من..... من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والتي تقف بقوة وحزم ضد ضرب العراق؟؟
فرنسا أولاً..... كوفئت فرنسا على هذا الموقف المتماسك والرفض للطغيان الأمريكي بضرب ناقلة نفط لها!!
روسيا ثانياً... كوفئت بحادثة رهائن المسرح التي انتهت نهاية مأساوية، وحادثة المسرح بحد ذاتها تمت في توقيت في غاية السوء وحين يحاط الإسلام بحملة شعواء تحاول أن تجعله دينا دمويا إرهابيا، ناهيك عن انحدار إنسانية العملية التي تدخل المدنيين العزل والأطفال في دائرة الحروب والمساومة، اختار الخاطفون هذا التوقيت العجيب، وبالتأكيد يوجد من ضمن الخاطفين بعض من الأفغان العرب!!
فإذا انتهينا من مجلس الأمن، ننتقل إلى أحداث جزيرة «بالي» الإندونيسية وحيث استهدف المئات من السياح بتفجيرات فئة مرعبة وذيلت هذه التفجيرات بتوقيع إسلامي.
وقناص واشنطن الذي ألقي القبض عليه شارك في حرب الخليج واعتنق الإسلام مؤخراً.
هذه الأحداث المتتالية ووتيرة الاستعدادات تتصعد لضرب العراق، تجعلنا نبدأ في مراجعة أنفسنا فيما يتعلق بنظرية المؤامرة؟ وإن سمعة الإسلام مستهدفة على المستوى العالمي لقرنه بالإرهاب بصورة مطلقة ونهائية، وكان جميع هذه الاحداث هي المظلة التي ستمر من تحتها قاذفات القنابل الموجهة لضرب العراق أولى بؤر الارهاب.
على كل حال هذا إذا اتكأنا على نظرية المؤامرة في تفسير وتبرير ما يحدث، ولكن إذا كانت القضية هي ثورة مضادة من خلايا نائمة في أنحاء العالم فالمصيبة أعظم، لأنها حالة عمى وسذاجة طاغية تستهدف كل ما هو غربي بشكل عشوائي ومجنون، وأخشى ما نخشاه أن يتحول العداء إلى عداء عرقي يستهدف أصحاب العيون الزرق والشعور الشقراء دون جريرة سوى ألوانهم، التي تؤكد انتماءهم إلى معسكر الكفر؟!
وفي الوقت الذي يحتاج فيه العالم الإسلامي إلى الأصوات والسفراء والمؤيدين والداعين والشارحين والمبررين... إلخ في انحاء العالم لكسب الأصوات التي تدعم قضاياه العادلة يقوم هؤلاء بعملية تقويض كاملة وتحت هاجس افكار ونزعات عدوانية ومجنونة ضد كل ما هو غربي ، على الرغم من ان أكبر مظاهرة قد سارت في مدينة لندن الانجليزية وكان قوامها اربعمائة ألف مواطن انجليزي، قد سارت لتعلن شجبها واحتجاجها على ضرب العراق!!
من الذي يريد خلط الأوراق بهذا الشكل المجنون السافر؟ من الذي يريد أن يقسم العالم بصورة نهائية وقطعية إلى شرق الخير وغرب الشر؟؟ ومن الذي يريد أن ينحدر بالإنسانية إلى مهاوٍ سحيقة ومظلمة.
|