* الرياض أحمد القرني:
أكد المشرف على برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة د. عبدالله بن محمد البداح أن وثائق شركات التبغ قلقة جدا من دور وتأثير الإسلام في منطقة الشرق الأوسط مما يؤدي إلى قيام علماء الدين والمهتمين بالصحة العامة بتبني سياسات وتوجهات تشريعية على المستوى الحكومي والشعبي تؤدي إلى تشريعات وضوابط رسمية في تجارة تسويق واستهلاك التبغ مما يؤثر بالتالي على أنشطة شركات التبغ.
واستشهد د. البداح بذلك على قيام إحدى الشركات الغربية بزيارة عمل للمنطقة ومنها المملكة استنتج منها أن خطبة الجمعة وبشكل منتظم تمثل تهديداً لهم بتكرار أن التدخين «حرام» ولكنها استدركت هذه الشركة بأن هذه الخطب بلاغية بلاغية فقط ولا يوجد إجراء أو ردة فعل بعدها.
وبين د. البداح انه مع ذلك استمرت الشركات ومن خلال وسائلهم المتعددة في مراقبة ما يصدر وينشر ويقال في التبغ واستعماله خاصة في المملكة في جوانب التحريم الاستعمال التبغ والتأكد أن هذا التحريم لا زال غير مقبولٍ شعبياً ولم يصل إلى درجة الدعم والتبني رسمياً وشعبياً ..
وأوضح د. البداح انه في عام 1987م قامت الشركة الكبرى في صناعة التبغ بإصدار وثيقتها الخطيرة المسماة «المناظرة الحسنى» في قضايا «التدخين والإسلام» وتمثلت محتوياتها في دعم مثل هؤلاء العلماء الذين «لا يريدون حرمة التدخين» بل تعدى ذلك إلى تقديم التبرعات الخيرية لأنشطة لها علاقة بالقرآن الكريم وتمثل في تقديم دعم مالي لمراكز رعاية وتحفيظ القرآن في دول المنطقة وتغطية هذا الدعم المالي إعلامياً.
وبين في هذا الصدد د. البداح تجاوزات أنشطة الشركات في المنطقة حدود المعقبول والأدب والأعراف حيث قامت ربيبتهم في المنطقة جمعية «ميتا» وهي كنية عن الموت.. في عام 1991م قامت شركات التبغ بالتنسيق لحملة لزيادة التسويق الإعلامي والتجاري للتبغ في رمضان المبارك وعدم مراعاة مشاعر المسلمين بالاستمرار في حملاتهم الترويجية في هذا الشهر الكريم. بل وأظهروا تعاطفاً خبيثاً مع الصائمين عندما تجرأت إحدى الشركات الغربية بالإدعاء في حملة تسويقية تحت اسم «الإبداع المختصر» أن السجائر خفيفة القطران والنيكوتين هو ما يحتاجه الصائم في الليل وانها سائغة المذاق نظرا لانخفاض القطران والنيكوتين لسجائر منخفضة نظرا لأن المدخن بصيامه يبحث عن صحة أحسن بتسويق سجائر منخفضة وتستمر هجمتهم في الجانب الديني لمسألة التدخين والإسلام بالحث على تشجيع ودعم إقامة الخيام الرمضانية ومساندة أنشطتها في الفنادق بالمنطقة وبما يؤدي إلى زيادة في استهلاك منتجات التبغ بشكل عام.
وأكد د. البداح بأن الجهود تتضافر لتطوير نظام وأسلوب نستطيع من خلاله قياس التوجهات وردود الأفعال في قضايا التدخين وحكمه في الإسلام وعلينا أن نتعرف إلى المشايخ والعلماء الذين يرون أن استعمال التبغ ومشتقاته ليس حراماً.
والذين يفسرون الآيات القرآنية المتعلقة بتحريم استعمال التبغ على أنه غير محرم ونحددهم ثم ندعمهم ونساندهم وننشر أقوالهم .. هذه ليست من بروتوكولات «حكماء» صهيون بل انها من بروتوكولات سفهاء التبغ. جاءت من الإدارة العليا لأكبر شركة لإنتاج التبغ في العالم عام 1987م وتكتسح حوالي 60% من سوق السجائر في المملكة العربية السعودية والحديث هنا ليس عن حرمة أو كراهية استعمال مشتقات التبغ خاصة بعد ظهور وثبوت أضراره الصحية والاقتصادية والاجتماعية لدى الجميع مما حمل علماء الأمة في بقاع شتى من العالم الإسلامي بالإجماع على حرمة استعماله خاصة خلال الأربعين عاماً الماضية.. وعلى ضوء هذه المخططات لشركات التبغ فهل ما زال هناك شك في حرمة تعاطي مشتقات التبغ أو التجارة فيه. فلو كانت غير ذلك لما كانت أحد هموم شركات التبغ العالمية في بروتوكولاتها السرية والتي صارت حقا مشاعاً الآن.
مؤكدا د. البداح بأن دولتنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله قد اتخذت العديد من الخطوات الإيجابية لمكافحة التدخين في المملكة بدءا من التدخين في الدوائر الحكومية.
ودعا د. البداح المدخنين بشحذ الهمم في هذا الشهر الفضيل بالإقلاع عن التدخين لما يسببه من أمراض خطيرة على المدخن وعائلته والمقربين من حوله.
|