حرب الإصدارات تندلع بين مايكروسوفت و«أمريكا أون لاين»
بطاقة للآباء تسجل المواقع التي يزورها الأبناء !!

  * الجزيرة - خاص:
يبدو انه بات من الصعب تجاهل شركة ميكروسوفت العملاقة المتخصصة في صناعة برامج الكومبيوتر بعد ان نظمت حملة إعلانية بلغت تكاليفها 300 مليون دولار لترويج اصدارها المطور من مقدم خدمة الانترنت الذي يحمل اسم «ام.اس.ان - 8» فيما يعد محاولة جديدة لغزو السوق الذي تهيمن عليه شركة «أمريكا اون لاين » التي اطلقت اصدارها الخاص بها باسم «إيه. أو. إل -8» قبل فترة.
وعلى الرغم من تصدر شركة «أمريكا اون لاين» سوق خدمة الانترنت - يصل عدد المشتركين بها إلى 35 مليون مشترك على مستوى العالم مقابل 9 ملايين فقط لشركة «إم. إس. إن» - إلا انها تواجه بطئا في معدل نمو المشتركين بها، وتراجع في مبيعات الاعلانات مما ينذر بانها بدأت تواجه الخطر فيما يبدو.
ملامح جديدة
تشير التقارير الاولية إلى انه مع الاصدار الجديد «ام.اس. ان -8» فإنه من الممكن ان يصبح لدى شركة ميكروسوف في النهاية منتج ربما يساعد في سد هذه الفجوة.
وينظر إلى هذه الخطوة على انها تمثل تحسنا ملموسا حيث يتوافر بها شاشة ترحيب شخصية، وخدمة بريد اليكتروني أكثر تقدما تتيح التعرف على الرسائل قبل فتحها، مع قدرة على البحث، ونظام ترشيح (فلتر) ذكي له القدرة على التعرف على الرسائل التي تنطوي على الخطر، بل تقدم الشركة ايضا نظام تحكم يستخدمه الآباء من خلال بطاقة خاصة يتم بها تسجيل جميع المواقع التي زارها الابناء على مدى أسبوع كامل يتضمن النظام الجديد أيضا برنامجا للصور ودائرة معارف.
على النقيض من ذلك قان عمليات تحسين اصدار (ايه. او. ال - 8) التي صاحبتها حملة ترويج بالاسواق تكلفت مائة مليون دولار، لا تعدو كونهاعمليات تجميلية حيث ان الاصدار الاخير منه يعطى فرصة الاختيار بين ست شاشات ترحيب الامر الذي يقلل من الطابع الشخصي لهذه الخدمة كما ان خدمة البريد الاليكتروني به اقل تقدما.
صداع شديد
يتمثل ابرز تطوير في اصدار «ايه. او. ال - 8» في الاعتراف بخيبة الامل التي أصابت المستخدمين من وراء الزيادة الكبيرة في الاعلانات، الامر الذي لم يعد مقبولا وقد اقترحت عمليات المراجعة المبكرة انه ربما تتفوق شركة «ام. اس. ان.» في النهاية على منافستها في مجال خبرة المستخدم.
يعتقد والتر موسبيرج الكاتب المتخصص في مجال التكنولوجيا والمؤيد منذ فترة طويلة لشركة (أمريكا اون لاين) ان شركة (ام. اس. ان.) تجاوزت الآن منافستها الاكبر، وليس مما يدعو للدهشة انه ربما قللت (أمريكا اون لاين ) من اهتمامها وتركيزها على الرغم من انها لاتزال أكبر مقدم لخدمةالانترنت في العالم.
لقد أصبح هذا النشاط يمثل صداعا شديدا للشركة الام «ايه. او. ال. تايم وارنر» حيث تراجع حجم اعلانات «أمريكا اون لاين» خلال الربع الثالث من العام الحالي بنسبة 48% مقابل ما تحقق قبل عام، وهو رابع فصل على التوالي من التراجع.
المستثمرون يائسون
ساعدت الخدمة الجديدة على اضافة 206 الاف مشترك لهذه الشركة ليصل إجمالي عدد المشتركين بها إلى 3 ،35 مليون مشترك إلا ان ايرادات الاشتراكات الاضافية لم تكن كافية لتعويض الانخفاض في الاعلان والايرادات الذي جاء اقل بنسبة 7% لتصل إلى 2 ،2 مليار دولار.
نفض المستثمرون ايديهم يأسا في مواجهة عدم حدوث تقدم في شركة (أمريكا اون لاين) وكان من المفترض تحقيق نمو في النشاط الاعلامي التقليدي في شركة (تايم وارنر) إلا انه بدلا من ذلك حدث تراجع في الارباح وسعر السهم .ويبدو ان شركة (أمريكا اون لاين) قادرة الآن على مواجهة التحدي، وانها لن تنتظر عاما آخر قبل ان تكشف عن التطوير القادم بها مع وضع هذه الخدمةتحت ادارة جديدة باشراف المخضرمين في شركة «تايم وارنر» وجوناثان ميللر- من الخارج - الذي انضم اليها من شركة «بارى ديللرز يو. اس. ايه. انتراكتف».
كشفت احصاءات ربع سنوية ان ايرادات شركة «ام. اس. ان» سجلت 427 مليون دولار بما يقل بنسبة الخمس عما حققته شركة «أمريكا اون لاين» ومن المعتقد ان تبقى هذه الشركة في مصاف الشركات الخاسرة إلا ان شركة ميكروسوفت لها أقدام راسخة في السوق منذ فترة طويلة بما لديها من ثروةتصل إلى 40 مليار دولار، وربما يخشاها المنافسون عندما تنهض لتلعب دوراً اكبر من كونها مجرد شركة مهيمنة على سوق برامج الكومبيوتر.