* الجزيرة حائل:
إليكم هذا الحوار المختلف والشيق مع رجل المليون دولار الذي فاز في مسابقة «سعودي كول» الأستاذ عبدالرحمن بن ناصر براك الرشيدي أحد رجال الأعمال حالياً بحائل، الذي فاجأنا أنه هو المحاور ونحن الضيوف لقدرته وجرأته وتميز آرائه معللاً ذلك بقوله لقد (عركتني الحياة)!!
فهيا نغوص في أعماق (رجل الحظ) ونتعرف على أدق أسرار اللحظة المثيرة التي قلبت كيان الرجل وغيرت حياته وكيف كانت ليلة استلام (المليون دولار) وما هو أول مبلغ صرفه وكيف استثمره وغيرها من الأسئلة التي لابد أن تبرز في هذا الموقف الفريد والمفاجئ!! فإلى الحوار:
* لن نسألك كيف تلقيت خبر الجائزة (مليون دولار) فقد أوضحته في اللقاء الماضي، ولكن كيف كانت لحظات الإثارة واللقاء الأول مع الملايين فنحن متشوقون لسماع تفاصيلها؟
- كانت ليلة.. ولا كل الليالي.. عندما تم استضافتي في (الفيصلية) في عاصمتنا الحبيبة.. كان المكان والناس من حولي أشبه بقصة حلم جميلة.. كان كل من يقابلني.. يبتسم في وجهي ونظراته تهنئ وتبارك وأنا.. (كالغواص في بحر.. لا أدري أين اتجاهي).
ولكي لا أطيل فقد حضرت للرياض بعد رحلة سفر من عروس الشمال (حائل) حاملاً كل أحلامي وآمالي في يدي، ومنتظراً لحظة الصفر الكبرى فتم استقبالي وكذلك الفائزين الآخرين وبقيت في الفيصلية أسبوعاً (الله يا هي... فيصلية بحق وحقيقة لمسيرة حياتي). ثم سكت برهة وتنهد بقوة وقال: بماذا أصف تلك الليلة التي سبقت استلام الجائزة فعلى الرغم من بقائي أكثر الليل ساهراً إلا أنني وجدت نفسي لا إرادياً ومع أذان الفجر انطلق سريعاً إلى المسجد لأداء صلاة الفجر وكأن هناك من يوقظني أن هيَّا إلى الصلاة هيا إلى الفلاح وشكر الإله على ما أنعم به.
فصليت إنه خالق الكون الذي كنت دائماً أحس أن فرجه قريب مهما تزايدت علي المشاكل وهذه دعوة لكل من يريد أن يعتبر كونوا مع الله يكن معكم واثقين مؤمنين بقدرته جل وعلا على فك الكربة يفتح لكم من رحمته أبواباً ليست على البال.
وقال عوداً إلى تفاصيل اليوم المثير فقد هاتفوا كل الفائزين وحضرت معهم لمقر الاحتفال وقام الشيخ صلاح البلوي بتسليمي شيكاً بمقدار مليون دولار ثم ذهبت للبنك حيث أودعت المبلغ في حسابي.. عندها شعرت أن العمر بدأ من جديد!
* وما هو أول مبلغ صرفته فوراً؟
- أول مبلغ كان مبلغ مائة وعشرين ألف ريال قيمة سيارة كنت اشتريتها من أحد الأصدقاء ممن يملكون معرض سيارات كان قد أهداني السيارة فور علمه بفوزي بالمسابقة احتفالاً بابتسام الحظ لي وأنا أشكره كثيراً فكان أول مبلغ أصرفه له مقابل قيمة السيارة.
* بصراحة ما هي مفاتيح الفوز وأسراره لكي يعرف الجميع الطريق؟!
- الأمر سهل جداً ولكنه للأسف ممتنع على الكثيرين هي أولاً: حسن الظن بالله ثم رضا الوالدين وثالث أمر وهو هام ويتعلق بالحرص على مساعدة الضعفاء والمحتاجين بصدق لوجه الله وهذه ولله الحمد هي التي منحتني بعد توفيق الله الجائزة.
* وكيف وما القصة؟
- لقد كنت قبل الجائزة وإعلانها بأيام قلائل على موعد مع موقفين إنسانيين لحالتين صادفتهما في طريقي الأولى وهي عندما كنت أعمل ليلاً بعد منتصف الليل على إحدى الطرق المؤدية إلى حائل حسب عملي السابق (عسكري) فلاحظت سيارة تسير ببطء على يمين الطريق وكأن صاحبها قد غلبه النعاس أو به مرض فأوقفته وسألته عن سر سيره بهذه الطريقة وعلى أكتاف الطريق فقال والله قد انتهى (وقود السيارة) ونسير بالبركة وخائف أتوقف بأي لحظة ونقودي انتهت فأنا جئت من مصر وذاهب إلى الرياض ولا أملك إلا سلسال ذهبي لابنتي ثمنه (150) ريالاً وأحاول أن أصل إلى مدينة حائل وأنام بها ثم أمضي إلى السوق لأبيع السلسال وأشتري به فطوراً لأولادي ووقوداً لسيارتي فما كان مني إلا أن فتشت عما في جيبي ولم أجد إلا مائة ريال هي كل ما أملك فقلت الحمد لله هي رزقك الذي رزقك الله به فخذها وواصل طريقك لعل الله يكتب لك السلامة فرفض وأصر على معرفة عنواني فاعتذرت منه وقلت الموضوع لا يستحق أن تعرف عنواني وتردها لي فانطلق ومعه أبناؤه وهم فرحون ودعواتهم مازالت في أذني يتردد صداها لأنها من قلوبهم.
