ
يا شذيَّهْ
وتَنَهَّدْتُكِ جُرحاً عاوياً
في ضُلوعي المُقفِرهْ
يا خْضِرارَ العُمر في وجْهي
إذا أجْدبتِ الدُّنيا كوجهِ المقْبرهْ
ليْسَ ذَنْبي أنّ تكوني جُرح عُمري
واحْتِضاري المُشْتَهَى
ليس ذنبي أنّ تكوني كُلَّ شيءٍ في حياتي
ومماتي
والبِداياتِ التي يَرْتابُ فيهِنَّ رِهانُ المُنْتَهى
فَاذْكُريني
أيْنَما مادَتْ بِكِ الأرضُ الفسيحهْ
واعرفيني
إنَّني ذاك (الشَّماليُّ) الذي تهفو إليهِ البوصلهْ
وتُشيرُ الاتجاهاتُ إليه
كُلَّما هامَ بأهلِ العِشقِ تيهٌ
واسْتَبَدَّتْ بِهِمُ الوَحْشَةُ في فوضى الدُّروبِ المُذهِلهْ
غرة جمادى الأولى 1423هـ. |