تظل (العنوسة) من أهم وأخطر المشاكل التي تورق العوائل والأسر في المجتمع السعودي، فحالياً هناك مع الأسف أكثر من مليوني فتاة عانس في السعودية - حسب احصائيات أجريت حديثاً - وهذا رقم دون شك كبير جداً مقارنة بعدد سكان الوطن حتى لعله أصبح في كل بيت سعودي توجد فتاة فاتها قطار الزواج (!!).
فوجود مثل هذه الأعداد من العوانس في بيوتنا يثير المخاوف ويبعث على القلق لما يترتب عليه من فتنة وفساد وانحرافات عديدة بالنسبة للشابات أو حتى للشبان في المملكة.
وقد يكون أهم أسباب تفاقم هذه الإشكالية الزيادة المطردة سنويا لعدد الفتيات اللاتي أصبحن عوانس هو ابتعاد (الناس) عن تطبيق مبادىء ونهج الإسلام في هذه المسألة والاتجاه نحو أشياء مادية بحتة دون الاهتمام بالجوانب الدينية والأخلاقية فأخذ الأهالي والمواطنون في المغالاة في المهور وتجهيزات الزفاف من طلبات عديدة وبالمقابل نجد الظروف الاقتصادية للشباب والعجز في توفير مثل هذه المطالب..
جعل الاقبال على الزواج يضعف ويقل مما ساهم في تفاقم هذه الظاهرة لحد يفوق الوصف(!!).
- فبدلاً من تطبيق تعاليم الدين السمحة واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في تقليل المهور والحرص على صاحب الدين حيث يقول الرسول الأعظم: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ألا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساداً كبيراً».
* إذاً.. لا بد من التدخل ووضع حلول جذرية وحازمة لهذه المشكلة بتوجيه وسائل الإعلام بالقيام بتوعية الأهالي عن المشاكل المترتبة على زيادة أعداد العوانس.
مع تشجيع الناس على القبول بفكرة تعدد الزوجات ففي ذلك حل أمثل لموضوع العنوسة.
ونحن حقيقة بحاجة إلى حملة توعوية داخلية شاملة للقضاء على هذه المشكلة خاصة وأن الرقم قابل للزيادة وهذا باعتقادي دور وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي أصبح عليها اتخاذ هذا الدور التوعوي على غرار ما تقوم به وزارة الصحة ووزارة الداخلية ووزارة المعارف على أن (للآباء) دورا حاسما باتخاذ قرار شجاع، فليس عيباً أن يخطب الأب لابنته ويساعد على تجهيزها وإيجاد أو العمل على إيجاد زوج صالح لابنته.
ويكون ذلك هو بداية الخطوة الأولى والصحيحة على طريق القضاء على هذه الاشكالية التي لا ريب أن بقاءها دون حل جذري فيه خطر على الفرد والمجتمع السعودي.
سعد بن فهد العصيمي |