Friday 25th October,200210984العددالجمعة 19 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

المرأة في ميدان الدعوة«1- 2» المرأة في ميدان الدعوة«1- 2»
« الجزيرة » تتساءل.. كيف يمكن إعداد الداعيات إلى الله؟!
د. الخضيري: المؤسسات الدعوية يقع عليها العبء الأكبر في إعداد جيل نسوي دعوي

* الجزيرة خاص:
دور المرأة في الدعوة إلى الله مهم وعظيم ويظهر جلياً عند القائمات به في محيط الأسرة والأبناء وفي محيط الجمعيات النسائية والأنشطة الدعوية والثقافية النسائية التي تقام هنا أو هناك، وفي هذا الشأن يؤكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، أن شأن المرأة في الدعوة إلى الله كبير جداً، ويضيف أن الوزارة تولي اهتماماً كبيرا بجانب الدعوة إلى الله في محيط النساء وتحرص على أن يكون للمرأة دور فاعل ومؤثر في الدعوة إلى الله شأنها شأن الرجل، قال تعالى:{وّلًتّكٍن مٌَنكٍمً أٍمَّةِ يّدًعٍونّ إلّى الخّيًرٌ} وهذا الخطاب عام للرجال والنساء.وحرصاً من «الجزيرة» على متابعة هذا الجانب المهم والحيوي في مجال الدعوة إلى الله التقت بعدد من المتخصصين والمهتمين بمجال الدعوة في محيط الرجال والنساء ويبقى السؤال هل استطاعت المرأة أن تسهم بسهم وافر في هذا الميدان؟ وهل هنك ضوابط معينة لعمل المرأة في ميدان الدعوة؟ وكيف يمكن إعداد نماذج من النساء القادرات على العمل في الحقل الدعوي؟ وفي العدد القادم إن شاء الله تعالى سيتم طرح رؤية عدد من الأخوات الداعيات والمتخصصات في مجال الدعوة إلى الله على نفس السؤال؟
دراسة هذا الأمر
في البداية يرى الشيخ صالح بن محمد العليوي مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد ومدير مكتب توعية الجاليات في محافظة المذنب.. يرى أن يتم التنسيق في هذا الجانب مع شؤون تعليم البنات، وبعد ذلك دراسة مستوفاة من قبل مسؤولين لهم عناية واهتمام بهذا الأمر ويشكل لذلك لجنة مستقلة.
المرأة موجودة في مجال الدعوة
ويقول الشيخ عبدالواحد بن حمد المزروع المكلف بإدارة المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمدينة الدمام: لا شك أن ممارسة النساء للدعوة يحتاج إلى ضوابط واهتمام وذلك لخصوصية المرأة وما يجب شرعاً لصيانتها والمحافظة عليها، والمرأة موجودة في مجال الدعوة من خلال مساهمتها بين بنات جنسها في توعيتهن ودفعهن إلى تعليم بعضهن وتعليم عاملاتهن، إضافة إلى جهودهن المباركة في الدعم المادي للمكاتب، غير أن أفضل السبل لمساهمة المرأة أن يكون محرمها من زوج أو أخ أو أب أو غيره ممن يساهم في مجال الدعوة بأن يكون متعاوناً أو موظفاً في المكاتب التعاونية وبهذا يتم التنسيق بكل راحة واطمئنان وبعيدا عن الشبهات، ولا شك أن المكاتب التعاونية تحتاج لداعيات ومعلمات ومشاركات وخير سبيل لذلك هو تعليمهن في الجامعات ولو بدورات متفاوتة المدة وإشعارهن بأهمية الدعوة إلى الله وما يترتب على ذلك من الجزاء الجزيل والثواب العظيم ومن ثم يمكن أن يساهمن في العمل الدعوي.
الدعوة في المدارس والكليات
ويقول المشرف على المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات ببني سعد الشيخ معن سليم السواط: بالنسبة لإعداد نماذج من النساء القادرات على العمل في الحقل الدعوي فأرى أن يكون هناك تنسيق مع تعليم البنات للتنسيق مع مكاتب التوجيه التربوي التابعة لها واختيار مسؤولة في كل مكتب توجيه عن الدعوة ومن قبلها يتم اختيار مدرسات من اللاتي يحملن درجة البكالوريوس في الشريعة ومشهود لهن بالصلاح والاستقامة ليتولين إلقاء الكلمات الوعظية والمحاضرات في الجمعيات النسائية، مثل: المدارس والكليات والجمعيات النسائية، ويعرض ما يقمن به من برامج دعوية على المكتب التعاوني لمنطقتهن، ومنه يتم العرض على الجهة المختصة لأخذ الموافقة عليه، ثم ينفذ البرنامج بعد الموافقة، وفي هذا خير كثير لبناتنا في المدارس والكليات.
