الأستاذ عبدالرحمن بن علي الجريسي رجل المال والأعمال المعروف.. يعتبر بحق نموذجاً قابلاً للوقوف عنده، للاعجاب به، لتحري تجربته للأخذ بها.. نشأ وترعرع بعيداً عن أضواء المدينة، عن الأرقام وحساباتها الصاخبة.. لكنه وبفعل الإرادة الجادة والتصميم الباعث على ثقة واسعة بالنفس، تسلق أسوار المجد المهني والشخصي.. لم يقفز فجأة.. لم يهرب أبداً من الفراغ ليملأه، بالأحلام، بل مارس مهمة (التميز) بتؤدة، بمزيد من الصبر والعرق، ولم تخل المسيرة من صعود وهبوط، نجاح وفشل، ربح وخسارة.. لكنه وكما يقول: إن النجاح سيأتي بإذن الله.. مادامت النفس واثقة.. ومادام الاخلاص والصدق يمثلان عدة التاجر وعتاده.
بدأ رحلته من محل صغير يتقاضى أجراً لا يكاد يسد رمق.. ولكنه قاوم.. ثم مضى صاعداً في سبيل الاستقلال والتوسع حتى كبرت أحلامه.. وها هو يقود اليوم ما يمكن تسميته (بالاسطول التجاري).
ورئيس مجموعة الجريسي المكونة من 8 شركات ومؤسسات ومصانع، ولأن الرجل يتمتع بأكثر من موهبة، فقد انخرط في مجال العمل العام المرتبط بنشاطه.. ولم ينكفئ أبدأ على ذاته ومؤسساته المتنوعة العديدة.. فجعل أغلب وقته ينصرف إلى خدمة قطاع رجال الأعمال في منطقة الرياض، يفاوض باسمهم، ويتحرى تحقيق مصالحهم وتعزيز مكتسباتهم لدى المسؤولين والجهات الحكومية ذات الصلة.. حتى نال ثقة هذا القطاع الحيوي المهم والأكبر على مستوى مناطق المملكة.. فأصبح رئيساً للغرفة التجارية الصناعية بالرياض وخلال دورات عديدة.. أدى الرجل دوراً محورياً وبارزاً في توثيق علاقة القطاع الخاص بالدولة، واشراك رجال الأعمال بمختلف درجاتهم وانشطتهم في رسم السياسات الاقتصادية للدولة تخطيطاً وتنفيذاً وتقديراً لهذا الدور الكبير فقد كرمته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله بمنحه وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى في تاريخ 17/7/1420ه الموافق 26/10/1999م.
كما أدى الرجل المتحفز دوماً لإحداث النقلات الكبرى في المجال الاقتصادي، دوراً متميزاً في تعزيز علاقات التعاون المشترك بين رجال الأعمال في الرياض وبين نظرائهم المحليين، وبينهم وبين نظرائهم في مختلف دول العالم.
وأصبح الجريسي بفضل المثابرة الدؤوبة واحداً من أبرز رجال الأعمال السعوديين على مستوى المنطقة العربية والعالم حيث شارك وترأس العديد من الوفود التجارية المغادرة إلى خارج المملكة وتلك التي تستقبل زائريها من العرب والأجانب.
وأسهم الرجل كثيراً في تطوير آليات عمل الغرفة، بحيث أصبحت بالفعل لا بالقول ملاذاً آمناً لمنتسبيها الذين يزيد عددهم اليوم على خمسة وثلاثين ألف عضو، واجتهد هو وزملاؤه في مجلس الإدارة وفريق الأمانة العامة في ربط المنتسب بالجهاز الممثل لمصالحه من خلال الخدمات والاستشارات والمزايا العديدة التي يقدمها المركز الرئيسي والفروع العديدة المنتشرة على طول منطقة الرياض وعرضها.ولم يقف إسهام الرجل عند هذا المدى.. بل تعداه إلى العمل في مجلس الغرف التجارية السعودية رئيساً لمجلسها ونائباً للرئيس في عدة دورات أيضاً.. ليضفي طابعاً أكثر شمولية وحركية استفاد منه القطاع الخاص السعودي كثيراً.
والمتابع لمسيرة الرجل رئيساً لمجلس إدارة غرفة الرياض أو رئيساً لمجلس الغرف السعودية أو مسيرته كرجل أعمال يلمس بوضوح بارز إسهامه الكبير في تعزيز علاقات المملكة الاقتصادية والتجارية بل وحتى السياسية مع الدول الشقيقة والصديقة وذلك عبر مشاركته الفاعلة في كثير من المناسبات ذات الطابع الثنائي والاقليمي والدولي في هذا الصدد، وقد أدى الرجل دوراً مهماً في تعزيز الصورة المشرقة للمملكة على مستوى العالم.
ويحتفظ الجريسي بسجل وافر في علاقات الصداقة والتعاون مع كثير من الشخصيات والمؤسسات توجت بمنحه العديد من الجوائز وشهادات الدكتوراه الفخرية من أبرز الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرها من الدول الآسيوية والعربية، حيث حصل على شهادة دكتوراه الشرف في فلسفة الاقتصاد من جامعة كينسنجتون الأمريكية في 11/11/1999م، ودكتوراه الشرف في ( فلسفة إدارة الأعمال )، من جامعة أمريكا ( ولاية مونتانا الأمريكية سبتمبر 2000م، (جائزة المؤسسة الأمريكية العالمية ) لتقييم المنجزات لوس أنجلوس كاليفورنيا أكتوبر 2000م، بالإضافة إلى منحه جائزة الشخصية الإسلامية العالمية المميزة لعام 2000م، من مؤسسة " محمد الإسلامية " مدينة شيكاغو بولاية إيلونيل ودرجة استاذ وزميل في الاقتصاد ( جامعة أمريكا ولاية مونتانا الأمريكية فبراير 2001م . والجريسي بهذا الوصف لايكون فقط مجرد رجل أعمال ناجح.. بل هو رجل المجتمع.. المنفعل بهمومه، المخلص في خدمة شرائحه، طلاب علم، أو غيرهم، وله جهد غير منكور في ترسيخ مفاهيم التكامل الاجتماعي/ الاقتصادي في هذا الوطن العزيز، وهو يشغل محلياً عضوية العديد من الجمعيات واللجان الاجتماعية والرياضية والخيرية عوضاً عن رئاسته للعديد من مجالس إدارات عدد من البنوك والمؤسسات.
وكل عمل ناجح يسعى صاحبه لحمايته.. لتطويره، فيلزمه أن يهبه وقته، راحته.. والجريسي واحد ممن أخلص لمشواره.. فأخلص مشواره له.
إن ألطف ما يمكن أن نصف به الرجل في هذا المقام هو هذا الالتئام المتسق بين معاني العزيمة والصمود والثقة وبين القدرة على إعادة ابتكار ما بالنفس بطريقة مليئة بالخبرة وبالتنوع.
|