* مكة المكرمة الجزيرة:
امتدح أعضاء لجنة تحكيم مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وترتيله وتفسيره الرابعة والعشرين التي اختتمت أعمالها يوم الأحد الماضي موضحين الفوائد الجمة، والآثار الحميدة للمسابقات القرآنية الدولية التي تنظمها المملكة لناشئة وشباب الأمة الإسلامية، وفي مقدمتها ربطهم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتحصينهم عقيدة وخلقاً تجاه ما يستهدفهم من أعداء الله في عقيدتهم وأخلاقهم الإسلامية.
ووصفوا - في تصريحات لهم المسابقة القرآنية الكبرى التي تعقد سنوياً في رحاب مكة المكرمة، بأنها تجمع إسلامي سنوي عظيم لناشئة وشباب المسلمين، ليتدارسوا كتاب الله الكريم، وليتبادلوا الخبرات في طرق حفظه وتلاوته وتجويده، وبالتالي تحقق الفائدة العظمى للإسلام والمسلمين عامة ولحفظة القرآن الكريم خاصة.
مؤتمر قرآني
فقد وصف الشيخ محمد مكي هداية الله المسابقة بأنها مؤتمر قرآني يجمع بين حفظة القرآن من شتى بقاع العالم من الدول الإسلامية وغيرها حيث تشارك الجمعيات المنظمات الإسلامية التي تعمل في بلاد غير إسلامية بترشيح من تنطبق عليه شروط المسابقة، مشيراً إلى أن المسابقة قد تميزت بميزات عدة من أهمها أنه لم يشارك في هذه المسابقة، وعلى مدى ربع قرن من الزمن تقريباً أي متسابق للمرة الثانية، إذ لا يحق لمن اشترك في هذه المسابقة مرة واحدة أن يشترك مرة أخرى، فاز أم لم يفز، ومع ذلك نلاحظ ارتفاع المستوى، ونرى وجوهاً جديدة في كل عام، وهذه ميزة جعلت المسابقة في قاعدة عريضة من العالم.
وأضاف محمد مكي قائلاً: كما تتميز المسابقة بعمومية وشمولية فروعها الخمسة بدءاً من الفرع الأعلى وهو الفرع الأول حفظ كامل القرآن الكريم مع التلاوة والتجويد والتفسير، ثم تدرجاً بالفروع العليا حتى الفرع الخامس، وهو حفظ خمسة أجزاء من القرآن الكريم مع التجويد، مشيراً إلى أنه يصاحب المسابقة برامج دعوية وثقافية تجعل المتسابق يمضي وقته فيما يعود عليه بالنفع والفائدة، فإما مدارسة للقرآن الكريم أو تعلم لما هو نافع ومفيد في صورة محبيه وعرض شيق، وكذا انعقاد هذه المسابقة في أطهر وأشرف بقعة على وجه الأرض يعطيها مزيداً من المكانة والقوة والريادة.
وأكد الشيخ محمد مكي هداية الله أن هذه المسابقة تسهم في تحصين الشباب من التيارات الإلحادية التي تحيط بهم في هذا العصر من كل مكان فمتى تعلم الشاب، بل متى تعلق المسلمون بهذا الكتاب وحفظوه وتدبروا في معانيه وطبقوه كان فيه نجاتهم وفلاحهم وحمايتهم من كل مكروه وسوء.
وعبر الشيخ محمد مكي عن أمله في أن يستفيد المتسابقون من هذه المسابقة، وهذا التجمع القرآني لحملة كتاب الله وذلك بالارتقاء بمستوى الإتقان والتلاوة، قال الله تعالى:{وّفّوًقّ كٍلٌَ ذٌي عٌلًمُ عّلٌيمِ} ومهما بلغ المتسابق من مستوى عال في الإتقان فإنه لا يزال في أمس الحاجة إلى المزيد، وأن يحرص المتسابقون على تدبر وفهم معاني القرآن الكريم، وأن يؤدي كل حافظ واجبه تجاه الكتاب العزيز نظير ما تحمل وأن يكون الحافظ لكتاب الله عز وجل متميزاً، كما أثر عن السلف الصالح رضوان الله عليهم ، فينبغي أن يعرف بقيامه إذا الناس نائمون وبصيامه إذا الناس مفطرون، وبوقاره، وخشيته.. يترفع عن سفاسف الأمور وينشد المعالي ويكون قدوة صالحة.
ملأت الدنيا
من جانبه قال عضو لجنة التحكيم في المسابقة وعضو لجنة تصحيح المصاحف في باكستان الشيخ أحمد ميان التهانوي: إن المسابقة الدولية التي انطلقت منذ أربع وعشرين سنة لها دور كبير في خدمة الإسلام والمسلمين، ولكن الآن والحمد لله ملأت الدنيا بل كل العالم من حفظة القرآن الكريم وقرائه وهذا أثرها وخدمتها لكتاب الله العزيز، فالشكر لله أولاً ثم لخادم الحرمين الشريفين، ولوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والعاملين عليها لأنهم بذلوا جهوداً كثيرة لنشر كتاب الله وحفظه وتجويده وتفسيره.
واقترح الشيخ أحمد التهانوي توثيق فعاليات المسابقة في شرائط تلفازية وإذاعية وتوزيعها على الإذاعات العربية والإسلامية، وكذا توزيع تسجيلاته الصوتية في أنحاء العالم خاصة في بلاد غير المسلمين، وستستفيد منها المعاهد في الجامعات الإسلامية ومعاهد القرآن الكريم والقراءات وعلومها شريطة أن تشرف عليها الجامعات الإسلامية مثل ماليزيا وباكستان والسودان، ومثل معاهد تحفيظ القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية ترسل القراء والحفاظ في شهر رمضان إلى أنحاء العالم كي يؤموا الناس ويصلوا بهم صلاة التراويح، وسيكون هذا تشجيعاً لهم.
الإفادة من المسابقات
أما فضيلة الدكتور حسن باجودة عضو لجنة تحكيم المسابقة الدولية، فقد أثنى على مستويات المتسابقين هذا العام وقال: إن هنالك بعض النوعيات متميزة في جميع الفروع، وهذه النوعيات رفيعة المستوى، وهي بحمد الله تعالى - من جنس تلك النوعيات الممتازة التي مرت بنا في السنوات السابقة.
وتطرق فضيلته إلى كيفية الاستفادة من هذه المسابقات القرآنية في تربية وتنشئة أبناء الأمة الإسلامية تربية وتنشئة صالحة تخدم دينهم وأمتهم وتحصنهم من مخاطر الغزو الفكري والثقافي الذي يستهدفهم في عقيدتهم وأخلاقهم الإسلامية، معرباً عن اعتقاده أن هؤلاء الأبناء وهم يقرؤون القرآن الكريم ويحفظونه ويلتزمون بآدابه وأحكامه سيكون ذلك بإذن الله سداً منيعاً لهم وسبباً يحفظهم من أية أخطار.
وفي هذا الشأن أكد الدكتور حسن باجودة أن المسؤولية مسؤولية الجميع، فالأسرة مسؤولة، وإمام المسجد وخطيبه مسؤول، والمدرسة مسؤولة، والمجتمع مسؤول والأمة مسؤولة قال عليه الصلاة والسلام: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» فالشباب إذا كانوا اليوم نصف الأمة فهم إن شاء الله كامل مستقبل هذه الأمة وهذه البراعم التي ترتبط بالقرآن الكريم من نعومة أظفارها هي إن شاء الله سوف يأتي على يديها الخير الكثير.
عمل جليل مبارك
في السياق ذاته، حمد عضو لجنة تحكيم المسابقة الماليزي الشيخ روسلان عبدالحليم الحافظ الله على نعمة عظيمة مثل هذه المسابقات القرآنية، واصفاً المسابقة بأنها من الأعمال الخيرية في الإسلام.
وقال: إن الدين الإسلامي يدعو إلى التعاون والتراحم والتكافل بين المسلمين ومن هنا جاءت هذه المسابقات والأعمال الخيرية، ويكفينا في هذا أن نشير إلى الدور الذي تقوم به حكومة المملكة العربية السعودية الرشيدة من أعمال تحث على البر، وإعانة المحتاجين، وكفالة الأيتام، وتعليم أبناء الفقراء، وغيرها من أعمال خيرية التي تعد سمة أساسية من سمات الإنسان المسلم.
الحقيقة الواقعة
ومن جهته، يؤكد الشيخ إبراهيم بن الأخضر علي القيم عضو لجنة تحكيم المسابقة أن انعقاد المسابقة سنوياً في رحاب مكة المكرمة وارتفاع صوت القرآن في كل مكان وكل بقعة في مقر تنظيم المسابقة نوع من إظهار الفرح والسرور، والتحدث بنعمة الله سبحانه وتعالى، كما قال سبحانه وتعالى:{وّأّمَّا بٌنٌعًمّةٌ رّبٌَكّ فّحّدٌَثً} .
وتكلم فضيلته عن المسابقة وأثرها في خدمة كتاب الله وفي تشجيع الناشئة والشباب من أبناء الأمة الإسلامية، قائلاً: لقد أصبحت المسابقة واقعاً تترقبه الأمة الإسلامية في جميع أنحاء الأرض، سواء كانت دولاً أو مؤسسات أو معاهد، مبيناً أن كل هذه الأشواق التي يحملها الناس في قلوبهم لهذه المسابقة جعلت منها حقيقة واقعة لا يتحدث عنها كأنها شيء حديث في تاريخ الأمة يبحث الناس عن مردوده وعن أفعاله وعن حصيلة عمله. هذه المسابقة لها حصيلة عمل منذ سنوات، فهي موجودة بفضل الله، وقد غيرت في كثير من المفاهيم الموجودة لدى الناس.
وأكد فضيلته أن النجاح هو عنوان باهر في الأفق تهتدي إليه السفن التائهة في بحار هذه الدنيا لأن النجاح الذي حققته هذه المسابقة كان له أثر كبير جداً في تغير الفكر التربوي المستفاد من كتاب الله في الجانب العملي منه ومن المعلوم أن هذا الاحتضان الكبير لأعداد مهولة من الحفظة الشباب من رجال ونساء في هذه الحدائق الغناء التي هي حلقات الذكر وحلقات تعليم القرآن الكريم في كل مكان لا شك أنها تأتي بهذه الفئة التي تنتمي إليها، تأتي بها بعيداً عن مهاوي التردي في الأساليب التي تسمى بالغزو الفكري الضارة المهلكة، مبينا أن الذين يدرسون في حلقات القرآن الكريم في كل مكان في أي بلد وأي قرية في مكان بعيد أو قريب في أي مجتع مسلم أوغير مسلم لا شك أنهم في سلامة وأمن يحيطون بالآخرين الذين لا ينالون قسطاً من هذا الفضل.
آثار حافظ القرآن
ومن ناحيته، قال عضو لجنة التحكيم وموجه القراءات بالجامع الأزهر بمصر الشيخ سيد علي عبدالمجيد: إن للمسابقة أثراً في خدمة القرآن، منها الإقبال على القرآن تلاوة وحفظاً وتجويدا لأن القلوب جبلت على حب الخير، فإذا رأت طريقا يأتي منه خير أقبلت على تحصيله فعن طريق المكافآت تقبل النفس على حب ذلك فيكون ذلك سبباً في تحصيل القرآن الكريم وحفظه وتجويده، وواصل الشيخ سيد عبدالمجيد حديثه عن أثر المسابقة وإقبال الناشئة على القرآن الكريم بالقول: ومن الآثار كذلك أن الحافظ القارئ الذي يمكث فترات طويلة يراجع القرآن والتفسير وما يتعلق بذلك من أحكام يلتزم بالسير في طريق الله وفي طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيعم الخير في بلاد المسلمين، ويعرف المسلم قيمة دينه ومكانة القرآن العظيم فتعلو همته عن سفاسف الأمور، ويتخلق بأخلاق الأنبياء لأن القرآن يحث على التقوى ويحث على العلم والتعلم، ويحث على الصدق والأمانة، ويحث على الشجاعة بسبب ذلك، فينشأ النشء محباً لدينه ومحباً لعقيدته ومحباً لربه ولإخوانه متفانياً في مرضات الله وفي طاعة الله، فتكون السعادة ويكون الشرف وتكون الرفعة للأمة الإسلامية وصدق الله إذ يقول: {وّإنَّهٍ لّذٌكًرِ لَّكّ وّلٌقّوًمٌكّ وّسّوًفّ تٍسًأّلٍونّ}.
تطوير المسابقة
أما فضيلة الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري عضو لجنة التحكيم ورئيس قسم القرآن وعلومه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فقد أكد أن المسابقة أخذت حقها وأخذت وضعها الطبيعي ومكانتها المتميزة من بين سائر المسابقات على المستوى الإسلامي والعالمي، والاستعدادات التي يقوم بها المتسابقون في وطنهم إلى أن يأتوا كفيلة بإذن الله تعالى - أن تفرز نوعية متميزة من المتسابقين يكونوا إن شاء الله في كل عام أفضل من الذي مضى.
وعن المقترحات التطويرية حول المسابقة، قال فضيلة الدكتور الدوسري: إننا نطمح في تحقيق المزيد في تطور هذه المسابقة، ولاسيما أنها أقامت ثوابت مهنية وهنالك مبدأ من مبادئ المسابقة، وهو أنها في كل عام تتميز بجديد، ففي هذه السنة يشارك في المسابقة حكم نيجيري وهو كان أحد المتسابقين في عام 1412هـ وهذا يعتبر أيضاً سابقة تتميز بها هذه المسابقة في خدمة القرآن الكريم، وهذا لون من ألوان خدمة القرآن الكريم يتمثل في متابعة جيدة من أمانة المسابقة حتى استطاعت أن تقف على هؤلاء الحكام وتستفيد من خبراتهم في هذا المجال.
وأشاد فضيلة الدكتور الدوسري بدور المملكة في خدمة كتاب الله عز وجل قائلاً: إنها قامت على كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهي سباقة في هذا المجال، وهذا ليس بغريب وهذه المسابقة واحدة من الأعمال الجليلة التي تتبناها المملكة العربية السعودية وتمثل لوناً متميزاً في خدمة القرآن الكريم، وقد مضى عليها الآن ربع قرن وهي تلقى الدعم والمؤازرة من لدن ولاة أمر هذه البلاد جزاهم الله خيراً.
الريادة وقدم السبق
(29) لٌيٍوّفٌَيّهٍمً أٍجٍورّهٍمً وّيّزٌيدّهٍم مٌَن فّضًلٌهٌ إنَّهٍ غّفٍورِ شّكٍورِ (30)} ، وقال عنه صلى الله عليه وسلم : «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، وقال عليه الصلاة والسلام: «أشراف أمتي حملة القرآن» وقد كان للمسابقات القرآنية أكبر الأثر في تشجيع النشء على أن ينهلوا من معين القرآن الذي لا ينضب، والدخول في ميدان المنافسة الشريفة في حفظ وتجويد وتفسير كتاب الله عز وجل .
وأكد الحكم الإماراتي أن مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده لها دور الريادة وقدم السبق في مجال المسابقات القرآنية، ووصلت شهرتها الآفاق، وأصبحت أمنية كل حافظ للقرآن لنيل شرف التسابق والمشاركة ولتظهر الأصوات الشجية الندية معطرة للاسماع مشنفة للآذان، كما يتوافد على هذه المسابقة نخبة من شباب العالم الإسلامي والأقليات والمسلمة في باقي بلدان العالم، فيحصل التعارف والتآخي مجتمعين تحت راية حفظ كتاب الله، وفي عصرنا المليء بالفتن الذي أعيا المفكرين وأهل الاجتماع في استنباط الحلول للمشكلات الاجتماعية وتبعات المخاطر الفكرية، فإن الحل موجود وبسيط، أخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنة نبيه».
النماذج الطيبة
كما أعرب عضو لجنة التحكيم من المملكة المغربية الشيخ عبدالهادي حميتو عن تشرفه بتمثيل بلاده في المشاركة في هذه المسابقة التي تحمل اسم مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن تغمده الله بواسع رحمته.
