يصوم رمضان في كل عام حوالي ثمانية ملايين مسلم مصاب بالداء السكري، ويكون الاستعداد عند هؤلاء بضبط قيمة السكر في الدم وكذلك ضبط جرعات الأدوية قبل بدء رمضان المبارك وذلك بإشراف الطبيب المعالج.
لقد أظهرت الدراسات أن مستوى السكر ينخفض عند مرضى السكر بشكل طفيف في الأيام الأولى من رمضان، ثم يعود إلى مستواه في اليوم العشرين من رمضان، ثم يرتفع طفيفاً في آخر الشهر المبارك، وقد يتأرجح المستوى تبعاً لعادات المريض الغذائية وآليات بدنه الاستقلابية.
للداء السكري درجات وأنواع مختلفة، فبعض المرضى يمكنهم السيطرة على المرض وضبط السكر من خلال تنظيم الوجبات الغذائية واتباع نظام غذائي صحي مناسب، والبعض يحتاجون إلى العلاج عبر الأقراص أو الحبوب الفموية، أما البعض فلا يضبط السكر لديهم إلا بحقن الانسولين، وأيضاً ضمن نفس هذا التوزيع هناك درجات متفاوتة، وبكل الأحوال يلزم إعطاء الانسولين بشكل منتظم وبدقة وبإشراف الطبيب المعالج، وعموماً يمكن أن نقول إن الذين يبدأ عندهم مرض السكر في الطفولة لا يمكن السماح لهم بالصيام تحت إي ظرف، حيث ان مستوى السكر في دمهم غير مستقر، ويمكن أن يرتفع فجأة أو ينخفض بشكل مفاجئ، وهذه أمور قد تهدد حياة المريض، أما بالنسبة للذين بدأ لديهم المرض بالظهور في العقد الثالث من العمر وما بعده فإن هؤلاء درجات تبعاً لمستوى السكر لديهم.
1- الفئة الأولى: وتضم المرضى الذين تسمح حالتهم بالسيطرة على مرض السكر عن طريق تنظيم وجباتهم الغذائية فقط، بدون الحاجة إلى تناول أية أدوية.
2- الفئة الثانية: وتضم المرضى الذين يحتاجون بالإضافة إلى تنظيم وجباتهم الغذائية إلى أدوية تؤخذ بالفم لمرة واحدة يومياً (صباحاً) لخفض مستوى السكر في الدم.
3- الفئة الثالثة: وتضم المرضى الذين يحتاجون بالإضافة إلى تنظيم وجباتهم الغذائية إلى أدوية تؤخذ بالفم مرتين يومياً (صباحاً ومساء).
4- الفئة الرابعة: وتضم المرضى الذين يحتاجون بالإضافة إلى تنظيم وجباتهم الغذائية إلى حقن الانسولين مرة واحدة في اليوم (صباحاً).
5- الفئة الخامسة: وتضم المرضى الذين يحتاجون بالإضافة إلى تنظيم وجباتهم الغذائية إلى حقن الانسولين مرتين في اليوم (صباحاً ومساء).
وحسب الفئة التي يتبع لها المريض فإن السلوك يختلف في رمضان، فمرضى الفئة الأولى يصومون بسهولة، وأكثر من ذلك فإن الصوم قد يفيدهم بإذن الله تعالى إذا اتبعوا ما يلي:
1- المحافظة على نفس نوع وكمية الغذاء الموصوف من قبل الطبيب بشكل دقيق.
2- تقسيم الطعام بالتساوي بين وجبتي السحور والإفطار.
3- تأخير السحور ما أمكن.
4- الاستمرار بالنشاط اليومي كالمعتاد مع راحة في فترة القيلولة (ما بعد الظهر).
أما مرضى الفئة الثانية فيمكن لهم أن يصوموا إذا كان سكرهم بحالة انضباط وغير متأرجح، وبشرط اتباع النصائح التي ذكرناها لمرضى الفئة الأولى بالإضافة إلى ضرورة تناول نفس جرعة الدواء قبل وجبة الإفطار بربع ساعة، أي قبل الصلاة، مع بعض التمر، ومن ثم الصلاة ثم الإفطار، وعادة يأخذ هؤلاء الحبوب الخافضة للسكر من النوع المديد المفعول (طويل الأمد)، ويبقى قرار تغيير الدواء أو جرعته بيد الطبيب المعالج.
