وصف الله عزوجل رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك في قوله سبحانه وتعالى
{الذٌينّ يّتَّبٌعٍونّ الرَّسٍولّ النَّبٌيَّ الأٍمٌَيَّالّذٌي يّجٌدٍونّهٍ مّكًتٍوبْا عٌندّهٍمً فٌي التَّوًرّاةٌ وّالإنجٌيلٌ يّأًمٍرٍهٍم بٌالًمّعًرٍوفٌ وّيّنًهّاهٍمً عّنٌ المٍنكّرٌ وّيٍحٌلٍَ لّهٍمٍ الطَّيٌَبّاتٌ وّيٍحّرٌَمٍ عّلّيًهٌمٍ الخّبّائٌثّ وّيّضّعٍ عّنًهٍمً إصًرّهٍمً وّالأّغًلالّ الّتٌي كّانّتً عّلّيًهٌمً}
ومن صور احتسابه صلى الله عليه وسلم ما رواه الامام البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير،
فقام النبي صلى الله عليه وسلم بالباب فلم يدخل، فقلت: أتوب الى الله، ماذا أذنبت؟ قال «ما هذه النمرقة»؟،
قالت: لتجلس عليها وتوسدها، قال:«إن أصحاب هذه الصور يُعذبون يوم القيامة يقال لهم: أحيوا ما خلقتم، وإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه الصورة».
ومن صور انكاره صلى الله عليه وسلم ما رواه الامام مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتماً من ذهب في يد رجل، فنزعه فطرحه، وقال:«يعمد أحدكم الى جمرة من نار فيجعلها في يده».
فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمك، انتفع به، قال: لا. والله! لا آخذه أبداً، وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن صور انكاره صلى الله عليه وسلم على النساء اختلاطهن بالرجال في الطرقات ما رواه الامام أبوداود عن أبي أسيد الأنصاري رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد، وقد اختلط الرجال مع النساء في الطريق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء:«استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق. عليكن بحافات الطريق» فكانت المرأة تلصق بالجدار، حتى إن ثوبها يتعلق بالجدار من لصوقها به.
كلمات مضيئة
( إن بصيانة العرض وكرامته يتجلى صفاء الدين وجمال الانسانية، وبتدنسه وهوانه ينزل الانسان الى أرذل الحيوانات بهيمية.
يقول ابن القيم رحمه الله «إذا رحلت الغيرة من القلب ترحلت المحبة، بل ترحل الدين كله». ولقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشد الناس غيرة على أعراضهم، روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال يوماً لأصحابه:«إن دخل أحدكم على أهله ووجد ما يريبه أشهد أربعة، فقام سعد بن معاذ متأثراً فقال يا رسول الله:
أأدخل على أهلي فأجد ما يريبني انتظر حتى أشهد أربعاً؟ لا والذي بعثك بالحق!! إن رأيت ما يريبني في أهلي لأطيحن بالرأس عن الجسد ولأضربن بالسيف غير مصفح وليفعل الله بي بعد ذلك ما يشاء؟؟
فقال عليه الصلاة والسلام: أتعجبون من غيرة سعد؟؟ والله لا أغير منه، والله أغير مني،
ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
من حُرم الغيرة حرم طُهر الحياة، ومن حرم طهر الحياة فهو أحط من بهيمة الأنعام. ولا يمتدح بالغيرة إلا كرام الرجال وكرائم النساء،
إن الحياة الطاهرة تحتاج الى عزائم الأخيار، وأما عيشة الدعارة فطريقها سهل الانحدار والانهيار، وبالمكاره حفت الجنة وبالشهوات حفت النار).
فضيلة الشيخ صالح بن حميد - حفظه الله -
|