إن الدنيا ثلاثة أيام يوم مضى فهو أحلام ويوم مستقبل فهو أماني ويوم أنت فيه فهو مضمار السباق، فأسرج خيلك واسر ليلك مع عباد الرحمن وموائد القرآن في صلاة القيام {وّمٌنّ اللَّيًلٌ فّتّهّجَّدً بٌهٌ نّافٌلّةْ لَّكّ عّسّى" أّن يّبًعّثّكّ رّبٍَكّ مّقّامْا مٍَحًمٍودْا} إن قيام الليل والناس نيام ومناجاة الله في الظلام والانس بالوحدة معه والخلوة إليه من علامات الصلاح وموجبات التقوى. وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على عباده الذين هذه صفتهم {وّالَّذٌينّ يّبٌيتٍونّ لٌرّبٌَهٌمً سٍجَّدْا وّقٌيّامْا} وقال تعالى: {تّتّجّافّى" جٍنٍوبٍهٍمً عّنٌ المّضّاجٌعٌ يّدًعٍونّ رّبَّهٍمً خّوًفْا وّطّمّعْا وّمٌمَّا رّزّقًنّاهٍمً يٍنفٌقٍونّ فّلا تّعًلّمٍ نّفًسِ مَّا أٍخًفٌيّ لّهٍم مٌَن قٍرَّةٌ أّعًيٍنُ جّزّاءْ بٌمّا كّانٍوا يّعًمّلٍونّ} والرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل في حديث رواه الإمام مسلم والسعيد هو من يحافظ على صلاة الليل وخاصة في هذا الشهر العظيم المبارك الذي سن الرسول صلى الله عليه وسلم القيام فيه والقيام فيه له مزية على غيره يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه، فعلى المسلم ان ينتهز أيام هذا الشهر ولياليه ويبذل ما يستطيع بذله من وجوه الخير وفعل الطاعات. وهنا لفتة مهمة قد تغيب عن كثير من العوام الذين يصلون التراويح مع الإمام ثم ينصرفون قبل الإمام لو علم هؤلاء أن من يكمل الصلاة مع الإمام يفوز بأجر صلاة تلك الليلة. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) ولكن المؤمن الذي يحدوه الشوق للفوز بالقبول في هذا الشهر سيكون حريصا على المحافظة على جميع النوافل في هذا الشهر وعلى المسلم أل ايتوقف اهتمامه على صلاة التراويح ويتساهل في تأدية النوافل قبل وبعد الصلوات. والنافلة في هذا الشهر يتضاعف أجرها حتى يعدل أجر فريضة. وللنساء في حضور صلاة التراويح مثل ما للرجال لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات) أي غير متزينات ولا متطيبات. والمرأة المسلمة تعرف أنها خرجت من بينها لمناجاة ربها فعليها ألا تتعرض لمشاهدة الرجال ولا ترفع صوتها. تقبل الله من الجميع صلاتهم ودعاءهم.
|