وبالنسبة لمرضى الفئة الثالثة فيمكن لهم أن يصوموا إذا كان سكرهم بحالة انضباط وغير متأرجح، شريطة اتباع النصائح التي ذكرناها لمرضى الفئة الأولى والثانية، بالإضافة لضرورة أخذ (نفس) جرعة الصباح من الدواء قبل طعام الإفطار بربع ساعة، و(نصف) جرعة المساء قبل السحور بربع ساعة.
والقاعدة العامة دوماً هي ضرورة الإفطار فوراً في حالة الشعور بانخفاض السكر بالنسبة للفئتين السابقتين.
أما مرضى الفئة الرابعة والفئة الخامسة فلا ينصحون بالصيام عموماً ولهم عذرهم الشرعي - إن شاء الله - .
* ماذا حول غذاء مرضى السكري في رمضان؟
يصعب وضع نظام غذائي ثابت وشامل يناسب الجميع، والطبيب المعالج هو الذي يقرر النظام الأمثل، وبشكل عام نذكر التقسيم الغذائي التالي للفائدة العامة:
1- أصناف يجنب تجنبها تماماً: العسل والسكر والمربيات والعصائر المحلاة والفواكه المعلبة والحلويات وخاصة أطباق رمضان التقليدية والآيس كريم (البوظة) الفطائر والكاتو والكراميلا والشيكولاته والبسكويت الحلو وما شابهه.
2- أصناف يمكن تناولها بشكل محدد:
أ: الفواكه:
- تفاحة واحدة أو برتقالة أو خوخة أو إجاصة أو دراقة.
- موزة واحدة صغيرة.
- 4 حبات مشمش.
- تمرتان بحجم متوسط.
- حبتان من التين الصغير.
- 10 - 15 حبة عنب.
- شريحة بطيخ أحمر أو أصفر واحدة صغيرة.
- ربع فنجان شاي من عصير الفواكه غير المحلى.
ب - الخضار:
- 8 شرائح متوسطة من البطاطا المحمرة.
- 4 قطع بطاطس مقلية.
- حبة بطاطا واحدة مطبوخة أو مسلوقة.
- ملعقتان من البازلاء.
- ملعقتان من السبانخ.
- ملعقة واحدة من الفاصوليا.
- حبتان من الفلفل الأخضر.
ج - الحبوب:
- ملعقة أرز أو معكرونة.
د - الخبز:
- شريحة من رغيف خبز صغير أو نصف شريحة من رغيف كبير.
هـ - أطعمة أخرى:
- مغرفة كبيرة من الشوربة الثقيلة (العدس أو مرق الدجاج).
- 4 ملاعق مهلبية محلاة بالسكرين.
- 3 ملاعق من الجلي محلى بالسكرين.
- علبة زبادي واحدة بدون فواكه أو نصف علبة بالفواكه.
- كوب لبن.
ويمكن للصائم اختيار (12) صنفا يوميا مما سبق بحيث يتناول (6) أصناف على الفطور و(6) على السحور، وإذا ضاعف الكمية من أحد الأصناف فيلزم تقليل عدد وكمية الأصناف حسب نسبة المضاعفة.
3- أصناف يمكن تناولها بحرية ولكن بشكل معقول حسب حالة الجسم ووزنه والشهية والنظام الغذائي الموصوف له ضمن السعرات الحرارية التي يقررها الطبيب:
- اللحم الخالي من الدهون.
- الأسماك.
- البيض والجبن.
- الخيار والطماطم (البندورة) والجزر والقرنبيط والبصل الأخضر والفجل والخس والباذنجان وما شابه ذلك.
- عصير الطماطم (البندورة) أو الليمون.
- الأعشاب والتوابل والبهارات.
- الشاي والقهوة والسكرين.
* ماذا حول الرياضة لمريض السكري الذي ينوي الصيام؟
- لقد تبين للباحثين أنه لا مانع من ممارسة نوع من الرياضة البدنية الخفيفة والمناسبة خلال شهر رمضان وذلك بالنسبة للسكريين الذين يصومون، وهم الذين لا يعتمدون على الانسولين.
|