وردةٌ بيضاءُ في حرِّ ثراها
عطّر الصحراءَ ينبوعُ شذاها
مَنْ رأى في السِدْر من أوراقها
أيها الِسدْر تكلمْ: مَنْ رآها؟
عانقتْ في السَلَم الكَهْل أباً
جَادَ بالشوكة دِرْعاً وكَسَاها
صرخت زوبعة في سمعها
صرخة الأم تندَّتْ شَفَتاها
يا ابنتي.. قالتْ لها والهةً
تَلِدُ الأمُ أخاها أو أباها
هذه الآفاقُ في أضوائها
نَسَبٌ في طُهْره لا يتناهى
مَنْ رأى الوردة من زوبعةٍ
عَاشَ أو مَاتَ جُنوناً في هواها
هذهِ النخلةُ في عليائها
خالةٌ أو عمةٌ عمَّ جناها
لكِ منها يا ابنة الشوك فم
ولكِ الجوُّ الذي فَاحَ وتاها
ولكِ الظبيةُ في ألحاظها
تتجلَّى فيك وَجْداً مقلتاها
لكِ من «نجد» دَمُ الرَّنْد ومنْ
قلب «صنعاءَ» شرايينُ رُباها
لكِ كثبان «الحجاز» اتَّسقتْ
وأفانينُ الصحارى في رؤاها
من «حراءٍ» جدولٌ منكِ جَرَى
كوثراً تشفي به الأرض ظِماهَا
أنتِ يا بيضاءُ في الرَّوْع وفي
أنْجُم الظلماء أحلامُ سُراها
قبلةُ يسمعها العالم في
شرقه أو غربه رنّ صَداهَا
فوق «وادي النيل» تجري في الهوى
نَسْمةً «أفريقيا» تلثمُ فَاها
وردةٌ في روضة الكون سَرَتْ
أيها العشاقُ مَنْ منكمْ سَقَاها؟