* مكة المكرمة - المدينة المنورة - واس:
أوصى امام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة فضيلة الشيخ محمد بن عبدالله السبيل المسلمين بتقوى الله في جميع أوقاتهم ومراقبته في سكناتهم وحركاتهم.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس ان شهركم هذا موسم من مواسم التجارة مع الله شهر عظيم تفتح فيه أبواب الرحمة والخيرات و تغلق أبواب الجحيم وتكفر السيئات، فينبغي لنا اغتنامه وعدم التفريط فيه فما هو إلا أيام قلائل يفوز بها العاملون ويربح المتقون ويخسر فيها المذنبون ويحرم منها المفرطون من أتجر فيه مع مولاه نال ما يتمناه وفاز بمغفرة ما تقدم من ذنبه وعتق رقبته من النار فصونوا عباد الله فيه أسماعكم وأبصاركم وألسنتكم عن الغوى والرفث والفحش وقول الزور ومن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه، طهروا السنتكم عن الكذب والغيبة والنميمة والطعن في أعراض اخوانكم المؤمنين فليس الصيام تركنا للطعام والشراب فحسب لكنه مع ذلك صيام عن الغوى والرفث، صيام عن السباب والشتائم، صيام عن أكل أموال الناس بالباطل، صيام عن تناول الحرام، صيام عن الطعن في أعراض الناس وعن التعرض لهم بالأذية بالقول أو الفعل، جاهدوا أنفسكم عباد الله على الطاعات ولزوم الجمع والجماعات والاكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى وتلاوة كتابه والتدبر لمعانية والعمل بما فيه والاتئمار بأمره والامتثال عن نهيه والطمع في وعده والخوف من وعيده والتصديق بخبره والعمل بمحكمه والايمان بمتشابهه والتخلق بأخلاقه ولقد كان صلى عليه و سلم يكثر التلاوة في رمضان أكثر من غيره وقد كان جبريل يأتي للنبى صلى الله عليه و سلم يدارسه القرآن كل سنة في رمضان وفي السنة الأخيرة من عمر النبي صلى الله عليه وسلم عرض عليه جبريل القرآن مرتين ولقد كان صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه على تلاوته و يرغبهم فيه فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشرة أمثالها لا أقول «الم» حرف ولكن ألف حرف ولام حرف و ميم حرف» فاتقوا الله عباد الله واعرفوا قدر شهركم الكريم واغتنموا فيه الليالي والأيام بالتوبة والاستغفار والانابة والانكسار بين يدي العزيز الغفار.
وأضاف فضيلته قائلا ان للصوم آداباً منها كف النظر عن الحرام وحفظ اللسان عن الآثام والافطار على الحلال وان يعجل فطره ويؤخر سحوره وان يكون الفطر على رطب فان لم يجد فعلى تمر فان لم يجد فعلى ماء ويقول اذا أفطر اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت وعليك توكلت اللهم اني اسألك برحمتك التي وسعت كل شيء ان تغفر لي وتذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان أحدكم صائما فلا يجهل ولا يرفث فان أمرء قاتله أو شتمه فليقل اني صائم فاحفظوا رحمكم الله صيامكم و أخلصوا نياتكم وأعمالكم وصلوا وسلموا على النبى المجتبى ورسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم.
من جانبه حمد فضيلة الشيخ صلاح البدير امام وخطيب المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة في خطبته أمس الجمعة الله الذي شرفنا على سائر الأمم بالقرآن المجيد وقوم به نفوسنا بين الوعد الوعيد وعلى ما تفضل به عز وجل من مواسم الخير والمزيد.
وأوصى فضيلته المسلمين بتقوى الله سبحانه وتعالى فإن تقواه أفضل زاداً أحسن عاقبة في معاد {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)(آل عمران:102) } .
وقال ما علموا أن الدنيا حلوة خضرة جميلة نضرة المستقر فيها يزول والمقيم عنها منقول والأحوال تحول وكل عبد مسئول. من تعلق بها التاط بشغل لا يفرغ عناه وأمل لايبلغ منتهاه وحرص لايدرك مداه أيامها تسير في خبب وشهورها تتابع في عجب وزمانها انحدر من صبب. الدنيا كلها قليل وما بقي منها إلا القليل كالثغب شرب صفوه وبقي كدره مخاطر ومعاثر وفتن ثوائر صغائر وكبائر والناس يتقلبون فيها مؤمن وكافر وتقي وفاجر وناج وخاسر وسالم وعاثر فطوبى لمن حفظ نفسه وأولاده ونساءه وقعاده من موجبات السخط والذم ووسائل الشر والهدم {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(آل عمران: من الآية101)} .
