تحقيق : منيف خضير:
تعتبر القضية الفلسطينية الشغل الشاغل لقادة هذه البلاد - رعاهم الله - حيث أخذوا على أنفسهم عهداً بدعم هذه القضية الإسلامية المهمة، كيف لا؟ وثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين المسجد الأقصى - مسرى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في أراضيها.
فانبرت القيادة الحكيمة لدعم القضية على كافة الأصعدة السياسية متخذة من موقعها الإسلامي ومكانتها المرموقة في العالمين العربي والإسلامي سنداً لها في المحافل الدولية، وعلى الصعيد الشعبي شكلت اللجان والجمعيات والحملات الوطنية المنظمة لدعم هذه القضية مادياً ومعنوياً اضافة إلى دعم الحكومة المالي، فسيرت القوافل المحملة بالمال والدواء والكساء لإخواننا في الأراضي المحتلة، وسار على هذا النهج أبناء هذه البلاد الطاهرة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها..
مسميات خاصة
وفي محافظة رفحاء تعاطف المواطنون مع القضية الفلسطينية بطريقتهم الخاصة: حيث أطلقوا المسميات الخاصة بفلسطين على محالهم التجارية ومصانعهم ومؤسساتهم تعبيراً عن هذا التعاطف أسوة بقيادتهم الحكيمة التي ما فتئت تدعم القضية.. والأفضل من ذلك أن إدارة تعليم الحدود الشمالية أطلقت اسم القدس هذا العام على احدى مدارسها تأييداً لهذه القضية العادلة بعد حملات التصعيد الأخيرة التي ينتهجها الإسرائيليون..
* مدير عام التعليم بالحدود الشمالية الأستاذ عبدالرحمن بن أحمد الروساء اعتبر أن اطلاق اسم القدس على مدرسة متوسطة في محافظة رفحاء هي أقل تعاطف قامت به الإدارة ومنسوبوها تجاه هذا الجزء الغالي من العالم الإسلامي الذي يتعرض إلى صنوف الاعتداءات من قبل الصهاينة ويرضخ تحت ويلات الحروب، فما ذنب هؤلاء الشيوخ والنسوة والأطفال؟!
وأضاف: والقضية الفلسطينية كانت ومازالت القضية الأولى لقادة هذه البلاد حفظهم الله امتداداً لمواقف أسلافهم رحمهم الله منذ تأسيس المملكة على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود والتعليم هو جزء من هذا النسيج الوطني والمنظومة الوطنية فكانت الآراء والأصوات تنادي على الدوام بلفت أنظار أبنائنا الطلاب لهذه القضية الإسلامية العادلة فشكلت اللجان لدعم هذه القضية، وكان الجميع مثالاً رائعاً للبذل والعطاء، واستمرت المدارس على اختلاف مراحلها، تركز على اخواننا الفلسطينيين ومعاناتهم الطويلة مع الظلم والعدوان، وتجلت هذه الروح الإسلامية في معارض الأنشطة الفينة والطلابية التي تقيمها هذه المدارس بين الفينة والأخرى، وظهرت الرسومات المؤيدة للحق الإسلامي لهذه الفئة التي تنشد العيش بسلام، وانبرت أقلام أبنائنا الطلاب للتعبير عن مشاعرهم الفياضة تجاه إخوانهم في كل حصة ومحفل.
وقال عن اختيار اسم القدس لهذه المدرسة:
لقد جاوز الظالمون المدى، وبلغ من ظلمهم تدنيس المقدسات الإسلامية، والتطاول على المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وأحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم واختيار الاسم يتم أولاً لمكانة المسمى عليه، وثم عرض الاسم على مجلس التعليم وتمت الموافقة عليه حالاً تخليداً لهذا الاسم العزيز على نفوسنا جميعاً وهو القدس، وتعريفاً للطلاب بهذه المدينة المباركة التي قال الله تعالى عن المسجد الأقصى فيها {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}.
* وقال مدير متوسطة القدس بمحافظة رفحاء عبدالله بن ناصر الدرع أتشرف بكوني أول مدير للمدرسة بعد انشائها حديثاً، ولقد سارع الطلاب ومعلموهم بوضع رسمة للمسجد الأقصى، على جدران المبنى المدرسي، وعملنا كثيراً على تعريف الطلاب بمقدساتهم الإسلامية في فلسطين المحتلة، واختيار هذا الاسم ينم عن تعاطف صادق من الجميع نحو هذه البقاع الطاهرة امتداد لمسيرة قيادتنا الرشيدة على هذا النهج.
