Saturday 9th November,200210999العددالسبت 4 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رحلة نغم رحلة نغم
الدراما التي قتلت شارون
رضا محمد العراقي

بالأمس، وفي رمضان الماضي، قدم الإسرائيليون احتجاجهم على مسلسل إرهابيات الذي كانت تبثه قناتا أبو ظبي والكويت.
وبالغ الصهاينة في احتجاجهم، حيث قدموا شكواهم إلى الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو، بل تمادوا في غلوائهم وقاموا بتهديد القائمين على القناتين الفضائيتين بالويل والثبور وعظائم الأمور، وسحبت شركات أمريكية إعلاناتها من القناتين كورقة ضغط لوقف بث المسلسل الذي فضح ممارسات شارون الإرهابية في قالب كوميدي، سلب منا الضحكات في زمن عز فيه الضحك والفكاهة.
وأتذكر بأننا طالبنا المسؤولين في القناتين «أبو ظبي والكويت» أن يأتونا بالمزيد من هذه الأعمال التي نجحت في إثارة حفيظة إسرائيل وقادتها، وكتبت يومها بالحرف الواحد «ان سلاح السخرية نجح في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية» ويبدو أن طلبنا بالمزيد من مثل تلك الأعمال قد وجد قبولاً عند فنانين آخرين وقنوات فضائية أخرى، حيث قام الفنان المبدع محمد صبحي بعمل مسلسل «فارس بلا جواد» يفضح فيه بروتوكولات بني صهيون المشهورة، في عمل درامي متميز يستحق التقدير والتشجيع..
لكننا على موعد في كل رمضان أن نقف مع الدراما العربية الناقدة لسلوكيات دولة إسرائيل فلم يترك لنا الصديق الأمريكي نشوة متابعة المسلسل في القنوات الفضائية المتعددة حيث أعلن المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية ريتشارد باوتشر أن أمر مسلسل «فارس بلا جواد» قد أثرناه مع مصر وحكومات أخرى لأنه يتحدث عن بروتوكولات حكماء صهيون البغيضة.. فيما طالب مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية عدم بث محطات التلفزيون الحكومية للمسلسل لأنه يحتوي على معاداة السامية، وليس من اللائق قيام محطات التلفزيون الحكومية ببث برامج تعتبرها عنصرية ولا أساس لصحتها.
وكما هدد الإسرائيليون قناتي أبو ظبي والكويت في رمضان الماضي، قاموا بنفس العمل وهددوا المسؤولين في قناة دريم المصرية والفنان محمد صبحي نفسه الذي قام ببطولة المسلسل الذي يحكي عن مقاومة مصري للاستعمار البريطاني والصهيوني في فلسطين في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
من الواضح أن الاحتجاجات الإسرائيلية بدأت تتصاعد بشكل لافت للنظر ضد كثير من الدول العربية وهو الأمر الذي يؤكد على المفاهيم الجديدة التي يروجها الإعلام الإسرائيلي بأنها أصبحت زعيمة المنطقة والقوة الأكبر فيها وعلى الدول المحيطة بها اقليمياً أن تأتمر بأوامرها وعلى هذه الدول انتهاج سياسات لا تعكر صفو إسرائيل أو ترميها بالعنصرية أو توصفها بالدولة الإرهابية أووصف ساستها بمجرمي حرب لذلك بدأت تمارس الدور المزعوم بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية وتحاول فرضه على الدول العربية المجاورة، وليس ببعيد ما فعلته مع الصحافة العربية عندما أقامت الدنيا ولم تقعدها عندما كتب الأستاذ عادل حمودة ود. أميمة الجلاهمة مقالاً عن «فطيرة صهيون» وما زال القضاء الفرنسي ينظر القضية المرفوعة ضد الأستاذ إبراهيم نافع رئيس تحرير الأهرام من جمعية مناهضة العنصرية الصهيونية بفرنسا بخصوص هذا المقال.
واللافت للنظر من احتجاجات إسرائيل أن الإعلام العربي بفعل السموات المفتوحة بدأ تأثيره يأخذ بريقه وفعاليته على ساحة الإعلام الدولي.
وسلب من الإعلام الصهيوني بعض تفوقه الطاغي على العالم.. وهذا ما يفسر هستيريا كثرة الاحتجاجات ضد تلفزيونات الدول العربية من جراء المسلسلات التي تكشف إرهاب إسرائيل وتفضح قادتها.
المضحك المبكي في هذا الأمر أن إسرائيل يبدو أنها صدقت نفسها من كثرة ترداد من أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة وبفضل إعلامها روجت لقوتها التي لا تقهر وجيشها وقوتها التي ستفرض على المنطقة رؤيتها واتباع سياستها لكنها فوجئت بأن الدراما العربية والتي تتصدى لمثل هذه السياسات استطاعت أن تؤثر في قطاعات عريضة من الناس خارج المنطقة العربية، ولذلك تحاول بشتى الطرق وقفها ومنع بثها، وهذا الأمر بالتحديد يجعلنا نقول في آذان القائمين على التلفزيونات العربية المزيد المزيد من الدراما العربية الموجهة ضد السياسات العنصرية الإسرائيلية فإنها بإذن الله ستسلب منهم بريقهم الإعلامي وتفوقهم فيه.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved