سجلت سيارة مرسيدس-بنز الاختبارية نيكار NECAR 5 والمبنية على موديل مرسيدس-بنز فئة آي (A-Class) أطول رحلة تجتازها سيارة عاملة بخلايا الوقود، حيث عبرت نيكار 5 الولايات المتحدة خلال 15 يوما وذلك من سان فرانسيسكو في الغرب الى العاصمة الأمريكية واشنطن في الشرق، وقطعت خلال الرحلة مسافة 5251 كلم بمعدل سرعة 8 ،61كلم/ساعة.
وعلى الرغم من متطلبات تخزين وقود الميثانول والمحول وخلايا الوقود، لم ينل نظام خلايا الوقود المطور مع شركة بالارد (Ballard) الكندية، من المساحة الداخلية المتاحة في السيارة، إذ استغلت المساحة التي تتوسط بين أرضية المقصورة وبين أسفل الهيكلية، لتركيب لوازم توليد الطاقة الكهربائية من الميثانول.
وإن أثبتت التجربة نجاح سيارة مجهزة بخلايا الوقود في تخطي مسافة بهذا الطول، مع تزودها بالميثانول كل نحو 500 كلم، وحتى بلوغها في بعض الأحيان سرعات وصلت حتى150 كلم/ساعة، أقرت ديملر كرايسلر في الوقت ذاته أن التجربة تدل على إمكانات تطبيق التقنيات البديلة للمحركات الداخلية الاحتراق.
وفي نيكار 5 محول يستخرج الهيدروجين من الميثانول لنقله الى خلايا الوقود التي يلتقي فيها الهيدروجين مع الأوكسيجين لتوليد الطاقة الكهربائية اللازمة
للمحرك الكهربائي البالغة قوته 100 حصان، ولاينتج عن عملية توليد الطاقة إلا الماء.
ومع أنه يمكن تخزين الهيدروجين في السيارة بتسييله عند تبريده الى ما دون253 درجة مئوية تحت الصفر، لتقليص حجمه وذلك للاستغناء بالتالي عن المحول الذي يستخرج الهيدروجين من مادة أخرى كالميثانول أو الغاز أو حتى البنزين، وتظل عقبة إنشاء شبكات توزيع للوقود الجديد، إلا إذا بقي البنزين مصدراً للهيدروجين الذي يستخرج منه في السيارة ذاتها، مع نسبة تلويث تقل بكثير عن التلويث الناتج عن المحركات البنزينية الحالية الداخلية الاحتراق.
وفي معزل حتى عن تباين وجهات النظر بين صانعي السيارات، بين من يفضلون تخزين الهيدروجين مسيلا وآخرين يفضلون اعتماد الميثانول أو الغاز أو البنزين تبقى ويعمل صانعو محركات الاحتراق الداخلي العاملة بالبنزين والديزل على تطوير تقنيات معالجة الغازات المحترقة، أو استغلاله في أكثر من وجه كالسيارات البنزينية-الكهربائية. حيث يعمل محرك الكهرباء في السيارة ولا يتدخل المحرك البنزيني إلا عند الحاجة الفورية الى قوة إضافية مثل حالات التجاوز، أو لشحن البطاريات التي تستمد طاقتها الكهربائية من أداء المحرك البنزيني ومن الحرارة المولدة من نظام الكبح، بدلا من الشحن الكهربائي التقليدي الذي يتطلب ساعات من التوقف قبل مواصلة السير.
| 
