لقد تحدثت في مقال سابق في العدد 10821 من هذه الجريدة عن فوائد الدمج من وجهة نظر اقتصادية وكتبت عن أوجه الاستفادة من دمج تعليم البنات بوزارة المعارف.
واليوم أعود للحديث مرة أخرى ولم تكمل هذه التجربة الجيدة عامها الأول بعد لكن بوادر إيجابياتها قد ظهرت بشكل ملموس.
فقد تنبه معالي نائب وزير المعارف لشؤون تعليم البنات الدكتور خضر بن عليان القرشي إلى ظاهرة الهدر البشري في المدارس والكليات والتي تتمثل في البطالة المقنعة الناتجة من توظيف كادر بشري دون حاجة فعلية والذي يتسبب في التهام جزء كبير من المخصصات المالية.
وحيث إن كفاءة نظام تعليمي تقاس بنجاحه في التقليل من معدلات الهدر بجميع أنواعه سواء كان تربويا أو مالياً أو بشريا لذلك فإن معالجة هذا الهدر البشري هي محل اهتمام الباحثين والتربويين لدوره الواضح في تطوير وتحسين التعليم.
وبما أن نسبة 90% من ميزانية تعليم البنات تصرف كرواتب للمعلمات والذي أجمع التربويون في الدول المتقدمة على عدم مساسه عندما نادوا بترشيد نفقات التعليم ونظراً لارتفاع تكاليف التقنيات التربوية فإن المبالغ المخصصة والتي تصرف لهذه التقنيات ليست كافية.
وحيث إن علم اقتصاديات التعليم يهتم بتقويم التربية اقتصادياً فقد ركز معاليه على الاستفادة من هذا العلم كخطوة أولى عاجلة في مجال تقليص ظاهرة الهدر البشري ومن ثم القضاء عليها في أسرع وقت ممكن حتى تتم زيادة نسبة مخصصات تقنيات التعليم لتتم الاستفادة الصحيحة من استخدام العلم في فن التعليم.
ومن منطلق الأمانة والمسؤولية فلم يكن هذا هو الإصلاح الوحيد الذي تم في شؤون تعليم البنات بل كانت هناك خطوات واسعة في هذا المجال ومنها على سبيل المثال لا الحصر «برنامج معارف» والذي تم تدريب منسوبات تعليم البنات عليه حيث يتميز هذا البرنامج بمزايا كثيرة أهمها:
1 - الدقة في إعداد الإحصاءات وإمداد المسؤولين بها حتى تكون قاعدة سليمة للتخطيط الصحيح في تحديد احتياج المدارس.
2 - سهولة استخدامه فهو لا يحتاج إلى متخصصة في الكومبيوتر للتعامل معه.
3 - تمتعه بالشمولية فهو بحق برنامج الجميع حيث ينظم العمل ويوزع المسؤوليات بدقة كما أنه يخدم الطالبة من الناحية الصحية والاجتماعية ويختصر الجهود ويسخرها للعمل الصحيح.
4 - سهولة حفظ هذه المعلومات على مدى أعوام كثيرة دون الحاجة إلى أماكن واسعة لحفظها حيث الرجوع إليها عند الضرورة بسهولة ويسر.
وأحمد الله بأن معاليه قد تنبه إلى تلك الأمور المهمة على الرغم من قصر الفترة التي تم توليه فيها شؤون تعليم البنات وسيسهم هذا بعون الله في تطوير العملية التعليمية ورفع كفاءة التعليم.
* مديرة وحدة الدراسات الإدارة العامة لاقتصاديات التعليم |