editorial picture

تفعيل القرارات تجاه إسرائيل

تسود قناعة دولية واسعة برفض الاستيطان، فالولايات المتحدة أعربت عن رفضها لما تقوم به إسرائيل بهذا الصدد، فيما قال الاتحاد الأوروبي إن سياسات الاستيطان تضاعف من حجم المعاناة الفلسطينية.
ومن يطالع البيانات الأمريكية والأوروبية الرافضة للاستيطان يعتقد أن ما يقوله كبار العالم لا بد أن تتم ترجمته إلى أفعال حقيقية يمكن معها رؤية نهاية سريعة لهذه الموجات الاستعمارية الإسرائيلية.
لكن على أرض الواقع تبدو إسرائيل وكأنها غير معنية بما تقوله كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث تواصل حكومة شارون نشاطاً استيطانياً محموماً في مدينة الخليل، ولا تتورع عن إظهار نواياها بهذا الصدد، حيث يعلن رئيس وزرائها على الملأ خططاً لزيادة وتوسعة منطقة الإشراف الإسرائيلي في مدينة الخليل التي يسكنها 400 مستوطن لكنهم يتطلعون إلى ابتلاع مساحات أكبر من تلك التي يعيش عليها أهل المدينة الفلسطينيون.
الأخطار الاستيطانية الإسرائيلية كبيرة، ويضاف إليها ما تسميه إسرائيل «الجدار الواقي» الذي يقتطع 10% من مساحة الضفة الغربية، هذا القضم المستمر للأراضي الفلسطينية لا يجعل هناك مساحة تذكر لإقامة الدولة الفلسطينية.
إن غياب الفعل الدولي المؤثِّر باتجاه إسرائيل يساعد الدولة الصهيونية على تكريس سياسات الأمر الواقع..
والمطلوب أن تتحول القناعة الدولية الرافضة للتوسع والاستيطان إلى قرارات دولية ملزمة لإسرائيل تصدر من مجلس الأمن، والمأمول أن تتحول عشرات القرارات التي تخاطب إسرائيل إلى قرارات لها «أنياب» تسندها القوة العسكرية إذ لزم الأمر.
إن الرغبة في تفعيل القرارات تجاه إسرائيل تعتمل في نفوس الجميع، حيث جددت المملكة أول أمس في مجلس الوزراء دعوتها إلى الأمم المتحدة تفعيل قراراتشها ذات الصلة بالشأن الفلسطيني واتخاذ الإجشراءات اللازمشة لحمل إسرائيل على احترام قرارات الشرعية الدولية.
ومن المؤكد أن قدراً من العدل على الساحة الدولية يمكن أن يجلب الأمل للمتضررين من السياسات العدوانية، وعلى النقيض من ذلك فإن التغاضي عن جرائم إسرائيل لا يقود سوى إلى اليأس بكل مضاعفاته الكارثية.


jazirah logo