إعداد: عبيدالله الحازمي
كانت كسوة الكعبة المشرفة منذ سنة (750)هـ تأتي من مصر من مال الوقف الذي وقفه الملك الناصر على الكسوة ثم ضم اليه السلطان سليم خان بعض الوقوف.
ولكن صدرت إرادة الملك عبدالعزيز بعمل الكسوة فقام المعنيون بهذا الأمر وعملوا الكسوة من الجوخ الاسود الفاخر. وعمل حزام الكعبة بآلة التطريز وكتبت عليه الآيات بالقصب الفضي المموه بالذهب الوهاج مع ستارة الباب.
وقد صدرت ارادة الملك عبدالعزيز رحمه الله في مستهل شهر المحرم عام (1346ه) الى وزير المالية بانشاء دار خاصة لعمل الكسوة فقام بانشاء الدار بأجياد على مساحة (1500) متر مربع فبدئ بالعمل وتمت عمارتها في خلال ستة أشهر من طابق واحد فكانت هذه الدار أول دار أسست خصيصاً لحياكة وصنع كسوة الكعبة بمكة المكرمة وخص الله عز وجل بهذه المكرمة الملك عبدالعزيز رحمه الله .
ثم صدر الأمر الملكي باحضار العمال لحياكة الكسوة وعمل التطريز للحزام وسترة الباب ومايقتضي عمله للكسوة من بلاد الهند فوصل العمال وأنوال النساجة والحياكة في بداية شهر رجب سنة 1346ه إلى مكة المكرمة بواسطة احد علماء الهند ووجهائها مع الحرير وما يلزم لعمل الكسوة فنصبوا الأنوال وصبغوا الحرير وباشروا العمل وكانت الأنوال أثنا عشر نولاً وعدد المعلمين النساجين مع المطرزين أربعون معلماً واتباعهم عشرون فكان مجموعهم ستون شخصاً وفي نهاية ذي القعدة سنة (1346ه) تم عمل الكسوة في هذا المصنع الجديد واستمر صنع الكسوة فيه حتى نقل المصنع في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله عام (1382ه) إلى حارة جرول في مصنع جديد. ولمواكبة عجلة التطور أحدث قسم جديد بالمصنع هو قسم الآلات الميكانيكية للنسيج ثم نقل المصنع إلى أرض اوسع في أم الجود طريق جدة القديم في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله في سنة (1397ه) ودخلت تطورات كثيرة في صناعة النسيج وحياكة الكسوة وصار العمل في هذا المصنع اتقن وأجمل بالنسبة لما مضى بكثير حيث يصنع ثوب الكعبة المشرفة من الحرير الخالص ويستورد من الخارج خاماً ويستهلك الثوب الواحد (670) ستمائة وسبعين كيلو جراماً من الحرير ويكون مسطح الثوب بعد النسيج في المصنع (658) متراً مربعاً ويتكون من (47) طاقة قماش طول كل منها (14) متراً وعرضها (95) سم.
وتتألف القطع المذهبة المثبتة على الثوب اى الحزام من (16) قطعة طولها حوالي (47) متراً وعرض كل قطعة (95) سم بالاضافة الى (4) صمدية و(6) قطع آيات ما تحت الحزام وقطعة الاهداء التي يكتب عليها و(11) قنديلاً مثبتاً بين اضلاع الكعبة الاربعة واما ستارة باب الكعبة فيبلغ طولها (5و7) امتار وعرضها (4) امتار مزركشة بآيات قرآنية من السلك الذهبي والفضي ويبلغ مجموع نفقات الثوب الواحد حوالي (17) مليونا من الريالات ويشمل ذلك نفقة الخامات وأجور العاملين والاداريين.
ويمر مصنع الكسوة بمراحل وقد وضح ذلك في كتيب عن كسوة الكعبة المشرفة مراحل تصنيعها صدر عن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي .
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين لقي المصنع عناية خاصة فقد حصل فيه توسع كبير وتطوير بادخال الأعمال الميكانيكية التي يمكن الاستغناء بها عن الأعمال اليدوية ومنها في عام (1410هـ) تم استيراد آلتين حديثتين للصباغة الآلية من كبرى شركات الصباغة في العالم بمبلغ مائتين وأثني عشر الف دولار كما اشتريت آلة لتجفيف الحرير بطريقة الطرد المركزي وآلة مولدة للبخار واصبح يستعمل البخار للتسخين بدلا من التسخين المباشر للصباغة وبذلك أمكن التغلب على أغلب مشكلات الصباغة.
كما تم في العام نفسه تأمين آلة تسدية كاملة من شركة عالمية متخصصة لتسدية خيوط القطن والحرير وجميع الآلياف بمبلغ اجمالي ثلاثمائة وخمسة وسبعون الفا وثمانمائة وثلاثة وثلاثون فرنكا وتم ايضا تأمين آلة لف الخيوط باثني عشر رأساً بمبلغ قدره خمسة وسبعون الفا ومائة فرنك وذلك في عام 1410هـ وتم تأمين آلة للف البوبينات المستخدمة في اللحمة آلياً من شركة عالمية بمبلغ اثنين وستين ألفا وتسعمائة مارك. وتأمين آلة لضم خيوط السدى ويمكن ان تقوم بضم (600) فتلة في الدقيقة وعدد الخيوط التي تحتاج الى اللضم (9900) فتلة.
وكانت في السابق باليد وكان يستغرق وقتا طويلاً فسهلت هذه الآلة عمل اللضم في قت قصير.
كما تم في عام 1418هـ شراء ثلاث مكائن للنسيج على أحدث طراز مزودة باجهزة الكمبيوتر والتقنية الحديثة وتم تركيبها في المصنع.
وفي عام 1414هـ صدر الأمر السامي الكريم باعتماد ضم مصنع الكسوة الى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.
|