نسمع بين الحين والآخر في هذه الصحيفة صوت استغاثة من خريجات معاهد المعلمات اللائي فقدن أمل التعيين، وضاع حلمهن في طابور الانتظار. ومما لا شك فيه أن الدولة أعزها الله بطاعته قد أولت جانب التعليم جل اهتمامها ولاسيما ما يتعلق بتعليم المرأة.
ومن مظاهر ذلك الاهتمام ذلكم المشروع الطموح الذي يقوم على إنشاء معاهد ثانوية متنقلة للمعلمات تهدف إلى تعليم فتيات القرى والهجر، ومن ثم تعيين الخريجات معلمات في مناطقهن، مما يسهم في سد حاجة تلك القرى للمعلمات، كما يوفر الاستقرار النفسي للمعلمة، وهذا ينعكس ايجاباً على العملية التربوية.
وهذا المشروع النبيل أفاد وآتى أكله في أول الأمر، وكان له الكثير والكثير من الإيجابيات، ولكن مع قلة الوظائف التعليمية النسوية المتاحة، ومع كثرة الخريجات من الجامعات، أو كليات التربية وكليات إعداد المعلمات التابعة لتعليم البنات، واللائي يأخذن نصيب الأسد من تلك الوظائف أصبح خريجات تلكم المعاهد في وضع مؤلم لا يحسدن عليه، فتعيينهن يتم من قبل تعليم البنات؛ فهن انتظرن في طابور طويل أشبه ما يكون بطابور صندوق التنمية العقاري، فبعض الخريجات لهن أكثر من خمس سنوات وهن في قائمة الانتظار الطويلة لعل وعسى. وهذا الوضع السيء وهذا النفق المظلم له سلبيات كثيرة: منها الوضع النفسي السيء الذي تعانيه الخريجات، وربما كن في أمس الحاجة لتك الوظائف، كما أن بعد الخريجات لمدة طويلة عن الجو التربوي والتعليمي يؤدي إلى فقداهن الكثير من المعلومات والمعارف التي اكتسبنها من خلال الدراسة، وقد يكون بعض من المقررات التي تدربن على تدريسها قد سبقها قطار الزمن فتغيرت مفرداتها أو أساليب تدريسها مما يؤثر سلباً على أدائهن الوظيفي في حالة التعيين، فالوضع القائم لهؤلاء الخريجات يحتاج إلى إعادة نظر من قبل المعنيين بتعليم البنات في وزارة المعارف، و لعل حل هذا الوضع يكمن فيما يأتي: أولاً: إغلاق تلكم المعاهد، فالوضع الوظيفي الراهن يرفض الخريجات من تلك المعاهد، فلا داعي لتكديس المزيد منهن في قائمة الانتظار. ثانياً: العمل على تعيين الخريجات وذلك بأن يكون لهن أولوية التعيين في مناطقهن دون مفاضلة مع خريجات الجامعات والكليات. وأن يكون لهن نصيب الأسد من التدريس في محو الأمية، ولا مانع من الاستفادة من بعض الخريجات في الوظائف الإدارية التابعة لتعليم البنات. ثالثاً: التنسيق مع القطاع الخاص لقبول بعض خريجات المعاهد في المدارس الخاصة. رابعاً: فتح المجال لمن أراد من الخريجات مواصلة الدراسة الجامعية.
هذه بعض المقترحات أطرحها حلاً لهذه المشكلة وأرجو من القراء المعنيين بهذا الأمر مناقشتها والله من وراء القصد.
عبدالله بن منصور الجميلي/ المدينة المنورة |