عزيزتي الجزيرة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تعتبر المخالفات المرورية وسيلة من وسائل الردع والزجر ولا تسجل إلا بحق المخالف للأنظمة والقوانين والمستحق لها وفي نفس الوقت هي مصدر من مصادر أمن المواطن وراحة باله والمحافظة على سلامته فعلى سبيل المثال أنها تسجل بحق قاطع الإشارة الذي يعرض حياته وحياة الآخرين للخطر، وكذلك بحق المتهورين في السرعة... الخ؟ أما كون أن المخالفة المرورية تخرج عن الطور التي وضعت له فهذا أمر غير مقبول ويثير القلق والخوف.
وللأسف أنه لوحظ أن هناك مخالفات مرورية أصبحت تستخدم في غير ما وضعت له وأصبحت مصدر إزعاج للمواطن وبلاء وتطارده بدون وجه حق... فهذا من سكان الخرمة وتسجل عليه مخالفة مرورية في الرياض وآخر زيارة قام بها إلى الرياض قبل خمسة عشر عاماً وتاريخ المخالفة قبل ثلاثة أسابيع، وهذا من سكان القصيم وتسجل عليه مخالفة مرورية في الشرقية وهو في عمله في البدائع... ألا يعتبر هذا الأمر فيه إجحاف بحق الآخرين وظلمهم والنيل منهم بدون وجه حق..؟ وربما يصاب الانسان بالدهشة والغرابة عندما يقرأ مثل ذلك الخبر الذي ورد في جريدة الجزيرة الصادر يوم الأربعاء الموافق 10/8/1423هـ «مخالفة مرورية على خادمة فلبينية بالطائف» والأغرب من ذلك نوع المخالفة «سرعة» لدرجة أن الذي أورد الخبر ذكر أن هذه الخادمة تعمل في الطائف ولم يسبق لها السفر إلى الرياض... فرضنا أنها موجودة في الرياض «هل يوجد لدينا نساء يقمن بقيادة السيارة؟» بالله عليكم ماذا تفسرون هذا وإلى أي مدى يصل التخيل والإدراك بهذا الأمر ألا يوحي بأن هناك أمراً يدعو إلى الشك والريبة، ألا يدل هذا التصرف الأرعن بأن هناك خللاً وخطأ...؟ طبعاً من وجهة نظري لا يوجد تفسير لهذه الأخطاء إلا أما أن الذي يقومون بتسجيل رقم البطاقة الشخصية أو رقم الإقامة للمخالف بالخطأ وتظهر المخالفة باسم شخص ثانٍ، أو أنه يشك في أمانة ونزاهة بعض من هؤلاء الذين يوجد لديهم أبواك مخالفات وكل من أراد شخصاً لغرض في نفسه سجل عليه مخالفة، أم أنه بعدما تسجل المخالفة تدخل الواسطة على الذي سجل المخالفة ففي هذه اللحظة ليس بمقدوره إلغاءها ولا سبيل له في ذلك إنما يقوم بتغيير رقم من أرقام البطاقة الشخصية على نفس المخالفة التي تمت باسمه المخالفة ففي هذه اللحظة تنتقل باسم شخص آخر ليس له ذنب.. والملاحظ على المخالفات المرورية أنه لا يوجد بها اسم المسجل ولا رتبته فالأمر ليس بهذه السهولة ولا بهذه البساطة وأنه مجرد مخالفة تسجل بالخطأ وانتهى الكلام.. فلابد أن نمعن النظر ونتعمق ونتخطى إلى ما هو أكبر من ذلك لأن هذه المخالفات المرورية تتعلق بجهات أمنية وتعتبر هذه الجهات هي مصدر أمن المواطن بعد الله وهي التي تقوم على حمايته وإن هنالك ثقة متبادلة بين هذه الجهات وبين المواطن فإذا اهتزت واضطربت ثقة المواطن بهذه الجهات فهذه مصيبة عظيمة والعوائق وخيمة..
لذا لابد من دراسة وضع هذه المخالفات دراسة كافية شافية وبأسرع وقت ممكن ووضع نظام وآلية تحمي كل الطرفين رجل الأمن والمواطن التي أصبحت لعبة هذه المخالفات والأولى أن تكون مصدر طمأنينة لا مصدر إزعاج لأن المخالفة وسيلة من الوسائل التي تحمي المواطن.
لذا نرجو من المسؤولين المعنيين بهذا الأمر أن يوضحوا هذا اللبس ويكشفوا هذا الغموض ويعالجوا هذا الخلل ويبادروا بالرد الرسمي عبر الصحف لكي تطمئن القلوب وتظهر الحقيقة وتنزرع الثقة.
هذا والسلام عليكم... والله من وراء القصد..
فهد الجهني - ريدة
|