والموقف الثاني كان مع امرأة كبيرة بالسن كان معها طفل صغير وكان مريضاً جداً وقد خرجت من المستوصف تبكي وتقول لا أدري ماذا أفعل فأنا لا أملك قيمة مصاريف علاج هذا الطفل المريض وليس لي أحد يساعدني ولا أجد من يوصلني لمستشفى حكومي لأعالجه فيه وحرارته عالية فقلت لها أدخليه على الدكتور فقالت ليس معي قيمة مصاريف العلاج قلت لا عليك فباب رحمة ربك واسع وأدخلت الطفل وتم علاجه وتنويمه ودفعت مصاريفه ومضيت فما كان من (العجوز) إلا أن استوقفتني وقالت دعوة مباركة وهي تبكي فأبكتني معها..
ولم يمض ثلاثة أيام على دعوتها حتى جاءني الخبر السار بفوزي بجائزة المليون دولار ولله الحمد.
* وكيف كانت حياتك العملية قبل الجائزة وبعدها؟
- ولله الحمد (عبدالرحمن) لم يتغير قبل الجائزة أو بعدها وبهذه المناسبة أود أن أشكر في هذا المقام رجالاً كرماء أحاطوني بوقفات كريمة وهم سعادة وكيل إمارة منطقة حائل الأستاذ سعد بن حمود البقمي فهذا الرجل لا أستطيع أن أفيه الشكر وكذلك سعادة مدير شرطة منطقة حائل اللواء عبدالله بن صالح السهيل والعميد صالح السلامة نائب مدير شرطة منطقة حائل كما أشكر العقيد بشير محمد العنزي والمقدم أحمد السعيد وكل النبلاء الذين كانوا رجالاً بمعنى الكلمة..
وحقيقة إنني طيلة عملي كرجل أمن من خلال اثنين وعشرين عاماً لم أجد إلا كل طيب ومعاملة حسنة لا زال لها في القلب وقع خاص جداً.
* وبعد طلبك المبكر للتقاعد بعد الفوز بالجائزة ماذا تقول؟!
- أقول إنني ولله الحمد تشرفت بخدمة وطني طيلة اثنين وعشرين عاماً وأتشرف برفع أسمى آيات الشكر والتقدير لسمو سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ولصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وأقول لهم رغم تقاعدي فأنا لا زلت جندياً وفياً مخلصاً لهذا الوطن ومستعداً لخدمته بكل ما أملك.
* لنعود لعالم الملايين كيف استثمرت مبالغ الجائزة؟
- حقيقة مبالغ الجائزة التي حزت عليها سأستثمرها في أرض الحرس الوطني التي منحها سمو سيدي ولي العهد الأمين للهيئة العليا لتطوير حائل والتي تزامنت مع حصولي على الجائزة وقد أعجبني كلام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل حينما أكد أن الأهم هو استثمار عوائد أرض الحرس الوطني بمشاريع استثمارية مستمرة تكون رافداً لمستقبل التنمية بمنطقة حائل ولهذا حاولت أن أستثمر مبالغ الجائزة بمشاريع تكون أساساً صلباً أقف عليه في حياتي المستقبلية الجديدة.
* وما هو السر الذي يجهله عنك كل من حولك؟
- السر أن حسابي حالياً يقترب من الصفر وأقصد به حسابي الجاري لأنني استثمرت كل ما أملك وجعلته في مشاريع مختلفة وأكثر ما يحرجني هو عدم تصديق البعض لكلامي هذا رغم أن هذا هو التصرف الصحيح وإلا سأجد نفسي خلال أشهر صرفت كل ما لدي وعدت إلى حياتي السابقة.
* ماذا تقول لأهالي حائل وما هو مشروعك القادم؟
- أقول انتظروا جوائز رجل المليون دولار قريباً بعد أن ينتهي العمل في الشقق السكنية الفاخرة التي أقوم بإنشائها حيث ستكون مختلفة ومميزة وسأمنح المستأجرين حوافز تشجيعية لينعموا بالسكن المريح والسعيد بإذن الله .
* وفي الختام ما هي كلمتك الأخيرة أشكر جريدة (الجزيرة) على هذا التميز وأهنئهم بالنقلات التطويرية الرائعة التي تشهدها.
وأشكر كل من اهتم وسأل وهنأ (عبدالرحمن) بالجائزة وأتمنى للجميع التوفيق والسداد وأذكرهم أن من كان واثقاً برزق الله له سوف يفتح له الله أبواب الرزق من حيث لا يحتسب.
|