Friday 25th October,200210984العددالجمعة 19 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

سليمان العقيل: لا أنسى هذا الحادث.. ورجال (الحسبة) أخرجوني من الممر الضيق سليمان العقيل: لا أنسى هذا الحادث.. ورجال (الحسبة) أخرجوني من الممر الضيق

* الجبيل - ظافر الدوسري:
السمنة مرض العصر وهي المشكلة التي تفاقمت في مجتمعاتنا العربية. وضيف شواطىء أحد هؤلاء الذين أصيبوا بداء البدانة يحكي لنا قصته ومواقفه مع السمنة..
* هل لك أن تعرفنا بنفسك؟
- اسمي سليمان بن صالح العقيل، عمري 39 سنة ولي ولدان هما أنس وعبدالسلام وبنت اسمها نهى، أعمل حالياً أمين مكتبة بتحلية المياه المالحة بالجبيل ووزني حاليا 150 كجم.
* وما قصة بدانتك؟
- أولاً أحب أن أقول لك وللقارىء الكريم إنني رجل رياضي منذ أن كان عمري 10 سنوات لدرجة أنني عندما أخرج مع أصدقائي في رحلة برية لا يستطيع أحد أن يسبقني ثم التحقت بالعسكرية وكان وزني آنذاك 80 كجم وفي احدى المرات أجريت كشفاً طبياً بالمستشفى العسكري بالخرج وذكر لي طبيب باكستاني بأن وزني معرض للزيادة ويمكن أن يصل إلى 180كجم بسبب وجود غدد لديها قابلية أن تفرز بشكل كبير ومفرط في المستقبل، فلم أعر لكلامه أي أهمية وعندما وصل عمري 24 سنة أصبت بحادث سير فجلست طريح الفراش لمدة 6 أشهر وخلال هذه الفترة بدأ الوزن يزيد بشكل مفرط إلى أن وصل إلى 162 كجم فحاولت أن أخفضه، وبالفعل نزل إلى 150 كجم فقط.
* ألم تحاول تغيير برنامج تخفيف الوزن (الرجيم)؟
- نعم استخدمت كتاب الريجيم الكيميائي وأنا أنصح به كل من يعاني من آلام السمنة وقد طبقته ونزل الوزن بمقدار 27كجم خلال شهرين ولكن لم استطع اكمال البرنامج لأنه تأتيني حالات من الجوع لا أملك نفسي عندها إذ أصاب بالدوار وقليل من الاغماء فأضطر إلى قطع الريجيم وهذا يسبب ابطال مفعول الحمية.
* وهل سببت لك السمنة معوقات في زواجك حيث أن البدين غير مقبول الشكل عند بعض النساء؟
- أولاً تزوجت ولله الحمد وعمري 26 سنة ووفقت في زوجة ملتزمة ومتدينة اعانتني في كثير من مشاكل الحياة وكان توجيهها لي فيه الخير الكثير والبركة، لأن بعض النساء ولله الحمد في هذا الزمن تنظر لبعض الأشياء بنظرة دونية وليس بنظرة المصلحة والعاطفة. وكانت تبشرني دوماً بأن الصابرون لهم الأجر الكبير عند الله تعالى.
* ألم تسبب لك هذه البدانة إعاقة أو مشقة في أداء عملك؟
- بالعكس عندما التحقت بالعمل كان كثير من المسؤولين والزملاء بالعمل أكدوا لي بأن تلك السمنة لم تؤثر في أداء عملي، بل يثنون على إخلاصي في العمل ولم يسبق أن سببت حرجاً أو تعطيلاً للعمل اضافة إلى ذلك أن سمة تعاملي مع الناس هي المرح والابتسامة التي أكسب بها قلوب الناس.
* ما أبرز المواقف المحرجة التي وقعت لك؟
- هناك موقف شخصي حدث لي عندما كنت ألعب مع أصدقائي في مباراة كرة قدم بحي منفوحة بالرياض، وعندما حان وقت الصلاة لم تنته المباراة بعد، فحضر رجال الحسبة (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) لكي يقبضوا علينا، فهرب الجميع ولم أجد سوى ممراً كلما تدخل به أكثر تضيق مساحته وفي وسط الممر لم استطع أن أواصل هذا الطريق حيث وقعت (سجيناً) بين جدران هذا الممر الضيق فلم استطيع أن أتحرك من مكاني مما اضطر رجال الحسبة للتحول إلى مساعدتي واخراجي من هذه المصيدة التي أحرجتني وسببها تلك السمنة بالرغم من جميع أن جميع أصدقائي عبروا من هذا الممر.
* ما الرياضات والهوايات التي تمارسها؟
- كانت رياضة المشي هوايتي المفضلة لكنني توقفت بعد الآلام الشديدة بالأرجل. أما الآن فأعشق الكمبيوتر والبرامج الصوتية والمرئية وأعملها باتقان وقد أبدعت فيها كثيراً. كما قمت بانتاج فيلم شخصي وأخراجه وكانت بطولته لأخي الذي كان يمتلك موهبة التمثيل ويستطيع التحكم بتعابير الوجه وادخلت على الفيلم مؤثرات صوتية إلا أن والدتي لم ترض عن الفيلم لأنها عايشت قصة ووقائع الفيلم المحزنة التي لم تستطع تحمل رؤيته وسماع القصة.
ويشير أبو أنس إلى مواهب أخرى يتقنها كما يقول وهي جميع الأعمال المدنية بالمنزل مثل أعمال كهربائية وسباكة كذلك.
وأضاف يقول: لقد سبق وأن بنيت لوحدي غرفة كاملة طولها 5 أمتار وعرضها 5 أمتار أسست قواعدها ووضعت بيدي كل جدرانها سواء من البلك وباقي التطشيبات مثل التلييس والدهان وسلك الكهرباء وغيره وكل ذلك برغبة وعزيمة بداخلي وهذا فضل من الله أن أعطاني هذه الصفة بالرغم من ظروف البدانة التي أعاني منها وكذلك الظروف المرضية الأخرى.
* ما أصناف المأكولات التي تحرص على تناولها وتفضلها؟
- أفضل الدجاج المشوي بكل أشكاله وتناول الأسماك والجمبري وعموماً الأكلات البحرية وكذلك لحم الحاشي.
وأضاف يقول: ولا أخفيك بأنني فنان كذلك في طهي الطعام فأنا لدي طرق عديدة في صنع وعمل شوي الدجاج والمأكولات البحرية قد لا يعرفها كبار الطهاة ويحرج بعض الزوجات كما يفرح أبنائي حينما يروني أقوم بعمل بعض المشويات المعروفة عني.
* موقف في ذهنك لم تنسه بعد؟
- كنت في يوم من الأيام ذاهباً إلى محافظة الأحساء لزيارة أحد الأصدقاء لكن للأسف لم أجده وفي عودتي وصلت لوسط الأحساء شاهدت حادثاً مروعاً وقع أمامي فقمت باسعاف المصاب وايصاله للمستشفى الذي اغرقني بالدماء وبعد أن استلمه المستشفى واصلت عودتي وسيري إلى منزلي بالجبيل حينها لم استطع نسيان منظر المصاب فأجهشت بالبكاء كثيراً رحمة عليه عندها أحسست بعطش شديد وشعرت بحرارة شديدة في جسمي لم استطع أن اتحملها فاضطررت للإفطار.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved