|
أبلغ ما تكون الكلمات حين تختلط بالدموع فقد يعجز الحديث عنها أحياناً وقد يثقل على الأوراق حملها بل وقد يعجز اللسان عن اخراجها والنطق بها فتكون الدموع هي المعبر عن ذلك.
نعم فاضت عيونهن واجتمعن في دار المسنين يتحدثن ويتذاكرن ويقضين جزءاً من يومهن مرة يلمن الأبناء ومرة يلمن الزمن وغربته وقسوته.. إن منظرهن مؤلم بحق.. ألهذه الدرجة وصل بنا العقوق ونحن في مجتمع اسلامي يحثنا على احترام الكبير والعطف على الصغير.. ألهذه الدرجة هانت علينا هذه الشمعة المتوقدة.. أنسينا ما فعلت من أجلنا.. لقد آلمنى ما قرأت وأحزنني ما شاهدت ولكن هكذا الحياة.. لا تصفو لأحد فعند معايشة الأحزان تختفي أهازيج النفس وتتعمق روح المعاناة لتختلق نوعاً من الآلام تجمعها الآهات والأنات لتتدفق أنهاراً من بكاء.. وهذا فعلاً ما حدث عندما قرأت تلك المقالات والتحقيقات عن أولئك النسوة واللائي عشن في دار المسنين مع أن لديهن أولاداً فهم أحق برعاية أماتهم ولكن ماذا نقول.. إنني بعد ذلك وبعد قراءتي لتلك التحقيقات تذكرت قول أمية بن أبي الصلت يعاتب ابنه عندما أبدى له عقوقاً... قائلاً:
|
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |