بلهجته القصيمية المقعرة
يطل أحيانا الممثل«عبدالعزيز المزيني» في فلاشات طاش ما طاش القصيرة.
وكل شيء في هذه الفلاشات يمكن أن يمرر بدءاً من مبدأ الإضحاك بلا إضحاك الذي أدى بالعمل إلى أن يتخذ كثيراً من ملامح أفلام الكارتون البسيطة.
وانتهاءً بتكريس كوميديا الشكل وليس الموضوع كالحول أو الأسنان البارزة أو البدانة الزائدة وغيرها..
وتوسطاً كذلك بالنقد المباشر الذي يطول ويمس جميع المنتمين لمؤسسات بعينها مثل«البلديات» والمستشفيات وغيرها.. أو رسم صورة لحجاب المرأة السعودية مغايرة للواقع العام لها ولا تعطي انطباعاً بفردية السلوكيات.. خاصة وهي مسلمة تؤدي واجبها التعليمي.. أو امرأة تدخل أقسام الرجال في شركة الاتصالات وغيرها مما هو غير صادق في رسم الصورة الواقعية.. وكان ذلك سيدخل ضمن نطاق متطلبات العمل التمثيلي لو أن العمل يحوي دراما محبوكة يمكن للخيال أن يكون مقبولاً فيها أو المبالغة والارتفاع عن الواقع وتجاوز ماهيته.
لكن العمل برمته هو مجرد فلاشات يمكن أن تقرأها في عمود صحفي لكتَّاب يملكون مساحة من القدرة على استقراء الواقع البسيط.. ولا يصنف مطلقاً بأن كل حلقة منه تقدم عملاً قصصياً بأحداثه وبنائه الفني والإبداعي عدا بعض حلقات قليلة جداً خلال مسيرة عشر سنوات.
وكل ذلك مقبول ويمكن تمريره على أنه اجتهادات ظلت عشر سنوات تبحث عن إيجاد سمة مميزة لعملها وأصابت حينا وأخفقت أحيانا.
لكن المستفز الحقيقي في العمل إصرار «المزيني» على التشبه بالنساء وأداء دور امرأة وعدم الاكتراث بكل مشاعر الاعتراض التي واجهته من مجتمعه خلال الأعوام السابقة على الرغم من قدرته على أداء دور جيد في شخصية«جد» المعلمة التي يستغل والدها راتبها.
ثم إن المزيني أربك نفسيات أطفالنا الذين هم ثلاثة أرباع مشاهدي«طاش ما طاش».. فأولاد الجيران يطلون من الشباك على أطفالي ويقولون«حنا رقية».. فقد استحالت بكاركترها النسائي المعتسف إلى أشبه ما يكون بالرعب للأطفال.. والغثيان للكبار.
فإذا كان للتمثيل دور مقبول في تعديل اتجاهات اجتماعية خاطئة ونقدها وتقويمها عبر أعمال أدبية مكتوبة بشكل متماسك.. وبأطر دينية مقبولة. فإن تشبه الرجل بالمرأة يعد أمراً غير مقبول في السياق الديني والاجتماعي.. وهو استفزاز للمشاعر بعد صيام وتقرّب الى الله سبحانه.
fatmaalotaibi@hotmailcom فاكس 4650827 |