editorial picture

الصمت الأمريكي

نبه الأمير سعود الفيصل بطريقة مباشرة الولايات المتحدة إلى أن صمتها تجاه الحملة العسكرية ضد الفلسطينيين يسمم الموقف العربي تجاهها، مشيراً في هذا الصدد إلى ما يردده رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون من أنه يحظى بالتأييد الكامل من قبل واشنطن لشن هجمات على الفلسطينيين.
وفي الحقيقة فإن هذه الهجمات تسير في اتجاه تصاعدي مستفيدة من ذلك الصمت، فهناك في الآونة الأخيرة ثلاث مذابح كبرى ارتكبتها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، وقبل يومين هدمت إسرائيل أربعة منازل على رؤوس سكانها، وبينهم النساء والأطفال في منطقة رفح.. هذا فضلاً عن الاعتداءات المتواصلة التي أصبحت ضمن «الواجبات» اليومية لقوات شارون.
ولأن الولايات المتحدة تبدو غارقة حتى أذنيها في كل ما يتصل بخططها تجاه العراق وخصوصاً ما يتصل بالهجوم العسكري، فإنها تسعى إلى حصر كامل جهودها في هذا الجانب غير أنها وهي تفعل ذلك، فقد أطلقت يد إسرائيل لتفعل ما يحلو لها بالفلسطينيين تحت عنوان بارز هو التنكيل بهم، وخصوصاً أن إسرائيل وحدها مع بريطانيا تؤيدان هجوماً عسكرياً ضد العراق، ما يعني أن واشنطن لن تغامر بخسارة حليف نادر في أمر يعارضه كل العالم..
التجاهل الأمريكي لهذه الجرائم الإسرائيلية يعني أن واشنطن لا تهتم كثيراً بتسوية عادلة في المنطقة، كما أن ذلك يخلُّ بصورتها كوسيط في الصراع العربي/ الإسرائيلي، ولا بدَّ أن تتأثر العلاقات العربية/ الأمريكية بفعل هذا الانحياز الأعمى لإسرائيل..
ويفيد كثيراً أن تنتبه واشنطن إلى الخسائر الفادحة الناجمة عن تجاهلها لمواقف ومشاعر العرب وهم يرون كيف تقتل إسرائيل أشقاءهم يومياً في الضفة وغزة دون أن تسعى هي لكفِّ أيدي إسرائيل عن هذه الجرائم..
ويبدو أن هذه الحالة ستستمر مكافأة لإسرائيل على استعدادها وحماسها للاشتراك في ضرب العراق، فإسرائيل تردد أن واشنطن تؤيدها فيما تفعل غير أن الولايات المتحدة لا تكلف نفسها حتى عناء الرد على تصريحات إسرائيل بهذا الصدد، ما يعني أنها تقرُّ ذلك.


jazirah logo