حلقات يكتبها: حميد بن عوض العنزي
استعرضنا في الحلقة الماضية جزءاً من التاريخ القديم لمدينة حجر في سياق حديثنا عن تاريخ ما قبل الرياض.
وفي هذه الحلقة نستشرق بداية التاريخ باستعراضنا للمراحل التاريخية التي مرت بها الدولة السعودية حيث نعرج بشيء من الاختصار على الدولة السعودية الأولى والثانية ونفرد لبداية الدولة الثالثة التي تشكل المرحلة الأساسية في انهاء القلاقل والحروب التي شهدتها المدينة وفي فتح الرياض.. ذلك الحدث الذي غير مسار تاريخ المنطقة نجد ان رواية الملك المؤسس رحمه الله لقصة فتح الرياض شيئاً يستحق ان نفرد له مساحة هذه الحلقة.
بروز اسم الرياض
في القرن الثامن عشر الميلادي بدأ اسم الرياض يحتل مكان اسم حجر، ومن المرجح ان اسم الرياض جاء من مسمى جمع تلك الروضات التي ذكرها ياقوت الحموي في اقليم اليمامة، ومنها: روضة الاشاءة، روضة البلاليق، روضة بلبلول، روضة القميعة، روضة السلي، روضة ابن صعفوق، روضة السخال، روضة الفقي، روضة الشقوق، وغيرها ويذكر العلامة حمد الجاسر ان اسم الرياض اطلق في القرن الثاني عشر الهجري على باقي المحلات القديمة في مدينة حجر، «معكال ومقرن والعود.. وغيرها» وما حولها من الأرض الواسعة التي كانت في القديم بساتين حيث اشتق اسم الرياض من طبيعة الموقع فهي أرض منخفضة تنساب إليها مياه السيول فتصبح مخضرة بالنبات. وتذكر بعض المصادر ان أول ذكر للرياض بهذا المسمى كان عام 1049هـ.
موقع الرياض
تقع الرياض في الجزء الشرقي لقلب الجزيرة العربية وتقع على خط عرض «28 ،24» درجة شمالاً، وخط طول «43 ،46» درجة شرقاً وعلى ارتفاع «600» متر فوق مستوى البحر وتتوسط الرياض مناطق المملكة وتقع على مفترق طرق شبكة النقل والمواصلات البرية بالمملكة ويعد موقعها هذا موقعاً استراتيجيا جعلها همزة الوصل بين المناطق الرئيسية في المملكة جدة، الدمام، القصيم. وتقع الرياض على هضبة تشكل جزءاً من هضبة نجد الكبرى وعند الهضبة غرباً سلسلة جبال طويق، وحزام صحراء الدهناء على جهتها الشرقية وتأخذ الهضبة بالانحدار تدريجياً جهة الشرق.
الرياض والحروب
كانت نشأة الدولة السعودية على بعد 18 كم من الرياض وهي الدولة السعودية الأولى في الدرعية حيث نشبت الغزوات بين الدولتين منذ البداية مما نتج عنه تهديم واعادة بناء الحصون والسور الذي حول الرياض التي لم تنعم بالاستقرار لكثرة ما تعرضت له من غزوات وحروب ويذكر العلامة حمد الجاسر رحمه الله ان خمسا وثلاثين غزوة شنها السعوديون على الرياض خلال ثمانية وعشرين عاما قتل فيها من الفريقين أربعة آلاف رجل.
وأثناء تلك الفترة عقد السعوديون تحالفاً مع حكام منفوحة الواقعة جنوب الرياض آنذاك بـ4 كلم ثم تلا ذلك انضمام حكام العيينة وحريملاء وخرما إلى التحالف مع آل سعود حيث انتهت الحروب بضم الرياض للدرعية سنة 1773م.
