الدجالون والدجالات الأحياء منهم والأموات كان لهم في الماضي ولا يزالون في الحاضر كان لهم أثر سيئ على عقائد كثير من الناس مما أضعف التوحيد في النفوس، وجعلها تتعلق بغير الله جل وعلا!!
ومن نتاج أولئك الدجالين وأولئك الدجالات قراءة الفنجان، وقراءة الكف وهما ادعاء علم الغيب، والغيب لا يعلمه إلا الله القائل {وّعٌندّهٍ مّفّاتٌحٍ الغّيًبٌ لا يّعًلّمٍهّا إلاَّ هٍوّ} وهؤلاء بلسان حالهم ومقالهم يكذبون كلام الله فيقولون للناس ( بل نحن نعلم الغيب)، فيأتي أحدهم الى الرجل أو المرأة من باب يحبه كثير من الأنفس وهو الإعلام عن المغيبات فيخبره بأمور يرى أنها ستقع في المستقبل لهذا الذي قرىء كفه أو قرئ له الفنجان، وقارىء الفنجان وقارئته لم يكن لهما هذا القبول إلا في ظل الجهل بحقيقتهما والجهل بخطورة تصديقهما وذلك ناتج عن الأمية الدينية وهي أمية أرى أنها أشد من الأمية المعروفة لدى الناس!!!، لأن الأمية الدينية هي التي هيأت المناخ المناسب والأرض الخصبة لتواجد وتكاثر قارئي وقارئات الفنجان وغيرهم من السحرة والمشعوذين في العالم الاسلامي بطوله وعرضه، كما انها ساهمت بصورة مباشرة في خسارتهم للدارين وهذه الأمية الدينية هي التي ساقت الى أولئك الدجالين والدجالات اعداداً ممن لا أقول يقرؤون ويكذبون فحسب بل ممن بلغوا ربما درجات علمية كبيرة، ولكنهم يعانون من الأمية الدينية، والأمية الدينية يا ترى من المسؤول عن محوها؟؟؟!!!، هل هم الأميون أنفسهم؟؟!!، أم حملة العلم الشرعي من المشايخ والدعاة؟؟!!، أم وسائل الاعلام في عالمنا العربي والاسلامي التي ربما تغافلت عن محو هذه الأمية أو حاولت محوها ولكنها كانت وربما ما زالت محاولات لا ترقى الى حجم تلك الأمية!!!!، الواقع أني أرى ان المسؤولية مشتركة بين ذوي الأمية الدينية بعدم حرصهم على محو تلك الأمية التي منها الأمية مما يعلم من الدين بالضرورة، وكذلك حملة العلم الشرعي من المشايخ والدعاة بعدم انتشار بعضهم وإحجامه في زمن التقنية عن مشاركة الناس عبر وسائل الاعلام المقروء منها والمسموع والمرئي وبالذات الفضائي منها خصوصاً فكم هي فرصة عظيمة للداعية المسلم ان يخرج في قناة فضائية ليصل الى أناس تبلغ أعدادهم الملايين لا يمكن ان يصل اليهم بغير هذه الوسيلة الفعَّالة والمؤثرة فيمحو عنهم الأمية الدينية،
أما وسائل الاعلام وأخص المرئي منها والمسموع فقد أغفل كثير منها جوانب التجديد والابداع من اخراج وغيره في البرامج الدينية لسنوات طوال حتى ترسخت في ذهن المستمع والمشاهد الرتابة المملة للبرامج الدينية وجمودها، كما أغفلت بعض تلك الوسائل أهمية التوقيت المناسب لعرض البرامج الدينية فتجد مثلاً منها ما يعرض البرنامج الديني والناس تؤدي الصلاة في المساجد أو والناس في مدارسهم وأعمالهم!!!!.
الواقع لن أوفي هذا الموضوع حقه ولكنها إلماحة عابرة لا يمكن ان تغطي الموضوع من شتى جوانبه!!!!.
|