Saturday 9th November,200210999العددالسبت 4 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

المنشود المنشود
تنوير أم تحقير؟! 2/2
رقية الهويريني

تحدثنا في الاسبوع الماضي عن أساليب العنف والتحقير التي ينتهجها بعض القائمين على التربية والتعليم في مدارس البنين والبنات، عدا حملات المداهمة والتفتيش مما يؤدي الى شعور ابنائنا بالاضطهاد والخذلان، وربما يكون سبب ارتكابهم الخطأ عائداً الى الجهل في الأنظمة المدرسية! كما ان بعض القائمين على المدارس ينقصهم الصبر والخبرة في التعامل مع المراهقين والقدرة الكافية على احتوائهم، وكسب ثقة أبنائهم الطلاب.


والناسُ في حاجةٍ دوماً لذي ثقةٍ
ليقيهم بنفسه ما به عثروا!!

ثم إن الشعور بالانتماء للمكان يولّد الحبّ له وهذه المحبة هي التي بوسعها أن تجعل المراهق لا يعتدي على زملائه ولا يحطم محتويات فصله ولا يعمدُ لإحضار ما يُخل بالنظام المدرسي.
وهذه الأمور لا يحلها القمع بقدر التوعية وتنمية الشعور بالانتماء الذي لا بد وأن يبدأ منذ الصغر، وفي الصفوف الأولية بالتعليم بالذات. وإنني أدعو بصدق الى وضع خططٍ للارشاد التربوي التي تتضمن الارشاد الوقائي ومنها التوعية الدينية والتربوية والمعرفة بالأنظمة المدرسية وتنفيذها من قبل الجميع والتي من شأنها ان تغير لغة التعامل الحالية للطلاب من قبل الهيئة التعليمية والإدارية بشكل عام بحيث يكونوا آباء وأمهات قبل ان يكونوا معلمين ومعلمات!.
ولا بد أن نُدرك جميعاً ان المدارس حالياً ليست للدرس بقدر ما هي مكان للغرس! غرس القيم والمبادئ وتمثيل القدرة، ولعل من المناسب هنا ذكر قصة مدير إحدى المدارس الثانوية الذي استطاع بأبوته أن يحتوي أحد طلاب المدرسة الشباب حين أحضر أشرطة فيديو تدعو الى الفساد والرذيلة ليقوم بتوزيعها على زملائه، فلم يلجأ هذا المدير لتعنيف هذا الشاب وإلزامه بكتابة تعهدٍ أو استدعاء والده، بل أشعر الطالب بأنه ابنه وتمثل هذه الصورة حقيقة وأوضح له الحكم الشرعي لهذا التصرف ومنافاته للأخلاق، وأنه يسوؤه أن يكون ابنه بهذه الصورة السيئة، ولم يقل له إنه شخص سيىء بقدر ما أوضح له أنه إنسانٌ رائع - وهو الأساس- ولكن تصرفه هو السيىء ويمكن تغييره دون تغيير شخصيته وحين استشعر الطالب دور المدير بأنه «أب» رأى أن من البر به اعتماد نصيحته، وعمد الى تغيير سلوكه بالحال.. وبالتأكيد هذا الاحتواء هو ما نحتاجه في مدارسنا وما نريده من جميع الموظفين في المدرسة من مديرها الى حارسها! وهو - الاحتواء- وإن لم يُثمر مع بعض الشباب إلا أنه حتماً سيحدُّ من مشاعر الكراهية للقائمين على التربية والتعليم، ومن ثم سيقلل من طابع العنف الذي ينتهجه الشاب حين يفتقد الإحساس بالانتماء الذي من مظاهره الحياء والرفق وتحمل المسؤولية والخوف من عواقب التصرفات السيئة.
إن ضبابية الهدف الذي من أجله يحضر الطلبة والطالبات للمدرسة يجعلهم يعيشون على الهامش دون معرفة للسبب الذي يدعوهم للحضور لها والانصراف منها وكأن المنشود حقيبة مدرسية وملابس جديدة وأطعمة مختلفة وأكاد لا أجاوز الحقيقة حين أقول إنه لولا المريول الجديد في مدارس البنات مع بداية الدراسة لما شعرت الطالبات بالتغيير فلا تكاد تلمس تغييراً في أي مجال سواء الأنشطة المكررة أو شكل الطابور الصباحي الخامل او حتى وضع الفصول التقليدي او المعلمات بالمنطقة المعتادة التي لا تواكب الطموحات او تتناسب مع المستجدات وتحقيق التطلعات.
إننا بحاجةٍ الى ضخ دماء تربوية جديدة لا سيما في بعض إدارات المدارس في التعليم العام بجنسيه وصب الاهتمام نحو التوجيه والارشاد أكثر من الشكليات في الأنشطة التي نأمل أن تكون في مستوى الطموح لبناء شخصية الفرد، وتفعيل دور الارشاد أكثر من الشكليات في الأنشطة التي نأمل أن تكون في مستوى الطموح لبناء شخصية الفرد، وتفعيل دور الارشاد بمنحه صلاحيات أشمل ليتمكن بفاعلية أكبر لإيقاف أسلوب القمع والتهديد والإهانات، وبتصميم أشد لاستبدال مصطلح «تكتفوا» بمصطلحٍ آخر أفضل وأسمى وهو «تكاتفوا».. فهل نفعل؟!!
ص.ب 260564 - الرياض 11342

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved