جَلَّ المصاب فعمّ الحزنُ بالدلم
وكان ما لم يكنْ من حُرقة الألمِ
على الفقيد الذي كُلٌّ بسيرته
يَشدو.. وآثارُه في النشءِ كالقِممِ
على الفقيد الذي باتت فضائلُه
عند الجميع تُرى كالبدر في العُتَمِ
الجاسرُ الفاضل المعروفُ مبدؤُه
نهجُ الصراحة غَيرَ الحق لم يَرُمِ
الجاسرُ الفاضلُ الأوفَى لموطنه
حبَّاً وتضحيةً في الصالح العَمِمِ
أمضى الحياةَ بأُولاها مثابرةً
نحو العلا طلباً.. في منتهى النَّهَمِ
حتى تخرج من أعلى مراحلها
أستاذَ علمٍ.. بشرع اللّه كالعلمِ
فكان في البدء أُستاذاً بِبَلجُرشي
ومنهُ نقلاً إلى التعليم بالدلمِ
عضواً بمعهدها العلميِّ معتبراً
رمزَ العطاء مناراً عاليَ الهِممِ
حتى اعتلى المنصب الأعلى بمعهدها
مستكملاً رحلةَ التعليم والقلمِ
وبالإدارة أيضاً كان فَارسَها
حزماً وتربيةً في حكمةِ الفَهِمِ
فكان في النشء ما قد كان من رَشَدٍ
وكان في النشء ما قد كان من قيمِ
نعم المربي لذلك النشءِ دَيدَنهُ
غرسُ العقيدةِ تحصيناً بلا سَأمِ
في الخالدين تُرى عند الإله غداً
في مقعد الصدق والإجلال والكرم
تلقى ثوابَك أضعافاً مضاعفةً
عند الكريم.. بدار الخلد والنعمِ
هذا هو الأملُ المرجوُّ نَلهجُهُ
من كل قلب محبٍ صادقٍ وَفَمِ
يارب حقق له ما كان يأمُلهُ
من بحر جودك بالغفران والرُّحَمِ
ثم الصلاةُ على الهادي لأمته
خير الورى أحمدٍ ما خُطَّ بالقَلمِ