Sunday 10th November,200211000العددالأحد 5 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أضواء أضواء
ابتعاد شبح الحرب عن المنطقة وإن لم يختف تماماً
جاسر عبدالعزيز الجاسر

تنفست شعوب العالم، وقبلها الأمة العربية جمعاء، بعد صدور قرار مجلس الأمن الجديد ذي الرقم 1441، الذي أنهى حالة من الترقب المتوتر في أن يؤدي الخلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق حول نزع أسلحة الأخير من أسلحة الدمار الشامل الذي تدّعي الولايات المتحدة امتلاكه لها.
القرار الجديد رغم لغته الحادة، وتضمنه قرارات صارمة، كالتأكيد بأن العراق في حالة «خرق مادي» لقرارات الأمم المتحدة وأنه يشكِّل فرصة أخيرة للوفاء بالتزاماته لنزع السلاح طبقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وإنشاء نظام تفتيش مطور بهدف الاستكمال النهائي والمحقق لعملية نزع السلاح، وأن يؤكد العراق أنه سيلتزم بالامتثال تماماً للقرار، وأن يصدر وفي فترة لا تزيد عن 30 يوماً من تاريخ القرار إعلاناً دقيقاً وتاماً ومكتملاً لكافة جوانب برنامجه لتطوير الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية والصواريخ البالستية وغيرها من أنظمة الإطلاق.
نقول رغم هذه القرارات الصارمة ولغة التهديد والتحذير من العواقب الوخيمة إذا لم يستجب العراق وينفذ هذه القرارات إلا أن القرار مثَّل فرصة جيدة لنزع فتيل الحرب الذي كان الأمريكيون والبريطانيون يهددون بها العراق، والتي أرادوها أن تكون حرباً مدعومة من الأمم المتحدة من خلال عدة مشاريع قرارات كانت جميعها تعطي الحق بشن حرب ضد العراق بمجرد أي شكوى من مراقبي نزع الأسلحة، أو حصول أي شكوك في تعاون العراق. ولكن الجهود التي بذلتها فرنسا وروسيا قد أفلحت في رفع كل الفقرات الغامضة التي كانت تتضمنها مشاريع القرارات السابقة التي كانت تجيز استخدام القوة، حيث التزمت الولايات المتحدة وفق القرار الجديد بالعودة ثانية إلى مجلس الأمن إذا اعترضت فرق التفتيش أي صعوبات.
كما أن القرار يؤكِّد ضمنياً احترام الشرعية الدولية ويعزز دور الأمم المتحدة ويصون حرمة وسيادة العراق ووحدة أراضيه، وهو بهذا يضيع الفرصة على محاولات لتفتيت القطر العراقي، ويلغي أية مشاريع لتدخلات أجنبية في الشأن العراقي كبداية لتغيير خارطة المنطقة كما كان يتداول ذلك بكثرة في الأيام الأخيرة.
وهذه النتائج التي رحبت بها الأسرة الدولية جمعاء والعرب قبلهم، لا يمكن أن تكون نهائية إلا إذا كان هناك تعاون من كل الأطراف، فالمطلوب من العراق أن يكون سبَّاقاً في تنفيذ القرارات الجديدة.
وأن تبتعد الاطراف الأخرى وبالذات أمريكا وبريطانيا من التأثير على فرق التفتيش وتدعهم يؤدون عملهم دون توجيه وضغط لخلق مبررات تعيد سيناريوهات الحرب من جديد.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved