* الجزيرة خاص:
أشاد الدكتور عبدالرحمن بن عمر الماحي رئيس جامعة الملك فيصل في تشاد بعطاءات المملكة العربية السعودية وخدمتها لقضايا المسلمين بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في بلاد مهبط الوحي، ومسرى النبي محمد عليه الصلاة والسلام .
جاء ذلك في حديث أدلى به الدكتور الماحي ل«الجزيرة» بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك.. مستعرضاً بعضاً من الأعمال الجليلة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، وفي مقدمتها الإنفاق المتواصل على الحرمين الشريفين، وتهيئتهما للمعتمرين والزائرين، سيما في شهر رمضان المبارك، الذي يشهد توافداً كثيراً، وإقبالاً لافتاً من قبل أبناء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ملتمسين رضا الله سبحانه وتعالي، ولنيل ثوابه العظيم، وأجره الجزيل، الذي يتضاعف في شهر الصوم.
وفي هذا الصدد أبرز الدكتور الماحي مشروعات تفطير الصائمين التي تنفذها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وإيفاد الأئمة والخطباء لإمامة المسلمين في المساجد في كثير من بلدان الأقليات.. وكذا في بعض الدول الإسلامية، مشددا على أن هذه الأعمال، وخاصة التي تنفذ في الخارج، تسهم بشكل كبير في مساعدة الأقليات المسلمة، وزيادة تواصلهم مع بلاد الحرمين الشريفين، من خلال الأئمة والخطباء والعلماء الموفدين معهم، مما يحقق الهدف الأسمى، وهو زيادة التوعية الدينية للمسلمين في الخارج، وتقوية ارتباطهم بدينهم، من خلال المحاضرات الدينية، والكلمات الوعظية، التي تنفذ ضمن برنامج الإيفاد.
وأشار رئيس جامعة الملك فيصل بتشاد إلى المشروعات التي قام بها الملك فهد بن عبدالعزيز وفي مقدمتها توسعة وعمارة الحرمين الشريفين، ودعمه ورعايته لبرامج النقل المباشر لوقائع الحج والعمرة وصلاة التراويح والتهجد في شهر رمضان المبارك، وقال: لقد أثر ذلك تأثيراً إيجابياً في نفوس المسلمين في العالم للمشاركة في أعظم مواسم وأطهر أماكن على وجه الأرض بكل بهجة وسرور واطمئنان.
وأكد الدكتور عبدالرحمن الماحي أن الأعمال الجليلة المتواصلة لقادة المملكة العربية السعودية أكسبت المملكة حب الشعوب وود الحكومات، وأعطت نموذجاً علمياً للحياة القائمة على التعارف والتآلف والتعاون على البر والتقوى، وقدوة لمن يريد الالتزام بتعاليم الإسلام من الدول حيث الاختلاف والعجز الفكري الذي شهدته بعض البلدان، وأن المنهج الذي اتخذه للمملكة من أجل خدمة الإسلام ونصرة المسلمين في عصر العلل والملل والتجمعات السياسية والتكتلات الاقتصادية والعسكرية جعل المملكة تتميز عن سائر البلدان رغم كيد الكائدين وحسن الحاسدين وحقد الحاقدين وجحد الجاحدين وإعراض الجاهلين.
وأضاف الماحي أن المسلمين في أنحاء المعمورة ينظرون لجهود وإنجازات المملكة بقيادة خادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز بعين التعظيم والتبجيل عرفاناً منهم بهذه الأعمال المباركة التي تتمثل في أمور كثيرة، منها دعم ورعاية تلاوة وحفظ القرآن الكريم، ودعم ورعاية المسابقات الدولية لحفظ القرآن الكريم، ودعم وعمارة المساجد، وإنشاء المراكز الإسلامية ودعم رسالتها الدعوية، ودعم وإنشاء المؤسسات التعليمية، ودعم الرعاية الصحية والاجتماعية، وكفالة الدعاة والمعلمين، ودعم برامج التأهيل المهني، ودعم البرامج الموسمية كإفطار الصائمين والمهتدين الجدد، ودعم الإغاثة العاجلة، ودعم إقامة الملتقيات والندوات العلمية، واستضافة ضيوف الرحمن في موسم الحج والعمرة، ودعم تزويج المعوزين من شباب المسلمين، ودعم المنح التنموية للدول والشعوب، ودعم وتوفير الأمن والعزة والنهضة الحضارية الحديثة، ودعم القضايا العربية والإسلامية والعالمية بما يحقق الأمن والسلام والوئام والرخاء في بلاد الدنيا بأسرها.
وشدد رئيس جامعة الملك فيصل بتشاد على أن جهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين في خدمة الإسلام ونصرة المسلمين لا ينكرها إلا حاسد أو جاحد أو حاقد أو ظلوم كفار، وقال: لو لم يفعل خلال عشرين عاماً إلا توسعة الحرمين الشريفين ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، وتحقيق النماء والرخاء والأمن لكفاه فخراً وعطاء وذكراً عطراً وعملاً صالحاً ومثوبة عند الله تعالى، ولكفى المسلمين في العالم شموخاً وعزاً واستفادة وذلك لما لهذه الأعمال الجليلة من رسالة دينية وإنسانية وحضارية خالدة الأمر الذي جعل المملكة في عهده حفظه الله أداة للتأثير، كما ارتفعت بأبنائها إلى مستوى الخيرية التي ذكرها الله في القرآن الكريم، قال تعالى:{كٍنتٍمً خّيًرّ أٍمَّةُ أٍخًرٌجّتً لٌلنَّاسٌ تّأًمٍرٍونّ بٌالًمّعًرٍوفٌ وّتّنًهّوًنّ عّنٌ المٍنكّرٌ وّتٍؤًمٌنٍونّ بٌاللَّهٌ} .
وأوضح الدكتور عبدالرحمن الماحي في سياق حديثه أن هذه الأعمال والمنجزات المباركة تتركز في عدد من المحاور المهمة هي : المحور الشرعي الذي يركز على تنمية المعلومات الشرعية وتطوير مهارات الدارسين الدعوية وتنقية عقيدتهم، والمحور اللغوي الذي يركز على تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وإلى إعداد معلمي اللغة العربية، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لذلك، والمحور التربوي النظري الذي يركز على إعطاء الدارسين معلومات نظرية عن طرائق تدريس العلوم الشرعية واللغة العربية، وتطوير مستواهم في مجال تصميم المناهج والمقررات والاختبارات واختيار المواد التعليمية المناسبة لحاجات الدارسين.
وتناول الدكتور الماحي في حديثه أهم الأهداف والمقاصد التي تحققها هذه الأعمال الجليلة أولها نشر العلم الشرعي بين المسلمين وربطهم بمصادر التشريع وتقوية علاقتهم بعلماء الأمة، ثم العناية بالأقليات المسلمة، والتفاعل الإيجابي مع قضاياهم، والتعرف على أوضاعها واحتياجاتها، والتواصل مع الدعاة والعلماء المسلمين في مختلف البلدان، وتقوية قنوات الاتصال بهم، ووضع أنموذج حي للتعليم الإسلامي الذي ينطلق من المنهج المعتدل في ضوء الكتاب والسنة.
|