محمد الدرة
* وفي مكان آخر محطة للمحروقات ومغسلة سيارات وسوبرماركت أطلق عليها صاحبها اسم «محطة الدرة» إبراهيم بن حمد الأحمد - معلم - قال:
الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة كانت مأساوية على أخواننا الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وكان التصعيد في أوجه في السنة الماضية، وفي تلك الأثناء عرضت شاشات التلفزيون ذلك المشهد الذي لا يمكن أن ينساه مسلم في أي مكان من الكرة الأرضية وهو مقتل محمد الدرة ذلك الطفل البريء الذي ترك مدرسته وزملاءه وبيته ليموت في ساحة الشرف، في ساحة المعركة بين المدرعات والحجارة «حجر أرعب اسرائيل فهي المستثارة» كما يقول الشاعر، وصادف في تلك الأثناء افتتاح المحطة فلم أجد أفضل من هذا الاسم الخالد بأفعاله وشجاعته النادرة التي تعكس بصدق شجاعة أسلافه، من أبناء هذه الأمة المسلمة.
وعن ردود الفعل بعد اختياره للاسم أضاف:
كانت رائعة جداً، الكل هاتفني مهنئاً بهذا الاختيار الموفق، والصحف المحلية تناقلت الخبر، وعدد من الأشقاء الفلسطينيين شكروني، وأنا بصراحة أنظر إلى ردود الفعل، وكنت أنا وشريكي في المحطة مقتنعين بالاسم وبالموقف الشجاع للطفل محمد الدرة وكان لزاماً علينا أن نخلد هذه الذكرى وهذه الحادثة بطريقتنا الخاصة، كما خلد الشعراء حادثة دنشواي الشهيرة في مصر، وكما خلّد أبو تمام الشاعر العباسي الشهير فتح عمورية..
مسميات أخرى
*على الجانب الآخر يوجد في المحافظة مصنع الأقصى للألمنيوم وهو مصنع حديث افتتح هذا العام ويرى صاحبه أن اختيار الاسم دليل المحبة والتقدير وإظهار الاحترام للمكان أو للشخص الذي تسمي عليه، وأضاف:
وأنا اخترت اسم الأقصى للمصنع اعتزازاً بأولى القبلتين المسجد الأقصى المبارك الذي بارك الله حوله {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}، ولنقول بصوت واحد مهما عمل الصهاينة من صنوف الحروب والويلات والدمار سنظل مع قيادتنا الحكيمة صادقين في خندق واحد لأجل أن تعود فلسطين عربية إسلامية.
* تموينات «سوبرماركت» كبيرة على الطريق الدولي اختار لها صاحبها اسم «جنين» تخليداً لاسم المخيم الصامد جنين في الأراضي المحتلة، وافتتحت هذه التموينات قبل أشهر من الآن ويقول مالكها:
ليس غريباً ان نختار هذا الاسم، فالأحداث كلها كانت تدور ابان افتتاح هذه التموينات حول جنين المخيم الصامد الذي تخرج فيه الأبطال المدافعون عن أوطانهم وبلدانهم في فلسطين المحتلة.. وهذا أقل تقدير لإخواننا هناك، وتعبير عن تعاطفنا معهم ودعمنا لقضيتهم العادلة، وهذا ما تعودناه من حكومتنا الرشيدة.
* بقالة صغيرة اسمها «بقالة جنين» أيضاً تخير لها صاحبها هذا الاسم تخليداً وتعاطفاً مع القضية الفلسطينية.
* مطعم كبير اسمه «مطعم فلسطين» يقول صاحبه نادر أحمد:
التسمية دليل حب ودعم وتعاطف مع الفلسطينيين في قضيتهم العادلة والمشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ونحن ندعم القضية بطريقتنا الخاصة امتداداً لنهج البلاد الإسلامية قاطبة، وأنا متأكد أن هذا التعاطف والوحدة تجاه الظلم والعدوان يغضب الإسرائيليين ويقض مضاجعهم، فكان اختيار الامس رمزاً لذلك!!
* محل صغير أطلق عليه صاحب «بقالة محمد الدرة» وصرح كامل بالاسم تخليداً لهذه الواقعة المهمة في تاريخ الصراع الإسرائيلي مع الفلسطينيين الصامدين.
* «حلويات القدس» هكذا اختار هذا المحل اسمه، متمنياً أن توزع حلويات الفرح بعودة القدس إلى الفلسطينيين وعودتهم إلى وطنهم بعد تنظيفه من دنس الاحتلال.
|