Saturday 9th November,200210999العددالسبت 4 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أضواء أضواء
لم يبق من مشاكل تركيا إلا «الحجاب»
جاسر عبدالعزيز الجاسر

تساهم وسائل الإعلام بقدر كبير في صنع الأزمات السياسية، وبعضها يبادر في صنع الأزمات والتهيئة لها، فإن تطبيلها للأنظمة الفاسدة والحكام الطغاة أو حتى السكوت على أفعالهم يؤديان إلى تفاقم الأزمات وإيصال البلدان التي تعمل فيها تلك الوسائل الاعلامية إلى أوضاع مأسوية. ومع أن هناك العديد من الشواهد التاريخية التي حصلت في كثير من الشعوب، وأن أبسط مثقف أو متعلم يعلم الكثير عن هذه الشواهد، وهو ما يفترض أن يعلمه ويعرفه العاملون في الإعلام، إلا أن القائمين على وسائل الإعلام في الدول النامية لم يأخذوا العبرة من تلك الشواهد، ففي تركيا التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة تنشغل صحفها في مسألة مثيرة للضحك بقدر ما تكشف عن حرب عشواء على المظاهر الإسلامية.. فقد نقلت وكالات الأنباء أن الصحف التركية لا هم لها هذه الأيام إلا التساؤل عن ارتداء زوجة رئيس الحكومة الحجاب..!! إذ كتبت صحيفة الصباح قائلة: «هل ستكون زوجة رئيس الوزراء محجبة؟» وتذكر محذرة ومحرضة أن الأمر لم يحصل سوى مرة واحدة بتركيا أتاتورك حينما تولى نجم الدين أربكان رئاسة الحكومة ولم يلق الأمر استحساناً من العلمانيين وقام الجيش بطرد زوجها والآن وبعد فوز حزب العدالة والتنمية ذي الاتجاهات الإسلامية، فإن الصحافة التركية أخذت تفرد المقالات متسائلة: هل يمكن أن تكون زوجة رئيس الحكومة متحجبة..!!
أغرب من ذلك أن أحد الصحفيين وجه سؤالاً بهذا الخصوص إلى رئيس الجمهورية أحمد نجدت سيرز المكلف بتعيين رئيس الحكومة حسب بنود الدستور التركي..!!
لم يقتصر الأمر على هذا «السخف» بل تعداه إلى قيام صحيفة «ميلييت» بنشر لائحة بأسماء المرشحين المحتملين من زعماء حزب العدالة والتنمية لرئاسة الحكومة التركية، مرفقة بأسماء ومعلومات حول ملابس زوجاتهم مدعومة بالصور التي كانت جميعها تظهر الزوجات محجبات.
الحملة الصحفية التركية على الحجاب وبأسلوب تخطى المعقول يكشف أن محاربة حزب العدالة والتنمية الذي اختاره الشعب التركي من قبل العلمانيين قد بدأت، وأن عتاة المتطرفين من محاربي الإسلام مثل الصحافي بكير كوشكون لم يتردد في توجيه الإهانات لأغلب الشعب التركي لأنهم اختاروا حزب العدالة والتنمية، إذ يكتب بالنص في صحيفة حريت: «إن انتصار حزب العدالة والتنمية في الانتخابات لا يمكن تصديقه، ويسيء إلى جهود تركيا من أجل احتلال مكانتها في العالم..»

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved