«الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون تشارك في المهرجان الدولي التجريبي بالقاهرة» عنوان صحفي جميل ويتراءى لمن يقرأه أن تلك المشاركة جاءت وفق خطط علمية مدروسة وأن العرض أو العرضين المسرحيين اللذين تم ترشيحهما للمشاركة هما من العروض المسرحية التجريبية محليا بل تبحر المخيلة بالقارئ بأن المشاركة وجدت الدعم الكامل والمؤازرة من قبل الجمعية بشكل ينقل صورة حضارية وثقافية مشرفة عن المسرح المحلي لدينا.
ولكن الحقيقة عكس ذلك تماما فليس هناك أي دعم سوى الترشيح والوعد في المطار بإذن الله.
هل قامت الجمعية بالبحث عن متطلبات الفرقة المسرحية المشاركة باسم المملكة في ذلك المهرجان؟ هل وفرت الجمعية لفريق العمل المسرحي المشارك طاقم عمل إداري يسعى لتوفير كل سبل الراحة لإنجاح تلك المشاركة؟ للأسف فالإجابة دائماً ب«لا» ولا تعلم لماذا؟ برغم من توفر الإمكانيات لدى الجمعية!!!لو تم الاطلاع على قائمة أسماء الوفد السعودي بخلاف طاقم العمل المسرحي لوجدت جميع المشاركين هم من أبعد الناس عن المسرح.
إن المتابع للعروض المسرحية المشاركة في المهرجان التجريبي باسم المملكة يعلم جيداً أنها نتاج جهود شخصية لطاقم العمل المسرحي فقط بدون دعم أو تأييد من قبل الجمعية، وبعد هذا كله نأمل أن نحصل على إحدى جوائز المهرجان التجريبي، جميل من المنظمين للمهرجان أنهم يدعون المسرح السعودي للمشاركة في كل عام.إن الحقيقة التي يجب ان يدركها المسؤولون في الجمعية أولاً قبل غيرهم ان إدراك إحدى جوائز المهرجان التجريبي لن يأتي دون دعم وعمل متواصل مع طاقم أي عمل يرشح باسم المملكة. لو اهتمت الجمعية أكثر بالمشاركة في ذلك المهرجان لما اقتصرت مشاركاتنا في ذلك المهرجان على المشاركة لأجل المشاركة ولما كانت مشاركاتنا تستجدي أحد النقاد ليكتب عنها كلاماً قد يشفع للجمعية أمام المسؤولين عنها لإخفاقها عن تحقيق الهدف المنشود من مشاركتها بخلاف المشاركة لصقل التجربة المسرحية فالتجربة صقلت حتى تثلمت من كثرة صقلها. هل سئلت الجمعية كم هو عدد الدورات المسرحية للتجريبي التي شاركت بها؟ ماهي المحصلة الثقافية والمسرحية التي جناها المسرح المحلي من ذلك المهرجان؟ ماهي المكاسب الحقيقية للمشاركات المسرحية السعودية من جوائز ذلك المهرجان؟!
إذا استطاعت الجمعية الإجابة فإن المسرح لدينا بمشاركاته الخارجية سيتقدم كثيرا بإذن الله إلى الأمام، أما إذا اقتصرت الجمعية على مجابهة النقد بالنقد فاقرأ على مسرحنا السلام...
|