ولم تكن الحروب وحدها على الرياض فقد مرت المدينة بنوائب طبيعية ألمت بها حيث يذكر فلبي انه في عام 1749م مرت بالبلاد موجة من الصقيع والبرد الشديد الذي اتلف المحاصيل الزراعية وأدى إلى سنة عجفاء.. وفي شتاء عام 1762م 1763م وصل إلى نجد وباء الدمغة تبعته غزوة الجراد، كما حصلت مجاعة شديدة جداً في عام 1773م. وبقيت الرياض من سنة 1773م 1818م تابعة للدولة السعودية الأولى والتي توسعت لأول مرة إلى جميع أنحاء نجد والاحساء وكان يعين أمير الرياض من قبل الدرعية، وتتبع في الشؤون الدينية والتعليم الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وفي عام 1818م دك إبراهيم باشا الدرعية بالمدفعية وقضى على الدولة السعودية الأولى. وفي عام 1824م استعاد الإمام تركي الرياض وسيطر على نجد واتخذ الرياض عاصمة لحكمه فأعاد بناء الأسوار والقصر والجامع وبقيت جميعها حتى منتصف القرن العشرين واستمر تاريخ الرياض محملاً بالقلاقل والحروب حيث تغيرت السلطة بالرياض في الفترة ما بين 2/12/1865م حتى 31/3/1876م ثماني مرات انتهت بانتهاء الدولة السعودية الثانية حينما احتل الرشيد الرياض سنة 1891م فهدموا أسوارها وكثيراً من قصورها وبيوتها وتبعت الرياض إمارة حائل عشر سنوات انتهت باستعادتها من قبل الإمام عبدالعزيز سنة 1902م الذي أسس الدولة السعودية الثالثة.
ملحمة فتح الرياض
عندما نتحدث عن ملحمة فتح الرياض فإننا نتحدث عن بداية تاريخ جديد ولأن حدث فتح الرياض يعد تاريخاً لأهم حدث تشهده الجزيرة العربية في العصر الحديث فإن المؤرخين الذين تناولوا ذلك الحدث كثر منهم المؤرخون المستشرقون ومنهم المؤرخون العرب، وعلى الرغم من كثرة تلك الكتابات إلا ان هناك اختلافاً في الروايات خصوصاً تلك المتعلقة بالحدث الأهم وهو فتح الرياض لكن ذلك الاختلاف يأتي في الإطار العام، أما في التفاصيل المؤثرة في الحدث فهي تكاد تكون موحدة في معظم كتب التاريخ.
ولكن في سردنا للحدث اليوم وجدت ان نقل الرواية كما ذكرها فؤاد حمزة الذي نقلها حرفياً من الملك الموحد عبدالعزيز رحمه الله شيئاً يستحق الوقوف أمامه، وهناك الكثير من المؤرخين العرب والأجانب تناولوا قصة التوحيد المشرفة حيث يقول الدكتور جون فاينس في كتابه «أقدم أصدقائي العرب» بدأ عبدالعزيز مجازفته في فتح الرياض ومعه رجاله الأبطال ويا لها من مجازفة ويا لها من مفاخر.
ويقول فؤاد حمزة في كتابه «في قلب جزيرة العرب» ان قصة حملة فتح الرياض من أروع قصص البطولة وأعظمها شأنا وأجلها قدراً.
ويقول حافظ وهبة في كتابه «جزيرة العرب في القرن العشرين» ان هذه القصة تشبه قصص أبطال اليونان وترينا عظم الأخطار التي أحاطت بابن سعود.
ويقول «كنت» في كتابه «ابن سعود سيد نجد» تمكن ابن سعود من استرداد الرياض قلب الإمارة السعودية بطريقة تدل على براعة فائقة وحذق مدهش، ستون بطلاً على رأسهم قائد مظفر وبطل مغوار لم ير التاريخ الحديث له مثيلاً، الزمن هو صباح اليوم الخامس من شهر شوال عام 1319هـ الموافق 15/1/1902م والساعة الثانية عشرة زوالاً منتصف الليل.
والمشهد هو ستون رجلاً أناخوا رواحلهم خارج مدينة الرياض في مكان اسمه «الشقيب» شرقي مدينة الرياض.
والأبطال الستون الفاتحون هم:
1 جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل آل سعود وهو قائد الفتح المظفر لمدينة الرياض وقد توفي عام 1373ه.
2 الأمير محمد بن عبدالرحمن آل فيصل آل سعود توفي بالرياض عام 1364ه.
3 الأمير فهد بن جلوي بن تركي آل سعود توفي عام 1320ه.
4 الأمير عبدالعزيز بن جلوي بن تركي آل سعود توفي عام 1324ه.
5 الأمير عبدالله بن جلوي بن تركي آل سعود توفي في الاحساء عام 1354ه.
6 الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي بن تركي آل سعود توفي عام 1397ه وهو آخر المتوفين من الأبطال الفاتحين وقد توفي بالرياض.
7 الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن تركي آل سعود توفي بالاحساء عام 1356ه.