فروع نسائية لمكاتب الدعوة
ويقول مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بحي الروضة بمدينة الرياض الشيخ صالح بن عبدالله الدليقان: يمكن إعداد نماذج من النساء القادرات على العمل في الحقل الدعوي من خلال ما يلي:
إقامة دورات مكثفة أو مستمرة لإعداد الداعيات.
تسجيل مثل هذه الدورات بالشريط السمعي أو المرئي «فيديو أو سي دي» للاستفادة ممن لا تستطيع منهن الحضور.
التعاون مع تعليم البنات في مجال تأهيل الداعيات.
التعاون مع الجامعات الإسلامية في مجال تأهيل الداعيات.
فتح فروع نسائية تابعة لمكاتب الدعوة.
حاجتنا إلى الداعيات
ويقول فضيلة الشيخ خالد بن محمد بن يحيى شيخ مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالطائف: العمل الدعوي في الوسط النسائي يعاني من نقص شديد بسبب قلة الداعيات المقتدرات، وعلى الرغم من وجود العديد من الأخوات البارزات في مجال الدعوة إلى الله ولهن جهود مشكورة مذكورة ونفع الله بهن، إلا أننا ما زلنا بحاجة إلى داعيات على قدر كبير من الوعي والفهم والتأصيل الشرعي، ولعلي أذكر لك أهم الأمور التي ينبغي أن تكون لدى الأخوات العاملات في الحقل الدعوي النسائي: أن تكون صاحبة علم شرعي، وأن تكون ذات فهم ووعي ببواطن الأمور، وأن تكون منضبطة ملتزمة بترتيب وإخراج العمل على أحسن وجه، و الخبرة والسن لهما دور أيضاً، وأن تحسن التعامل مع النساء، وتخاطبهن بحسب حالهن وعلى قدر عقولهن، والتمكن من اللغة العربية والإنجليزية.
التأهيل الشرعي والدورات
ويقول مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في محافظة القريات بمنطقة الجوف الشيخ علي بن سالم العبدلي:
التأهيل الشرعي.
فتح المجال لهن في المشاركة عن طريق فتح مراكز خاصة بالنساء.
ويقول مدير مركز الدعوة والإرشاد بمحافظة عنيزة بمنطقة القصيم الشيخ يوسف بن إبراهيم الزين: ولله الحمد يوجد لدينا في البلد بعض الكوادر التي تمارس العمل الدعوي النسوي ولكن لا شك أنهن بحاجة إلى تطوير وزيادة في العدد.
وفي نظري هناك مقترحات لتأهيل كوادر نسائية:
البحث عن الداعيات والراغبات في مجالات الدعوة عن طريق مراكز ومكاتب الدعوة وطلبة العلم.
إقامة دورات تدريبية لهن حول مهارات الدعوة ومتطلباتها.
تعيين الداعيات على وظائف في الوزارة سواء رسمية أو على البند.
دعم الدروس النسائية من قبل الوزارة وتسهيل فسحها وإقامتها.
وينبغي الاستفادة من الدعاة في البحث عن داعيات، فغالباً تكون زوجة الداعية داعية مثله، أو لها رغبة في العمل الدعوي النسائي.
المؤهلات لهذا العمل
يقول فضيلة الشيخ سعد بن مليح آل شاهر الأسمري مدير الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة بيشة: أما عن إعداد نماذج من النساء القادرات على العمل في الحقل الدعوي فتخاطب إدارات التعليم بشؤون البنات لترشيح من ترى أنها مؤهلة لهذا العمل ثم إقامة دورات لهن يقوم عليها طلاب علم معروفون لتعليمهن العلم الشرعي ومن ثم عمل اختبار لهن فمن جاوزت الاختبار وفي تعاملها وظاهرها الالتزام بالشريعة فيتم ترشيحها لهذا العمل.
معاهد دعوية للنساء
ويقول مدير مكتب توعية الجاليات بمحافظة الشماسية د. محمد بن عبدالعزيز اللاحم: إقامة المعاهد الدعوية العالمية الخاصة بين النساء وإقامة الدورات وتفريغ بعض طالبات العلم لهذا الشأن.
تأثير المرأة في المجتمع.
