* القاهرة - مكتب الجزيرة - عاطف عوض:
حافظت صناعة تكنولوجيا واتصالات المعلومات السعودية على مركزها كواحدة من أكبر وأسرع الأسواق نموا في الوطن العربي. وقد افتتحت المملكة في السنوات القليلة الماضية عددا من المشروعات الضخمة تهدف إلى تطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات وتوسيعها، ومن المقرر أن تتحول شبكة الاتصالات عن بعد - على سبيل المثال- إلى النظام الرقمي الكامل مع نهاية هذا العام.
ويتوقع تقرير مركز ابحاث اقتصاديات المعرفة في الشرق الاوسط (مدار). عن دول الخليج أن تصل نسبة النمو الاقتصادي في المملكة إلى 2 ،2 في عام 2003 بينما يتوقع أن يحقق قطاع تكنولوجيا المعلومات نموا تبلغ نسبته 8 ،3 % سنويا في الفترة من 2005-2008.
وفي الفترة من أول يناير وحتى نهاية أغسطس 2002 (ثمانية أشهر) سجلت المملكة الأرقام التالية: ارتفع عدد مستخدمي الهاتف الجوال بنسبة 57 % ليقفز من 2 ،55 إلى 4 ملايين مستخدم. ارتفع عدد مستخدمي الإنترنت بنسبة 68 % حيث قفز الرقم من 950 ألف إلى 1 ،6 مليون مستخدم. وصل عدد الحاسبات إلى 1 ،5 مليون حاسب بنسبة نمو وصلت إلى 7%. يتوقع أن يصل حجم سوق تكنولوجيا اتصال المعلومات (المقصود بها سوق البرمجيات ومعدات الحاسب وخدمات تكنولوجيا المعلومات واتصال البيانات) إلى 4 ،7 مليارات دولار في نهاية عام 2005.
وتحت عنوان «سوق تكنولوجيا المعلومات السعودي.. تقدير الفرص (2002-2005) توقع التقرير أن يشهد سوق تكنولوجيا اتصال المعلومات السعودي معدل نمو مركب يبلغ 8 ،3 % خلال الفترة من 2002- 2005 ليسجل 4 ،7 مليارات دولار بدلا من 3 ،7 مليارات دولار حاليا.
وتختلف نسبة نمو كل قطاع من قطاعات تكنولوجيا اتصال المعلومات،حيث تسجل النسب المتوقعة 7% في قطاع خدمات تكنولوجيا المعلومات ومعدات الكمبيوتر، و12 % في قطاع اتصال البيانات. وتأخذ هذه التوقعات في الحسبان - ضمن أشياء أخرى- خطة الحكومة السعودية قصيرة الأجل من أجل اجراء تغيير جذري في استخدام التكنولوجيا، وبصفة خاصة تكنولوجيا اتصال المعلومات من خلال الاقتصاد.
ومع نهاية هذا العام من المتوقع أن يمتد سوق تكنولوجيا المعلومات السعودي بنسبة 8% ويحقق قطاع اتصال البيانات أسرع نسبة نمو وذلك نتيجة تطوير شبكات الإنترنت والجوال.
مؤشرات وتوقعات استخدام الهاتف
وصلت نسبة استخدام الهاتف الجوال حاليا في المملكة إلى 17 % من عدد السكان حيث يوجد 4 ملايين هاتف نقال بالمملكة حاليا. ومقارنة بالهاتف العادي (التليفون الثابت) فإن نسبة الجوال أعلى بقليل (3 %) وتتوقع المصادر الحكومية السعودية زيادة نسبة استخدام الجوال لتصل إلى 37 % عام 2006. وتأتي هذه التوقعات - كما يشير التقرير- نتيجة خطط الحكومة السعودية لفتح الأسواق أمام المستثمرين الأجانب، وكذلك نتيجة طبيعية لخطوات شركة الاتصالات الوطنية ازاء خفض تكاليف الاتصال وتقديم خدمات خاصة من قبيل طرح خدمة الشرائح المدفوعة مقدما prepaid chips . وقد أعلنت شركة الاتصالات الوطنية في سبتمبر الماضي أنها باعت 1 ،2 مليون شريحة (اشتراك) في خدمة الشرائح المدفوعة مقدما منذ بدء تقديم الخدمة في ابريل 2002 . وتسع شبكة الجوال السعودية حاليا 5 ،5 ملايين خط، مما يمهد الطريق أمام تحقيق الارقام المتوقعة.
مؤشرات الإنترنت
يعمل على خدمة سوق الإنترنت السعودي حاليا 21 شركة (ISP) تخدم 1 ،6 مليون مستخدم. وقد شهد عام 2002 تطويرا ملحوظا في كل من الخدمة وتعريفة الاتصال، ومع ذلك لا يزال عدد مشتركي خطوط النقل الرقمي (ADSL) صغيرا نسبيا وذلك بسبب ارتفاع تكلفة الاشتراك الشهري (500-1000 ريال سعودي) وهي تكلفة مرتفعة طبقا للمعايير الإقليمية والدولية.
ويتوقع التقرير أن تشهد المملكة ارتفاعا كبيرا في عدد مستخدمي الإنترنت في الفترة من 2002- 2005 ليصل إلى 4482 مليون مستخدم بنسبة نمو مركبة (على مدار العام) تقترب من 50%.
مؤشرات الحاسب الآلي
كان عدد الحاسبات الآلية في المملكة 1 ،5 مليون جهاز في نهاية أغسطس الماضي وكانت نسبة الحاسبات إلى السكان 6 ،38 %. ومثلت حاسبات العلامات العالمية المعروفة (ديل وكومباك وتوشيبا.. الخ) 64 % من مبيعات الحاسب في السعودية عام 2002. ومن المقرر أن يصل عدد هذه الأجهزة الأصلية إلى 450 ألف جهاز مع نهاية هذا العام .أظهرت نتائج دراسة مركز أبحاث اقتصاديات المعرفة في الشرق الأوسط (مدار) عن مواقع الإنترنت السعودية التي تحمل نهاية (sa)، أن الغالبية العظمى من هذه المواقع تبث باللغة الإنجليزية كلغة أساسية. وان كانت الدراسة أشارت إلى أن عدد الصفحات المحررة باللغة العربية يفوق بكثير تلك المحررة باللغة الانجليزية في تلك المواقع وتمثل المواقع التي تستخدم اللغة الانجليزية لوحدها نسبة 42 % من المواقع التي تمت دراستها.
وجاءت في المرتبة الثانية المواقع التي تبث باللغتين العربية والانجليزية بنسبة 34 % وفي المرتبة الأخيرة جاءت المواقع التي تستخدم اللغة العربية فقط بنسبة 24 % (ومنها بالطبع موقع جريدتنا «الجزيرة») وبالرغم من أن عدد المواقع الانجليزية يفوق بكثير عدد المواقع العربية الا أن حجم المحتوى العربي بصفة عامة في كل من المواقع العربية والمواقع ثنائية اللغة يفوق نظيره الانجليزي بنسبة تزيد على الضعف.وسيطرت اللغة العربية على 70 % من مضمون المواقع السعودية وتركت النسبة الباقية للغة الإنجليزية، أما مواقع وسائل الإعلام السعودية على الإنترنت فهي متاحة عادة باللغة العربية، بينما تسيطر اللغة الإنجليزية على مواقع الشركات التجارية وان كان عدد صفحات هذه المواقع قليل مقارنة بعدد صفحات المواقع العربية. ولاحظت الدراسة أن معظم مواقع الدوت كوم (com) لا تزال قيد الانشاء، وتمثل مواقع الدوت كوم حوالي 83 % من اجمالي المواقع السعودية،65 % لا يزال قيد الانشاء ولم يتم ادخال هذه المواقع (التي لا تزال قيد الانشاء) ضمن نتائج الدراسة حيث إن اللغة المستخدمة غير محددة أو واضحة.
وبذلك أصبح اجمالي عدد المواقع التي شملتها الدراسة 300 موقع فقط من حوالي 4481 موقعاً مسجلاً دوليا بامتداد sa. ومن الملاحظات المهمة التي خلصت اليها الدراسة أنه بينما تعد اللغة العربية هي اللغة المسيطرة على مواقع المدارس السعودية sch.sa)) بنسبة 95 %، فإن اللغة الإنجليزية موجودة بانتظام (بنسبة 50%) في المواقع التعليمية والمهنية edu.sa)) كما لاحظت الدراسة أنه في المهن الراقية مثل الطب فإن اللغة الإنجليزية تسيطر سيطرة شبه كاملة على المواقع السعودية med.sa)) حيث حققت نسبة 97% وبالنسبة إلى الإعلانات التجارية ثنائية اللغة فهي توجد بصورة مكثفة في مواقع دوت نت.net.sa)) ومواقع المنظمات org.sa)) وحققت نسب 70 % و 67 % على التوالي. أما المواقع الرسمية السعودية فاللغة الإنجليزية ممثلة في ثلثها فقط وربما يرجع هذا - كما تقول الدراسة- إلى أن المملكة تمتلك أعلى نسبة بين الناطقين باللغة العربية وغير الناطقين بها بين دول مجلس التعاون الخليجي، وأشارت الدراسة إلى أن 8 % من المواقع الحكومية gov.sa)) تعتمد على اللغة الإنجليزية وهي مواقع تستهدف جمهور غير الناطقين باللغة العربية مثل المسلمين غير العرب الذين يخططون لأداء مناسك الحج أو العمرة أو مجتمعات رجال الأعمال الغربيين.
|