Wednesday 20th November,200211010العددالاربعاء 15 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

لحظات حرجة قبل الغروب لحظات حرجة قبل الغروب
راليات شوارعنا من يكبح جماحها؟!

  طريف - تحقيق - محمد راكد العنزي
فجأة تتحول الشوارع الرئيسية في المدن خلال تلك الفترة القصيرة الحرجة التي تسبق موعد الإفطار بساعة أو أقل إلى حركة نشطة وازدحام وسباق محموم من فلول أولئك المتأخرين الذين يحاولون بشتى السبل الوصول إلى منازلهم بسرعة شديدة قبل أن يحين موعد أذان المغرب. الافطار في الوقت المحدد يصبح هاجساً مسيطراً يؤدي إلى تهور ومخالفات مرورية وحوادث تأتي بسبب بضع دقائق تسبق موعد الإفطار.
يقول حمود الأشجعي
إن اللحظات القليلة التي تسبق موعد الافطار دائماً مصدر قلق وتوتر لدى الكثير من السائقين الذين يقومون كثيراً بالاسراع والتهور بغية الوصول في فترة قصيرة إلى منازلهم وأماكن افطارهم قبل أن يحين موعد صلاة المغرب وعندها تتحول الشوارع إلى حلبات سباق مفتوح يمارس فيها بعض السائقين القيادة بتهور وبسرعة جنونية تخيف من حولهم في الطرقات وقد تؤدي بهم إلى مشاكل واحتدام في النقاش مع بقية السائقين بحيث تخرجهم عن اطار المعاني السامية للصيام بسبب التلفظ بألفاظ بذيئة والسباب وقد تتحول إلى عراك بالأيدي.
ويقول فايز صبح
أضع يدي على قلبي دائماً حينما أتأخر مضطراً في الأسواق وذلك عندما أذهب لشراء حاجة ما، حيث أحاول دائماً العودة إلى المنزل بوقت مبكر قبل أن يحين موعد الذروة وهو الوقت القصير الذي يسبق موعد صلاة المغرب والذي تمتلئ فيه الشوارع بالسيارات العائدة حيث تصبح القيادة خطرة بسبب السرعة الزائدة والجنونية التي يلجأ إليها كثير من السائقين للحاق بركب الموائد الرمضانية، على الرغم من أن الصيام في مجمله يفترض أن يحسن أخلاقنا وسلوكياتنا وأن يغير من تصرفاتنا الطائشة التي لا تليق بشهر فضيل يجب فيه أن نتقيد بكل الآداب الإسلامية الخالصة.
مشكلات بسبب الزحام
ويقول عبدالله محمد
ما الذي سيحدث لو تأخر أحدنا عن تناول الافطار ولو لنصف ساعة؟! إن ذلك أفضل من التسبب في حادث أليم قد يودي بحياة السائق أو غيره من الأرواح البريئة التي لا ذنب لها، وقد رأيت مشهداً أمام عيني حدث من احتكاك بسيط بين سيارة أحد الشباب وسائق ليموزين حيث كاد الموضوع أن يتحول إلى تشابك بالأيدي لولا تدخل البعض من الناس وهذا الحادث وقع بسبب السرعة التي يلجأ إليها بعض الناس قبل موعد الافطار متمنياً لو تكثف الدوريات الأمنية من تواجدها خلال هذه الفترة فالبعض من السائقين يتعمد قطع الاشارة الضوئية حتى لا تؤخره عن مشواره إلى المنزل أو يخالف بعكسه اتجاه السير للدخول عبر شارع مغلق.
الإفطار عند الإشارات:
ويقول ماجد فرحان
إن البعض من الشباب يقوم بالدوران بسيارته في الأحزمة والشوارع الرئيسية حاملاً معه عدداً من الأصدقاء للتمشي بالسيارة وتمضية الوقت قبل الافطار وعندما يقترب موعد الأذان فإنه يستعجل نفسه ويسابق الزمن للوصول إلى المنزل، موضحاً أن هناك العديد من الجمعيات الخيرية والأفراد المتطوعين الذين يقومون بتقديم وجبات افطار سريعة للصائمين عند الاشارات المرورية وفي الشوارع لأولئك الذين يتأخرون عن مشوارهم ويفوتهم موعد الافطار وذلك إما لبعد المسافة أو بسبب انشغالهم في أعمالهم وبذا فإنهم يوفرون عليهم عناء الدخول في سباقات محمومة والتهور الذي قد لا يحصدون من ورائه إلا الحوادث أو مخالفة الأنظمة المرورية بالتجاوز الخاطئ وقطع الاشارات.
الدوريات مفقودة
وفي الختام استوقفنا أحد السائقين الذي كان في عجلة من أمره وهو فتى صغير لا يتجاوز عمره السبعة عشر عاماً واسمه سعود الرويلي فقال: لقد ذهبت إلى السوق لتعبئة اسطوانة الغاز التي انتهت مع تركيب الأسرة للطعام حيث قمت بتحميلها والبحث لها عن محل مفتوح إلا أنني وجدت جميع المحلات مغلقة قبل الافطار واضطررت إلى شراء افطار جاهز للبيت وأنا الآن مستعجل للوصول إلى المنزل قبل أذان المغرب، وكما ترى فالجميع مثلي يتسابقون في الوصول لظروفهم الخاصة التي أدت إلى تأخرهم الاجباري.
وأكد الرويلي أنه لم ير في طريق العودة أي دورية أمنية ويبدو أن الجميع في هذا الوقت مجتمعون حول مائدة الافطار في انتظار سماع أذان المغرب.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved