* جبل طارق (د ب أ):
رفض شعب جبل طارق بنسبة مدوية بلغت حوالي 99 في المائة خطط بريطانيا الرامية إلى اقتسام السيادة على شبه الجزيرة مع أسبانيا وذلك طبقا لنتائج الاستفتاء الذي تم إجراؤه أمس الاول بناء على دعوة حكومة جبل طارق وفي تحد صارخ جديد للندن ومدريد.
فقد تم الاعلان رسميا عن نتيجة الاستفتاء النهائية في وقت مبكر من صباح امس (الجمعة) حيث بلغت نسبة الرفض 9 ،98 في المائة، وكان من المتوقع أن يتم الاعلان عن تلك النتائج النهائية على الموقع الالكتروني الرسمي الخاص بالمنطقة الخاضعة لبريطانيا.
وجاءت نتائج الاستفتاء متطابقة مع معظم توقعات المراقبين الذين قدروا نسبة رفض لاي صفقة مع مدريد بأكثر من 90 في المائة من جموع الناخبين الذين يحق لهم الاقتراع والبالغ عددهم 600 ،20 ناخب، وقد وافق على خطة اقتسام السيادة 187 ناخبا فقط بينما اعتبرت كل من لندن ومدريد أن الاستفتاء غير قانوني، وكان رئيس وزراء جبل طارق بيتر كاروانا الذي كان قد وصف المقترحات الخاصة بالسيادة المشتركة بأنها (خيانة وانتهاك لحقوق جبل طارق) قد أكد في وقت سابق أن رفضا قويا سيرسل تحذيرا إلى الدولتين، وقال كاروانا بعد إدلائه بصوته (إن محاولة نفي إن ذلك تعد تعبيرا سياسيا حرا للاماني الديمقراطية لشعب جبل طارق ستفتقد لكل جوانب المصداقية).
وبحلول الساعة الخامسة من عصر (الخميس) أي قبل خمس ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع، كان أكثر من 64 بالمائة من الناخبين أو 103 ،13 شخص قد أدلوا بأصواتهم وفي استفتاء سابق تم إجراؤه عام 1967، رفض 99 بالمائة من الناخبين أي تعديل على السيادة البريطانية، ولم يجرؤ سوى 44 شخصا على التصويت بنعم، وتم استدعاء القوات للسيطرة على الغوغاء ومنعهم من مهاجمة الاشخاص الذين أيدوا إبرام صفقة مع أسبانيا، لكن حكومة جبل طارق هذه المرة كانت عازمة على حشد كل الاصوات الممكنة، فأرسلت مراكز اقتراع متنقلة إلى العجائز ومنحت حق الاقتراع للبريطانيين المقيمين في جبل طارق لاكثر من عشرة أعوام، وكان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو قد أصر على أنه لم يتم إبرام أي صفقة مع أسبانيا بعد، وتعهدت بريطانيا بإجراء استفتاء قبل إدخال أي تعديل في شأن السيادة. يذكر أن أسبانيا تنازلت عن جبل طارق إلى بريطانيا في عام 1713 بمقتضى معاهدة أوتريخت التي اعترفت باستيلاء بريطانيا على جبل طارق أو الصخرة في 1703، وعلى مدار الاعوام التالية وتقدر بنحو 250 عاما، أصبح لجبل طارق أهمية عسكرية استراتيجية، إلا أنها تراجعت بالنسبة للبحرية الملكية البريطانية خلال الاعوام الاخيرة بالرغم من أن الولايات المتحدة تعتقد أنها ذات قيمة، ويبلغ عدد المواطنين البريطانيين في جبل طارق حوالي 000 ،18 نسمة.
|