* مكة المكرمة - أحمد الأحمدي - المدينة المنورة - مروان قصاص:
تشهد العاصمة المقدسة حاليا تدفق أعداد كبيرة من الزوار والمعتمرين الذين أتوا من خارج المملكة لأداء مناسك العمرة في هذا الشهر الفضيل وقضاء أوقات ممتعة بجوار بيت الله الحرام.. «الجزيرة» كان لها هذه اللقاءات القصيرة مع هؤلاء المعتمرين في رحاب أم القرى تم خلالها استطلاع مشاعرهم ورصد انطباعاتهم وهم يعيشون هذه الأيام المباركة من هذا الشهر الكريم في مهبط الوحي بجوار بيت الله الحرام فإلى حوارنا معهم..
ففي البداية التقينا بالمعتمر نصر عبدالفتاح محمود من جمهورية مصر العربية فكان الحوار التالي:
* متى فكرت في تأدية مناسك العمرة وكيف كان وصولك؟
- التفكير في أداء هذا النسك العظيم اختمر في ذهني منذ حوالي الشهر من الآن حيث عقدت العزم على القيام بهذه الرحلة للديار المقدسة في شهر رمضان المبارك للجمع بين الحسنيين أداء مناسك العمرة وقضاء جزء من أيام هذا الشهر المبارك في رحاب بيت الله الحرام وفي طيبة الطيبة بجوار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم. والحمد لله ان يسر لي هذه العمرة في هذا الشهر المبارك دون أي متاعب فمنذ ان وصلت الى هذه الأراضي المقدسة وأنا أجد كل رعاية واهتمام من حكومة هذه البلاد الغالية وبفضل هذه الرعاية والعناية تمكنت ولله الحمد من أداء مناسك العمرة بكل سهولة ويسر وسوف أقضي بعض أيام هذا الشهر الفضيل في مكة المكرمة ثم أذهب للمدينة المنورة للتشرف بالسلام على الرسول الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وأقضي ما تبقى من هذا الشهر الكريم في رحاب طيبة الطيبة فلشهر رمضان المبارك طعم جميل في هذه الرحاب الطاهرة فالأجواء تعبق بالروحانية المفعمة بالخيرات والرحمات ونفحات الايمان.
وسألنا معتمرا آخر وهو محمد الدمرداش من جمهورية مصر العربية عن انطباعه عن الخدمات المقدمة للزوار والمعتمرين باعتباره يأتي في كل عام ليؤدي مناسك العمرة، فقال: من خلال زياراتي السنوية لهذه الرحاب الطاهرة فإنني الحظ انه في كل عام أشاهد منجزات ومشروعات جديدة في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومناطق المشاعر المقدسة في منى وعرفات ومزدلفة وهذا بلاشك يعطي دلالة واضحة على الاهتمام البالغ الذي توليه حكومة هذه البلاد لخدمة وراحة قاصدي الأماكن المقدسة وتسهيل الخدمات المقدمة للزوار والمعتمرين والحجاج وهذا هو ديدن هذه البلاد في حسن رعاية الأماكن المقدسة واستطيع ان أقول ان ما نشاهده من مشروعات عملاقة في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومناطق المشاعر المقدسة هي مشروعات كبيرة ورائدة انفقت الدولة من أجلها بلايين الريالات.
ويقول المعتمر أحمد ربيع من الجمهورية العربية السورية عند سؤاله عن بداية استعداداته لأداء مناسك العمرة: أنا من مؤيدي التنظيم المسبق لأي عمل أقوم به ولذا تجدني أعد العدة لرحلة العمرة قبل حلول موعدها بفترة طويلة حتى استطيع تنظيم أموري والاعداد والتجهيز لهذه الرحلة المباركة بشكل جيد.. كما ان هاجس أداء العمرة والوصول لهذه الديار المقدسة لا يفارق مخيلتي فتراني منذ خروجي من مكة المكرمة في آخر عمرة وأنا أشغل تفكيري بهاجس العودة لهذه الديار المقدسة مرة أخرى معتمراً أو حاجاً.
ويقول المعتمر أبوالطيب الحسين أنا أشعر بسعادة غامرة منذ ان تطأ أقدامي هذه الأراضي المقدسة لحظتها أشعر بسعادة بالغة وفرحة وسرور وراحة بال لا مثيل لها لأن هذه الديار المقدسة تبعث في النفس البشرية المسلمة الراحة والسكينة والايمان والطمأنينة ويشعر المسلم عند رؤيته بيت الله الحرام أو المسجد النبوي الشريف انه بين يدي خالقه وفي أجواء ايمانية خالدة ينسى معها كل همومه ومشاغله الدنيوية ويعيش في عالم الآخرة.
ولهذا فأنا وأقولها حقيقة واقعية دون أي مبالغة إنني أشعر بسعادة بالغة لا تضاهيها أي سعادة وأنا أعيش أيام هذا الشهر المبارك في رحاب مكة المكرمة.
كما ثمن عدد من المعتمرين والزوار الذين يؤدون العمرة خلال هذا الشهر الكريم ويزورون المدينة المنورة هذه الأيام المباركة الخدمات المكثفة والجهود الكبيرة والتسهيلات المشهودة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله في سبيل توفير أفضل الخدمات واشملها للمعتمرين والحجاج على مدار العام منوهين بالرعاية الكريمة التي تحظى بها المقدسات الاسلامية والأماكن التاريخية بالمملكة والتي يزورها العمار والزوار، وأكدوا أنهم يلاحظون في كل عام تطورا في هذه الخدمات بصورة تصاعدية تؤكد التزام هذه البلاد بنهج واضح في سبيل الرقي بخدمات العمار والحجاج وان هذاالنهج محل تقدير الجميع، وثمنوا التسهيلات الجيدة التي وجدوها في الموانىء الجوية والبحرية والبرية حيث وجدوا حسن الاستقبال وأكدوا أنهم لا يملكون سوى الدعاء لقيادة وحكومة هذه البلاد الذين سخرهم الله لرعاية المقدسات الاسلامية وحمايتها وخدمة زوارها وهم أهل لذلك وقد سخر الخالق عزوجل لهم نيل شرف هذه المهمة المقدسة، وامتدحوا قرار المملكة المتمثل في فتح باب العمرة والزيارة فترات أطول لاتاحة الفرصة للمسلمين لأداء مناسكهم في يسر وسهولة على مدار العام منوهين بأبعاد هذا القرار الذي يؤكد حرص المملكة على راحة العمار والزوار وأتاحة فرصة أكبر على مدار العام لهم لزيارة الأماكن المقدسة.
واجمعوا على شمولية الخدمات المسخرة لهم وتكاملها رغم الكثافة العددية من المعتمرين خلال هذا الشهر الكريم حيث يشعر الجميع بخصوصية الخدمات واهتمام القائمين على شؤون المعتمرين منذ لحظة القدوم وحتى المغادرة الى دولهم بعد أداء المناسك، ودعا الجميع الله ان يوفق الملك فهد وسمو ولي عهده الأمين وحكومتهما الرشيدة لما يبذلونه من خدمات للعمار والزوار.
جاء ذلك في لقاءات ل«الجزيرة» مع عدد من المعتمرين المتواجدين بالمدينة المنورة فقد نوه السيد باشا سعدي - تونسي - مقيم في فرنسا بتنامي الخدمات الكبيرة التي تقدمها المملكة للزوار والحجاج والمعتمرين ممتدحا شمولية وتكامل الخدمات وتطورها المتنامي ووفرة المواد الغذائية ونوه بحفاوة الاستقبال الذي يجده الجميع عند قدومهم الى المملكة عبر مداخلها الجوية والبحرية والبرية من كافة الأجهزة ومن كبار المسؤولين ونوه بسرعة الاجراءات التي وجدها بمطار الملك عبدالعزيز بجدة «حيث أشعرنا العاملون أننا بين أهلنا واخواننا».
وقال سعدي إنني أحمد الله الذي أكرمني بأداء مناسك العمرة خلال شهر رمضان المبارك والاستمتاع بأجواء ايمانية مفعمة بروحانية متميزة ليس لها مثيل وهذا بفضل الله أولا ثم بفضل الجهود المكثفة التي تبذلها حكومة المملكة التي شرفها الله بخدمة الحجاج والعمار وأثبتوا أهليتهم باقتدار لهذه الثقة. وأضاف إنني لا أملك أمام هذه الخدمات إلا ان أحمد الله الذي سخر لمقدساتنا الاسلامية هذه القيادة الرشيدة التي تبذل الغالي والرخيص لخدمتنا بعمل دؤوب وجهد مخلص يجعله محل تقدير كل مؤمن مخلص وصادق.
واعتبر الأستاذ أشرف القاضي مسؤول أحد البنوك في جمهورية مصر العربية الشقيقة ما تقوم به المملكة من جهود مكثفة ومخلصة وخدمات جليلة للمعتمرين امتدادا طبيعيا لجهود هذه البلاد على مر العصور والتي تقدمها حكومة هذه البلاد وقيادتها وقال ان هذه الخدمات تتميز بالشمولية والتكامل وتشعر الجميع بأنها مقدمة لكل واحد منهم وقال انه رغم العدد الكبير الذي يزور المملكة في هذه الفترة الموسمية ومن شتى دول العالم إلا ان الخدمات متوفرة للجميع ومتاحة بمقابل بسيط وهذا ناتج عن تخطيط مسبق واعداد مدروس يجسد مدى الحرص الكبير على راحة الزوار وهو ما يمكن اعتباره معجزة تؤكد تكامل التخطيط والاصرار على النجاح في هذا المجال لوجه الله ورفع الشكر والتقدير لقيادة وحكومة المملكة وشعبها النبيل على كرم الضيافة وحسن الاستقبال الذي يجده المعتمرون منذ لحظة قدومهم لهذا البلد منوها بشمولية هذه الخدمات وتكاملها خلال هذا الشهر المبارك وتطورها المتنامي حيث يلحظ أي زائر مدى تطور هذه الخدمات سنة بعد أخرى وهذا مؤشر على الارتقاء والنمو الشامل لهذه الخدمات المعتمدة على دراسات تستوعب كافة المتغيرات وتواكب تنامي أعداد الزوار والعمار.
وأشاد علي بدران الشعبي من الجمهورية العربية السورية الشقيقة بالنمو المتواصل والتطوير الشامل لخطط وبرامج المملكة العربية السعودية في مجال خدمة الحجاج والمعتمرين وقال انه أدى مناسك العمرة قبل أربع سنوات ولمس مدى التطور الكبير والسريع الذي شهدته هذه البلاد وقال ان الجميع يؤمن بأن التطور سمة تميز خدمات المملكة للحجاج والزوار رغم ان فترات العمرة تتواصل تقريباً مع مواسم الحج بعد البدء بتطبيق قرار المملكة الصادر مؤخرا والخاص بتنظيم العمرة والذي استجاب لتحقيق رغبات المسلمين في بقاع المعمورة الراغبين بأداء مناسك العمرة على مدار العام إلا ان الخدمات المكثفة تستوعب بنجاح زيادة عدد الزوار والعمار، وقال الشعبي ان تكامل الخدمات وتطورها يعني تواصل النجاح وهو ما يسعدنا كمسلمين ودعا الله ان يوفق قيادة هذه البلاد الحكيمة على ما تبذله من جهود مكثفة ومتواصلة لتحقيق المزيد من المنجزات التي تخدم الحجاج والعمار وتجعل من رحلة الحج والعمرة رحلة ميسرة سائلا الله ان يجعل ما يقدمونه من خدمات جليلة في موازين حسناتهم.
ويقول الأستاذ محمد مصطفى الحاج من المملكة المغربية الشقيقة يا أخي بادىء ذي بدء أرجو ان تسمح لي بكلمة صادقة منبعها القلب المفعم بحب هذه البلاد الطيبة، اشكرهم خلالها وأقول لهم أدام الله عز وفخر هذه البلاد الطيبة التي تخدم الاسلام والمسلمين في ظل قائدها وزعيمها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله الذي سخره الله عزوجل ان يبذل كل جهد ممكن في مجال خدمة الحجاج والمعتمرين وتيسير أمور المسلمين الذين يزورون المملكة مع حرصه وفقه الله على توفير كل ما من شأنه رعايتهم وراحتهم وخدمتهم وهو ما جعل كل مسلم يؤدي مناسك الحج أو العمرة في يسر وسهولة وأمان بعد ان كانت رحلة الحج والعمرة محفوفة بالمشاق والمخاطر في أزمنة غابرة ونوه بقرار فتح باب العمرة والذي يمكن المسلمين في شتى أرجاء المعمورة من زيارة المقدسات فترات أطول، وامتدح التوسعة العملاقة التي شهدتها المقدسات في مكة المكرمة والمدينة المنورة والتي اكتملت لاستيعاب تزايد الحجاج والعمار منوها بسهولة الاجراءات المقدمة لهم «والتي تجعلنا كمعتمرين نحمد الله الذي سخر لمقدساتنا هذه القيادة وهذه الحكومة والشعب السعودي لتنال شرف حماية ورعاية مقدساتنا الاسلامية ونسأله عزوجل ان يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها».
من جانبه عبر الأستاذ صلاح أمين خالد من جمهورية مصر العربية عن سعادته بزيارة المملكة لأداء مناسك العمرة مستفيدا من النظام الجديد للعمرة الذي بدأت هذه البلاد في تطبيقه في خطوة توفر تسهيلات جديدة للمعتمرين «وقد أتيحت لي خلال الأيام القليلة الماضية فرصة ان أرى ما كنت أسمعه من الآخرين عن خدمات هذه البلاد الطاهرة ورعايتها الدائمة للحجاج والعمار على مدار العام وما تبذله من جهد ومال في سبيل تطوير هذه الخدمات» وقال انه يشعر بالراحة والطمأنينة والاستقرار منذ قدومه لهذه البلاد خاصة في هذه الأيام المباركة العظيمة التي يقضيها في هذه الرحاب الطاهرة والتي لا يمكن وصفها أو تصور روعتها إلا لمن عايشها وقال إنني أشعر بأمن وأمان وأنا أؤدي مناسك العمرة مستمتعا بالخدمات المقدمة لنا من الجميع والتي اشعرتني بروحانية كبيرة، وأمام هذه الحقائق المشرفة لا أملك إلا الدعاء لله جلت قدرته بأن يديم قادة وحكومة هذه البلاد ويكون عونا لهم دوما لمواصلة جهودهم المخلصة في خدمة المسلمين.
|