Friday 25th October,200210984العددالجمعة 19 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ماذا يجب على العراق عمله لتجنب الضربة الأمريكية؟ ماذا يجب على العراق عمله لتجنب الضربة الأمريكية؟
مصطفى الشريف

من الملاحظ أن الولايات المتحدة بدأت تلعب على الساحة العالمية بالوجه المكشوف أي بخلع القناع وذلك في تعاملها مع قضية العراق، فلا قرارات دولية تعترف بها ولا إجراءات قانونية تسير عليها وذلك كله في سبيل هدف واحد ومحدد هو ضرب العراق بأي طريقة وبكل الوسائل المتاحة. فالولايات المتحدة لم تصبر على موافقة العراق مع الأمم المتحدة بعودة المفتشين إليها وسارعت على لسان وزير خارجيتها كولن باول برفض عودة المفتشين رغم أنه صدر بها قرار من مجلس الأمن بذلك. وهي بالأمس القريب كانت تطالب العراق والأمم المتحدة بعودة المفتشين الدوليين للتفتيش عن الأسلحة النووية والبيولوجية ولكن حين وافق العراق رفضت الولايات المتحدة العودة إلا بشروط جديدة قد تكون شروطا تعجيزية لا يقبلها العراق وهنا تكون المواجهة.
ولكن ماذا يجب على العراق فعله لتجنب الضربة المؤكدة؟
في رأيي الشخصي يجب على العراق أن يسير في ثلاثة اتجاهات متوازنة لتفادي الضربة المؤكدة:
أولها عربياً: على العراق أن يقدم حسن النوايا تجاه أشقائه العرب وليس بالكلام ولكن بالعمل الفعلي على تحسين العلاقات وخاصة في اتجاه الكويت من تقديم أسماء المفقودين الكويتيين والعمل السريع على إنهاء هذه المشكلة القائمة بينهما وكذلك التعهد بعدم التعرض للكويت مرة أخرى وحتى لو أصدر عن طريق مجلس الشعب العراقي قراراً بالاعتراف بالكويت والتعهد بعدم التعرض لها مرة أخرى وكذلك يدعم العلاقات مع المملكة العربية السعودية بمحاولة فتع الحدود وإقامة علاقات طبيعية حتى تطمئن الدول العربية للعراق وتفوت على الولايات المتحدة حجة أن العراق يسيء إلى جيرانه.
وثانياً: محاولة تصحيح الأوضاع داخل العراق من حيث النظام السياسي بالسماح بتشكيل أحزاب سياسية ذات شفافية تقوم بالإصلاح السياسي للبلاد ولا مانع من أن تقوم بغداد بالبدء للترشيح لانتخابات رئاسية يعلن فيها صدام حسين عن عدم ترشيح نفسه على أن يتم ذلك على وجه السرعة وبذلك أيضاً يفوت على الولايات المتحدة المتحضرة للضربة فرصة أن العراق يستعبد شعبه ويسقط حجة من حجج الولايات المتحدة لضربه.
أما ثالثاً: فهي علاقة العراق مع الأمم المتحدة وإن بدت بمرونة كبيرة هذه الأيام على أن عليه أن يعلم جيداً أنه في حالة صدور قرار جديد بعودة المفتشين وبالشروط التي تريدها الولايات المتحدة وبريطانيا وفي حالة موافقة الأعضاء الدائمين وهي قريبة لذلك لأن فرنسا وروسيا والصين لن تقف في وجه الولايات المتحدة بخصوص العراق أقول في حالة صدور القرار فعلى العراق الانصياع التام له لتفادي الضربة ونزع فتيل الحرب المدبرة لها وللمنطقة كلها وبذلك تفوت الفرصة الأخيرة أو الورقة الأخيرة التي بيد أمريكا والبعد كل البعد عن المهاترات والخطب السياسية «وأم المعارك» التي لا تنفع ولا تذر مع تحكيم العقل والمنطق حتى لا تقع الكارثة.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved