أصدقاء المرضى .. وعد .. غير مكذوب
عبد الله بن سليمان المقيرن*

ثمة مضمار رحب اختارت الغرفة التجارية الصناعية بالرياض المشاركة فيه بكل العزم والمسؤولية، فعوضاً عن رسالتها تجاه خدمة قطاع الأعمال في منطقة الرياض، وخدمة أهداف التطور والبناء الوطني كافة، فقد امتدت مظلة الغرفة لتشمل المشاركة في اللجان والجمعيات الخيرية التي تقدم خدماتها لأفراد المجتمع السعودي سواء على الصعيد الاقتصادي أو الإنساني بهدف توطيد علاقتها بمجتمعها المحيط وتفعيل حضورها في مختلف الهيئات والجمعيات والمراكز الخيرية والاجتماعية في منطقة الرياض وقد أنشأت الغرفة تحقيقاً لهذه الأهداف الإنسانية النبيلة إدارة خاصة حملت «إدارة خدمة المجتمع»، التي ربما تكون الوحيدة على مستوى الغرف التجارية في المملكة، ونجحت هذه الإدارة الفتية في تنظيم الروابط بين الغرفة ومجتمع رجال الأعمال وبين هذه الهيئات، إضافة إلى متابعة النشاط الاجتماعي الذي تقوم به الغرفة لصالح الفئات الاجتماعية الأكثر حاجة للدعم المالي والعيني .
ولعل من أبرز اللجان التي تندرج تحت إدارة خدمة المجتمع هي لجنة أصدقاء المرضى، التي أوجدت بالأساس لتحسين مفاهيم الترابط و التآخي والتراحم في شريعتنا السمحاء، والتي عرف بها هذا الوطن العزيز على مدى الأيام. وبفضل الدعم الكبير من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظه الله أمير منطقة الرياض والرئيس الفخري للجنة ثم بفضل تبرعات وهبات الخيرين والموسرين من رجال الأعمال ومواطني منطقة الرياض فقد أمكن لهذه اللجنة التي توازي في جهدها عمل لجان وجمعيات بحالها وخلال فترة وجيزة القيام بإنجاز العديد من النشاطات والمهام الكبيرة منها توفير المستلزمات الضرورية لنزلاء سكن المرضى بالدرعية «التابع للجنة»، بنحو50 مريضاً يومياً وتقديم الوجبات المجانية لهم ....وتأمين المواصلات لتنقلاتهم من السكن الى المستشفى والعكس إلى جانب تقديم المساعدات المادية والعينية لعدد من المرضى مثل تأمين تذاكر السفر بالطيران للمرضى القادمين من خارج مدينة الرياض والسماعات الطبية وأجهزة التنفس وتأمين تذاكر الطيران للمرضى القادمين من خارج الرياض والكراسي المتحركة وتأمين عدد من الأجهزة والمعدات الحديثة لعدد من المستشفيات بمنطقة الرياض .
وجميع ما تقوم به لجنة أصدقاء المرضى، إنما تتكون موارده من الصدقات والزكوات والتبرعات التي يقدمها أهل الخير في هذا البلد الطيب، وغير خافٍ أن مثل هذه الأعمال الخيرية ستعزز ثقة المواطنين بأبناء وطنهم من الموسرين، كما أنها تحض على معاني التكافل والتضامن الاجتماعي .
وفي مثل هذا الشهر الفضيل، شهر الجود والنفحات الإيمانية والروحية .. فإن أكثر ما نتطلع إليه هو مواصلة عطاءات الخير من أهل الخير والسعة .. حتى تتمكن هذه اللجنة من تنفيذ العديد من المهام المدرجة على جدول أعمالها .