وقال: إن مسابقة هذه السنة تخلد الذكرى الرابعة والعشرين لإنشاء هذه المأثرة الجليلة التي ينتظرها كل سنة في مثل هذا الوقت عدد كبير من حفظة القرآن الكريم في عامة البلدان الإسلامية، وقد استطاعت الجهات المسؤولة بتوفيق الله أن تعطي لهذه المسابقة صبغة خاصة بحيث يجري الإعداد لها وحشد الطاقات قبل حلول موعد تنظيمها حتى تأخذ نصيبها من التنظيم والتأطير العلمي والفني الأمر الذي أعطاها منزلة خاصة وصدى كبيرا في مختلف أقطار العالم.
وأضاف قائلاً: لقد احتفظت هذه المسابقة بمكانتها المتميزة في وزارات الشؤون الدينية والمؤسسات والمعاهد القرآنية في مختلف الأقطار الإسلامية، بحيث إنها باتت تعتني بالبحث عن المواهب والكفاءات الواعدة في باب التجويد والتحفيظ حتى يمكن لها أن تشارك في كل عام بمجموعة من النماذج الطيبة التي تشرف الجهة التي رشحتها، كما أنها تجسد الدور التوجيهي والدعوي الرائد الذي تمثله المملكة العربية السعودية من خلال مؤسساتها العاملة في هذه الميادين على رأسها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.وأبرز فضيلة الشيخ عبدالهادي حميتو أن هذه المسابقة التي دخلت سنتها الرابعة والعشرين من عمرها قد أخذت طريقها وحققت نجاحاً منقطع النظير في مجال المنافسة البريئة في خدمة كتاب الله تعالى وتشجيع حفظتها من الناشئة والشباب والفتيان وفتح المجال للمواهب لكي تنمي طاقاتها وتكسب بالاحتكاك والممارسة مزيدا من الحذق والمهارة في القراءة والأداء وحفظ الكتاب العزيز برواياته والمحافظة على قواعد أدائه، والفقه في تفسيره ومعرفة معانيه لدى جميع المتسابقين.
محبة القرآن في القلوب
أما عضو لجنة التحكيم المدرس بمدرسة الإيمان في مدينة جوس بولاية بلاتو بنيجيريا الشيخ محمد ثاني عبدالله، فقد أثنى على الفوائد الكبيرة والثمار الطيبة التي تحقق جراء تنظيم هذه المسابقة سنوياً في رحاب مكة المكرمة، وقال: لقد أثرت المسابقة تأثيراً كبيراً، وأسهمت في إرجاع الناس إلى كتاب الله تعالى، وبث محبة القرآن في قلوب المسلمين، ممثلاً على ذلك بما حدث في بلاده قائلاً: حينما شاركت نيجيريا في دورات المسابقة الماضية ووفق أبناؤها بالفوز في بعض فروع المسابقة الخمسة، بالإضافة إلى زيارة الأماكن المقدسة، وأداء مناسك العمرة، كل هذا جعل الآباء يتمنون أن يكون أبناؤهم كهؤلاء الحفظة، ويتمنى الطلاب الذين يدرسون والذين لا يدرسون أن يكونوا مثلهم مما يجعلهم يجتهدون في تعلم القرآن وحفظه وتجويده وتفسيره.وقال: إن هذه المسابقة المباركة ساهمت في حث كثير من الدول الإسلامية على إنشاء مدارس لتحفيظ القرآن الكريم في بلدان مختلفة ونيجيريا من بينها، كما أصبح الطلاب يقبلون بكثرة على المدارس التي يوجد فيها أقسام لتحفيظ القرآن الكريم.
وحذر الشيخ محمد ثاني عبدالله من مخاطر الغزو الفكري والثقافي الذي يستهدف ناشئة وشباب الأمة الإسلامية في عقيدتهم وأخلاقهم الدينية الإسلامية، وقال:
إن أكبر حصن لهم لمواجهة ذلك هو القرآن الكريم، إذا فهم معناه، وعمل بمقتضاه بل هو الحل لأن فيه نبأ ما قبلنا وحكم ما بيننا من اتبعه هدي إلى صراط مستقيم ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله.
|