8 الأمير فهد بن إبراهيم بن مشاري آل سعود توفي عام 1322ه.
9 الأمير عبدالله بن سعود بن صنيتان آل سعود.
10 الأمير ناصر بن سعود بن فرحان آل سعود.
11 الأمير سعود بن ناصر بن فرحان آل سعود.
12 فهد بن عبدالعزيز بن معمر من كبار آل معمر أهل سدوس توفي عام 1340ه.
13 صالح بن سبعان من أهل الرياض جرح أثناء فتح الرياض.
14 سعيد بن بيشان من أهل الدرعية.
15 مطلق بن عجيبان من أهل الرياض.
16 إبراهيم بن عبدالرحمن النفيسي من أهل الرياض جرح أثناء فتح الرياض.
17 مسعود آل مبروك من أهل الرياض.
18 سطام أبا الخيل من قبيلة الجبلان من مطير.
19 زيد بن محمد بن زيد قتل أثناء فتح الرياض وهو من أهل الرياض.
20 فهد بن الوبير من قبيلة العجمان قتل أثناء الفتح.
21 حزام بن خزام العجالين الدوسري من أهل الافلاج.
22 ثلاب بن حمد العجالين الدوسري من اهل الافلاج.
23 عبدالله بن شنار الدوسري من أهل الافلاج.
24 عبدالله بن عسكر الملقب بالسيد من أهل الرياض.
25 معضد بن خرصان من آل شامر آل شايقة العجمان.
26 عبداللطيف المعشوق الملقب بالشليقي من أهل الرياض، توفي عام 1322ه وهو حامل الراية.
27 فهد المعشوق من أهل الرياض.
28 محمد المعشوق من أهل الرياض الملقب أبو عبيد.
29 عبدالله بن صالح بن مشخص الملقب عويبيل من أهل الرياض توفي عام 1322ه.
30 يوسف بن صالح بن مشخص أخو عويبيل.
31 مسلم بن مجفل السبيعي من الصملة من سبيع توفي عام 1325ه.
32 سعد بن عبدالله بن عبيد من أهل ملهم.
33 سعد بن بخيت آل تركي من أهل الرياض.
34 عبدالله بن عثمان الخزاني من الهزازنة أهل الحريق.
35 عبدالله بن حسين بن جريس من أهل العمارية.
36 ناصر بن عبدالله بن شامان المليحي من أهل العمارية.
37 محمد بن هزاع من أهل الدرعية توفي عام 1322ه.
38 خليفة بن بديع من أهل الدرعية.
39 عبدالله بن خنيزان من أهل الرياض.
40 منصور بن محمد بن حمزة من أهل الرياض توفي عام 1321ه.
41 منصور بن فريج من أهل الرياض توفي عام 1322ه.
42 محمد بن شعيل من أهل الدرعية.
43 مطلق المغيربي من أهل الرياض.
44 ماجد بن تركي بن مرعيد من قبيلة الظفير.
45 فرحان آل سعود من أهل الرياض.
46 فيروز آل سعود من أهل الرياض.
47 مناور العنزي من قبيلة عنزة.
48 نافع الحربي من قبيلة حرب.
49 مطلق بن جفال.
50 طلال بن عجرش من الجمالين من قبيلة سبيع.
51 سعد بن جيفان من أهل منفوحة.
52 حشاش العرجاني.
53 عبدالله أبو دريب السبيعي.
54 شايع بن شداد من آل محيميد السهول.
55 محمد بن قماع من أهل الرياض.
56 عبدالله الجطيلي من أهل عنيزة.
57 إبراهيم بن محيذيف من أهل الرياض.
58 عبيد أخو شعوا.
59 سالم الأفيجح.
60 سلطان آل سعود من أهل الرياض.
قصة فتح الرياض على لسان
الملك عبدالعزيز
وأورد الأستاذ عبدالله بن سعد الرويشد في مؤلفه الملحمة الاسطورية لفتح الرياض قصة فتح الرياض كما رواها الملك عبدالعزيز للأستاذ فؤاد حمزة وهو من مستشاري جلالة الملك عبدالعزيز في كتابه التاريخي المعروف باسم «البلاد العربية السعودية» لا أجد لسانا أبلغ في التعبير عن حوادث القصة الخالدة في فتح الرياض من لسان الملك نفسه فقد تحدث عن هذه المجازفة الخطيرة بكلام بسيط سمح ننقله فيما يلي: «أخذنا أرزاقنا وسرنا وسط الربع الخالي ولم يدر أحد عنا أين كنا فجلسنا شعبان بطوله إلى عشرين رمضان، ثم سرنا إلى العارض كانت رواحلنا ردية ولم نرد «أبو جفان» الواقع على طريق الحسا إلا أيام العيد فعيَّدنا رمضان عليه، سرنا منه ليلة ثالث شوال حتى صرنا قرب البلد وكان ابن رشيد هدم سور البلد والمحل الذي يقيم فيه الأمير المنصوب من قبله يقع في قصر الإمام عبدالله بن فيصل هدمه ابن رشيد وأبقى فيه القلعة المسماة بالمصمك وكانت لنا بيوت للعائلة أمام المصمك هدمها الرشيدي أيضاً وعملوا حول بعضها سوراً ثانياً وصار فيها بعض حرم للأمير وخدمه فإذا جاء الليل حاصروا في القلعة وعقيب طلوع الشمس يخرجون حرمهم وإلى البلد فنحن مشينا حتى وصلنا محلاً اسمه «ضلع الشقيب» يبعد عن البلد ساعة ونصف للرجلي، هنا تركنا رفاقنا وجيشنا ومشينا على أرجلنا الساعة السادسة ليلا وتركنا عشرين رجلاً عند الجيش والأربعون مشينا لا نعلم مصيرنا ولم يكن بيننا وبين أهل البلد أي اتفاق.
وبعد ان أقبلنا على البلاد أبقيت محمد أخي ومعه 33 رجلاً من خويانا ومشينا ونحن سبعة رجال أنا وعبدالعزيز بن جلوي وفهد بن عبدالله بن جلوي وناصر بن سعود ومعنا المعشوق وسبعان من خدامنا افتكرنا ماذا نعمل فوجدنا بيتا بجانب الحصن الذي فيه حرم منصوب بن رشيد كان صاحب البيت يبيع البقر وهو رجل شايب اسمه جويسر للآن حي وكانت له بنات يعرفنني بسبب مجيئي الأول للرياض يوم الصريف كان واحد اسمه ابن مطرف يخدم عند رجاجيل ابن رشيد في القصر دقيت الباب فخرجت إحدى البنتين والباب مصكوك وقالت: «من أنت» قلت: «أنا ابن مطرف أرسلني الأمير عجلان، يريد من أبيك ان يشتري له باكر بقرتين وأريد أن أقابل أباك، لما سمع ابوها الكلام خرج مرعوباً فلما فتح الباب مسكته وقلت «اسكت يا خبيث» وعرفني الحريم وصحن «عمنا! عمنا» فقلت «بس بس» مسكنا الحريم بنات جويسر في الدار وقلت صكوا عليهم اما والدهما فإنه خاف وهرب من البيت ونحن نظنه محبوساً فهرب واختبأ في ضلع البديعة والحريم ظلوا في الغرفة محجوزين ورأينا بعد ذلك اننا ما يمكن نظهر من هذا البيت إلى بيت عجلان ووجدنا انه يوجد بيت وراءه فيه حرمة وزوجها فقفزنا من هذا على البيت الثاني ووجدنا الحرمة نائمة مع زوجها لففناهما بالفراش وهما نائمان وأدخلناهما إلى دار وسكرناها وهددناهما بالذبح ان تكلما «أرسلنا عبدالعزيز وفهد بن جلوي إلى أخي محمد خارج الديرة وجاء محمد ورفاقه دخلنا البيت واسترحنا إلى ان تحققنا ان خبرنا لم يفتضح بعد، ابقيناهم «أي محمد وخوياه» في البيت ونحن الآخرين نصعد بعضنا فوق البعض الآخر وحولنا على بيت عجلان ونزلنا إلى داخله.. «وكانت معنا شمعة فطفنا في البيت قبل ان نجيء إلى محل نوم عجلان مسكنا الخدم الذين فيه وحبسناهم في دار وصكينا عليهم ثم مشينا إلى محل نوم عجلان وخلينا خمسة عند الباب وواحد معه الشمعة وأنا دخلت وفي البندقية فشنكة فلما أقبلت وجدت عجلان نائماً مع زوجته فرفعت الغطاء وعندها تحقق لي خيبة ظني وانه ليس بعجلان والحرمة زوجة عجلان وإنما هي وأختها نائمتان معاً، «أخذت الفشنكة من البندقية وأخرجتها ثم وكزت الحرمة فنهضت فلما رأتني صرخت من أنت؟ فقلت «بس انا عبدالعزيز» أما هي فكانت تعرفني وأبوها وعمها خدام لنا وهي من أهل الرياض قالت: «ماذا تريد؟» فقلت: «أنا جيت أدور رجلك لأقتله» قالت: «أما زوجي فلا ودي تقتله وأما ابن رشيد فودي تقتله! ولكن كيف تقدر على زوجي؟ زوجي محصن في القصر ومعه 80 رجال ويمكن لو اطلع عليك اخاف ما تقدرون تنجوا بأرواحكم وتخرجوا من البلاد» «تكلمت عليها وسألتها عن وقت خروج زوجها من الحصن قالت: إنه ما يخرج إلا بعد ارتفاع الشمس بثلاثة أرماح «وأخذناها وصكينا عليها مع الخدم، ثم أحدثنا فتحة بيننا وبين الدار التي فيها أخي محمد ودخلوا علينا «وكان الليل عندئذ الساعة التاسعة والنصف والفجر يطلع على 11، فلما اجتمعنا في المحل استقرينا وأكلنا من تمر معنا ونمنا قليلاً ثم صلينا الصبح وجلسنا نفكر ماذا نعمل؟..
«قمنا وسألنا الحريم: من الذي يفتح الباب للأمير إذا جاء؟ قالوا فلانة فعرفنا طولها فلبسنا رجلاً منا لباس الحرمة التي تفتح الباب وقلنا له استقم عند الباب فإذا دق عجلان افتح له ليدخل علينا رتبنا هذا وصعدنا إلى فوق غرفة فيها فتحة تشوف باب القصر وبعد طلوع الشمس فتحوا باب القلعة وخرج الخدم على العادة إلى أهلهم لأنهم كما ذكر ما أصبحوا حذرين من يوم سطوتنا الأولى ثم فتح باب القلعة وأخرجوا خيلاً لهم وربطوها في مكان واسع. «لما رأينا باب القلعة مفتوحاً نزلنا لأجل ان نركض للقلعة وندخل القصر بعد فتح الباب، «بنزولنا خرج الأمير ومعه قدر 10 رجاجيل قاصداً بيته الذي نحن فيه وبعد خروجه اقفل البواب بابه وراح لأسفل القصر وترك الفتحة.
نحن عند نزولنا أبقينا أربعة باواردية قلنا إذا رأيتمونا أطلقوا النار على الذين عند باب القصر فلما ركضنا كان عجلان واقفاً عند الخيل فالتفت إلينا مع رفاقه ولكن هؤلاء الرفاق ما ثبتوا بل هربوا للقصر وحينما وصلنا إليه كان الجميع دخلوا ما عدا الأمير عجلان هو وحده أما أنا فلم يكن معي غير بندقي وهو معه سيفه رد لي السيف وهو يومئ لي بالسيف ووجه السيف ما هو طيب غطيت وجهي وهجمت بالبندق فثارت وسمعت طيحة السيف في الأرض يظهر ان البندق أصابت عجلان ولكنها لم تقض عليه فدخل من الفتحة ولكني مسكت رجله فمسك بيديه من داخل ورجلاه بيدي أما جماعته فقاموا يرموننا بالنار ويضربوننا بالحصى وضربني عجلان برجله على شاكلتي «خاصرتي» ضربة قوية أنا يظهر غشيت من الضربة فأطلقت رجليه فدخل، بغيت أدخل فأبى علي خوياي ثم دخل عبدالله بن جلوي والنار تنصب عليه ثم دخل العشرة الآخرون فتحنا الباب على مصراعيه وجماعتنا ركضوا لامدادنا وكنا أربعين والجماعة الذين أمامنا «80» ذبحنا نصفهم ثم سقط من الجدار أربعة وتكسروا، والباقون حاصروا في مربعة ثم أمناهم فنزلوا، وأما عجلان فذبحه ابن جلوي. ثم جاءنا أهل الرياض فأمناهم وسكنا يومنا وليلتنا ثم شرعنا في بناء السور، «أركبنا ناصر بن سعود بالبشارة لمبارك ووالدي» انتهى. ومن ذلك اليوم الذي شهد فتح الرياض أشرقت شمس الأمن والأمان والخير والرخاء على رياض القلوب.
|