وأضاف قائلا: «أيها المسلمون.. آتاكم شهر المرابح بظلاله ونواله وجماله وجلاله زائر زاهر وشهر عاطر فضله طاهر بالخيرات زاخر أرفع من أن يحد حسن ذاته وأبدع من أن تعد نفحاته وتحصى خيراته وتستقصي ثمراته نشر فينا عرف الكبا وريح الصبا فلا ترى إلا عابدا يركع وقارئا يرتل ويخشع ويرق قلبه ويدمع بآيات تجلو الصدى وتذهب الظمأ وتزيل العشا.. فاحمدوا الله أن بلغكم واشكروه أن أخركم إليه ومكنكم فكم من طامع لبلوغ هذا الشهر فما بلغه وكم مؤمل ادراكه فما أدركه فاجأه الموت فأهلكه. وتابع يقول: «أيها المسلمون.. بلغناه وكم حبيب لنا فقدناه أدركناه وكم قريب لنا أضجعناه وكم عزيز علينا دفناه اخواني . رحيل من رحل عنا نذير لنا عنا وهذا الموت منا قد دنا والرحيل قرب ولا زاد عندنا فالوحا الوحا قبل أن لا توبة تنال ولا عثرة تقال ولا يفدى أحد بمال فحثوا حزم جزمكم وشدوا لسبب عزمكم وأروا الله خيرا من أنفسكم فالبجد فاز من فاز وبالعزم جاز من جاز واعلموا أن من دام كسله خاب أمله وتحقق فشله. تقول عاشة رضي الله عنها «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان ما لايجتهد في غيره» أخرجه مسلم. وأوضح فضيلته أن هذا شهر القبول والصعود شهر العتق والجود هذا إبان الترقي والصعود فيا خسارة أهل الرقود والصدود . يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى «من تقرب الى شبرا تقربت اليه ذراعا ومن تقرب الى ذراعا تقربت منه باعا ومن أتانى مشيا أتيته هرولة». وقال ياعبدالله . هذا أوان الجد ان كنت مجدا هذا زمان التعبد ان كنت مستعدا هذا نيسم القبول هب هذا سيل الخير صب هذا الشيطان تب هذا باب الخير مفتوح لمن أحب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال الرسول صلى الله عليه وسلم «اذا كانت أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ونادى منادٍ يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة» أخرجه ابن ماجة.
واستطرد يقول: «هذا زمن الاياب هذا مغتسل بارد وشراب رحمة من الكريم الوهاب فأسرعوا بالمناب فقد قرب الاغتراب في دار الأجداث والتراب. يا من ألف الذنوب وأجرما، يا من غدا على زلاته متندما تب فدونك المنى والمغنما، والله يحب أن يجود ويرحما ويقبل التائبين فضله تكرما فطوبى لمن غسل في هذا الشهر درن الذنوب بتوبة ورجع عن خطاياه قبل فوت النوبة. يا أسير المعاصي يا سجين المخازي، هذا شهر يفك فيه العاني ويعتق فيه الجاني ويتجاوز عن العاصي فبادر الفرصة وحاذر الفوتة ولا تكن ممن أبى وخرج رمضان ولم ينل فيه الغفران والمنى . صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال «آمين آمين آمين» فقيل يارسول انك صعدت المنبر فقلت «آمين آمين آمين» فقال صلى الله عليه وسلم «ان جبريل عليه السلام أتاني فقال من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين قلت آمين» اخرجه ابن خزيمة وابن حبان.
وقال أيها المسلمون احذروا ما أعده لكم أهل الانحلال ودعاة الفساد والضلال من برامج مضلة ومشاهد مخلة قوم مستولفون لايبالون ذما وطملون لا يخافون لوما وآمنون لايعاقبون يوما ومجرمون لايراعون فطرا ولا صوما عدوانا ظلما . جرعوا الشباب مسموم الشراب وما زادوهم غير تتبيب وتهييج وتشبيب وتدمير وتخريب مارب كانت عذابا مضارة عذابا فيا من رضي لنفسه سوء المصير وارتكب أسباب التفسيق والتحقير أخسر بها من صفقة وأقبح بها من رفقة.وأضاف:«يا مطلقي النواظر في محرمات المنظور هاأنتم في خير الشهور فحذار حذار من انتهاك حرمته وتدنيس شرفه وانتقاص مكانته. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».قال ياطليقا برأي العين وهو أسير. يامن رضي عن الصفا بالأكدار وقضى الأسحار في العار والشنار وكل يوم يقوم عن مثل جيفة حمار، عجباً كيف تجتنب الطريق الواضح وتسلك مسالك الردى والقبائح ما بال سمعك عليه ستور ما بال بصرك لايرى النور وأنت في دبور وغفلة وغرور وما أنت في ذلك بمعذور فبادر لحظات الاعمار واحذر رقدات الاغمار ولا تكن ممن يقذفون بالغيب من مكان بعيد واذا قيل لهم توبوا سوفوا ولا مجيب. فطوبى لمن تركوا شهوة حاضرة لموعد غيب في الآخرة لم يروه ولكنهم صدقوا به {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ(33)لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ(34)لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ(35)} .
وخاطب الصائمين قائلا: ان أولى ما قضيت فيه الأوقات وصرفت فيه الساعات مدارسة وتدبر البينات والعظات . شفاء لما في الصدور وحكم عدل عند مشتبهات الأمور قصص باهرة ومواعظ زاجرة حكم زاهرة وأدلة على التوحيد ظاهرة أندى على الاكباد من قطر الندى والذ في الأجفان من سِنة الكرى. هو الروح الى حياة الأبد ولولا الروح لمات الجسد. فأقبلوا عليه واستخرجوا درره واستحلبوا درره وتعلموا أسباب التنزيل وراجعوا كتب التفسير والتأويل ولاتقنعوا من تلاوته بالقليل وحكموه في كل صغير وجليل فالسعيد من صرف همته اليه ووقف فكره وعزمه عليه يرتع منه في رياض ويكرع منه في حياض لا يجف ينبوعها ولا تنضب فيوضها {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} . فكن ياعبدالله كحال المرتحل كلما ختمه عاد على أوله يقرأ ويرتل.
وقال أيها المسلمون.. هذا شهر الانفاق والبذل والاشفاق فيا من يتبحبس بالرئى ويتفضخ بالجدة ويكاد ينشق بالغنى تذكروا الأكباد الجائعة أهل الخصاصة والخماصة الذين أصابتهم البوائق الفالقة والقوارع الباقعة ممن يعانون عدما ويعالجون سقما أعينوهم وأغنوهم وأطعموا القانع والمعتر وأغيثوا الجائع والمضطر وأنفقوا وأنفحوا وانضحوا ولا توكوا فيوكى الله عليكم ولا تحصوا فيحصى الله عليكم ولا توعوا فيوعى الله عليكم. قال صلى الله عليه وسلم «أفضل الصدقة صدقة في رمضان».
وقال: «أيها المسلمون احذروا الفطر قبل تحلة صومكم ووقت فطركم واحذروا انتهاك حرمة نهار شهركم بالفطر بلا عذر شرعي فعن أبي امامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله وسلم يقول «بينما أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعرا فقالا اصعد فقلت إني لا أطيقه فقالا إنا سنسهله لك فصعدته حتى اذا كنت في سواء الجبل اذا بأصوات شديدة قلت ما هذه الأصوات قالا هذا عواء أهل النار ثم انطلقا بي فاذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دما قلت من هؤلاء قالا الذين يفطرون قبل تحلة صومهم» أخرجه ابن خزيمة وابن حبان. وبيّن فضيلته أن على المرأة المسلمة اذا شهدت العشاء والتراويح أن تجتنب العطور والبخور وما يثير الفتنة من ملابس الزينة المزخرفة أو غيرها التي تستميل نفوس ضعاف الايمان وتعزي بها أهل الشر والفساد وتبلبل من بقلبه مرض وعليها أن تجتنب الخلوة بالسائق الأجنبي عنها لما في ذلك من النتائج التي لا تحمد عقباها ولايعرف منتهاها وعن زينب الثقفية رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا شهدت احداكن المسجد فلا تمس طيبا» رواه مسلم.وأضاف عن عمرة بنت عبدالرحمن عن عائشة رضي الله عنها قالت «لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعت نساء بني اسرائيل فقيل لعمرة نساء بني اسرائيل منعن من المسجد قالت نعم» أخرجه مسلم .
وصلاتهن في قعر بيوتهن خير لهن فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن» أخرجه أبو داود .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها» أخرجه أبو داود..
|