ويختتم هذه الجولة من الآراء الدكتور محمد بن عبدالله الخضيري عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام في القصيم يقول: إن ما نعيشه في واقعنا من تحديات دولية ومؤسسية وفردية، تتسابق جميعها على الرهان والتنافس إزاء صياغة حياة المرأة، وفرض أنماط تغريبية، أو محلية «التجميع» خارجية «القطع والأفكار»، ليعكس مدى تأثير مختلف الوسائل والمنابر الموجهة إلى المرأة المسلمة، والعربية بالذات بدءاً من التفلت من الواجبات، والوقوع في كثير من المحرمات، ومروراً بضعف المراقبة الداخلية، وعدم شعور بالخوف من الله، وانتهاء بالكبائر الفكرية، ومحاولة نقد الأصول والثوابت الشرعية، بل والطعن فيها تارة،
وهذا جزء من المكر الكبار الذي يضطلع به أكابر مجرمي قوى الشرق والغرب منذ أكثر من قرن من الزمان.
وما منافذ الانحلال والانحراف، ومحاولة تكريسها في مجتمعات المسلمين، إلا بتطبيقات أمنية لما كنا نقرأه ونسمعه من بروتوكولات صهيونية، وحلفائهم النصارى الذين أدركوا حجم تأثير المرأة على سير وسلوك المجتمعات، وهذه القضايا المدركة من كل أحد، لا يصح أن تبقى في حدود الشعور بالمؤامرة التي قد تقعد البعض،
وربما تحبطه عن العمل والإنجاز، بل هذا مما يؤكد على جميع رعاة الدعوة، وحملة الهم الدعوي أن يكونوا في غرة الزمن، وعلى نبض الحدث، وعلى مستوى التحدي والمواجهة.
وإن المرأة صلحت أم فسدت هي الأقدر حقيقة على التأثير والتغيير، يقول العلامة عبدالحميد بن باديس رحمه الله :
«إذا علمت رجلاً فقد علمت فرداً، وإذا علمت امرأة فقد علمت أسرة».
جيل نسوي دعوي
فكم هو واجب المؤسسات الدعوية، واللجان الخيرية، وهي تستشعر قول الحق تبارك وتعالى:
{وّلًتّكٍن مٌَنكٍمً أٍمَّةِ يّدًعٍونّ إلّى الخّيًرٌ}، وقوله تعالى:{قٍلً هّذٌهٌ سّبٌيلٌي أّدًعٍو إلّى اللهٌ عّلّى" بّصٌيرّةُ}،
في تهيئة مساحات واسعة، وطاقات كافية لإعداد جيل نسوي يبلغ الرسالة، ويرعى الأمانة، ويحمي الثغور.
وما لم تشعر المرأة المسلمة أن خطاب الشرع موجه إليها مثل الرجل تماماً، ما لم يثبت بالنص تخصيص أحد الجنسين، فإنها لا تزال تعتقد أن الدعوة مربوطة بالرجل، حتى ولو كان ذلك في محيط بيئتها وأسرتها.
وإن واجب الوقت في هذه القضية في نظري يكم
ن في الآتي:
1- إحياء الشعور لدى النساء بأهمية اقتحام المجالات الدعوية دون خجل أو انزواء.
2- الاستعراض مع الانتقاء والتوضيح لنماذج الداعيات، والعالمات، والمحدثات من جيل الصحابة إلى يومنا هذا، والحاجة الماسة إلى عمل مشروع موسوعي لذلك.
3- أن تتبنى جميع المؤسسات الدعوية، وخصوصاً وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بفروعها المختلفة، إقامة الدروس والمحاضرات، والدورات العلمية لتهيئة نماذج دعوية، والاستكتاب الموسع للخطط والبرامج.
4- أن يتميز الخطاب الدعوي الموجه إلى المرأة، فيرتقي إلى توجيه المسلمة نحو الفرص المؤثرة، ويعتمد الواقعية، ومنح الثقة، والإعداد الجيد نفسياً وتربوياً.
ومقدار نجاح الدعوة يكمن في توافر همم الجنسين على التكامل الدعوي في مخاطبة الأمة والمجتمع، والنهوض الإسلامي العلمي السلفي المؤصل، والحضور العلمي الدعوي التربوي للمسلمة الداعية المتسلحة بسلاح العلم الشرعي، والإدراك الواقعي لحاجيات المرحلة، كم ستتقدم به الدعوة خطوات ومراحل وتكفي كثيراً من أعباء التداعيات على الدعوة من جحيم المخالفات الأسرية والاجتماعية.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved