Tuesday 3rd December,200211023العددالثلاثاء 28 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

لافتة لافتة
المثقف والهزيمة النفسية
عبدالله محمد الموسى

ما حل ويحل بالأمة الإسلامية والعربية شيء يدعو للافاقة من الغفلة ومراجعة كل الأشياء المحيطة بها والتعرف على الأسباب الحقيقية لما حل بها من وهن وذل واحتقار.
الأمة اليوم تمر بأزمة حقيقية تولدت عن تراكمات وأخطاء في ميادين كثيرة فنتج عنها في النهاية هذا الواقع المأساوي الخطير، نحن نعاني اليوم هزيمة نفسية تكاد تعصف بالأمة وتفقدها الصواب في كثير مما تتخذه من قرارات لن نلقي باللائمة على دولة بعينها أو شعب دون آخر.
فكلنا مسؤولون عما حدث ويحدث وما سيتبعه من أمور قد تفوقه خطراً وأثراً وقد نجد أنفسنا عاجزين عن تحمل تبعاتها والخروج سالمين من ويلاتها.
المسلمون والعرب يتعرضون ومنذ بداية القرن الماضي لهجمة استعمارية مركزة استهدفت عقيدتهم وديارهم ومقدراتهم المادية والمعنوية والفكرية.
لقد تفنن الغزاة في استخدام كافة المؤثرات بدءا بالغزو الثقافي والتطبيع الانحرافي ومروراً بالعلمنة والتدجين وأخيراً وليس آخراً بالغزو المباشر والهدم والقتل والابادة التي لم يسلم منها حتى الاطفال والعجائز وباستخدام مبررات لم تعد مقبولة حتى عند مروجيها من الأْداء في كل مكان.
نحن اليوم مهزومون نفسياً وليس غريبا فقد حقق أطفالنا حاملو الحجارة وصانعو المتفجرات البدائية ما لم يحققه أصحاب طائرات الشبح والصواريخ العابرة للمحيطات والقنابل الانشطارية والغازات السامة وأحدث وأقوى المدافع والدبابات والجرافات ومختلف وسائل البطش والتعذيب.
المسلمون والعرب لم يهزموا في الحرب رغم كثرة المتآمرين عليهم حتى من بعض بني جلدتهم فقد طردوا المستعمرين والغزاة من أراضيهم وكل بقعة حلوا بها، وأن تكن بقيت منهم شرذمة مغتصبة فلن يطول الزمن في التخلص منها بحول الله وقوته.
المسلمون عامة والعرب خاصة بحاجة فورية الى التجمع والالتفاف والوقوف صفاً واحداً أمام أقطاب الشر المحيطة بهم من كل جانب.
لابد أن يراجعوا كل أمورهم وأخطائهم وعلاقاتهم مع غيرهم. لابد أن يبدأوا في العودة الى الله وتوثيق الصلة به وإخلاص العبادة له وامتثال أوامره وأوامر رسوله وتجنب ما نهى عنه الله ورسوله.
ثم نصلح أحوالنا مع بعض ونحتكم في جميع خلافاتنا الى القرآن الكريم والسنة المطهرة، لابد أن نصلح ما أفسدته دسائس ومؤامرات الأعداء وأن نغلب المصلحة العامة للأمة على المصالح الفردية والجزئية.
لابد أن ننتصر على الهزيمة النفسية ولا ندع لليأس طريقا الى نفوسنا وأن نعلق آمالنا على المولى عز وجل وحده فهو القادر على رفع ما وقع على أمتنا من ظلم {إن تّنصٍرٍوا پلَّهّ يّنصٍرًكٍمً $ّيٍثّبٌَتً أّقًدّامّكٍمً}.
وعلى المفكر والمثقف دور كبير في دفع الهمم وإنارة الطريق أمام الشباب وبث العزيمة في نفوسهم والاستشهاد بما سبق لأمتنا من مواقف ثبتت الأمة فيها رغم ما قاسته من ويلات ودبر لها من دسائس.
أدعو الله ليل نهار أن يكشف الغمة عن إخواننا المستضعفين في كل مكان من العالم.
أخلصوا النية وصححوا المسار ووحدوا العزيز الجبار وثقوا بأن النصر مع الصبر وأن العاقبة للمتقين.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved