Friday 25th October,200210984العددالجمعة 19 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ورحل محمد الكثيري المُثير ورحل محمد الكثيري المُثير

ورحل إلى جوار ربه الصحفي المثير الزميل محمد الكثيري رحمه الله بعد معاناة مع المرض.. ولا شك أن موته صدمة وفاجعة لكل من عرفه في الوسط الصحفي والإعلامي.. ولكن هذه إرادة الله سبحانه وتعالى ولا راد لقضائه..
* وإن بموت الكثيري خسر الإعلام أحد كُتابه ورموزه من الصحفيين المُبدعين والرائعين والمميزين حقاً.. لما يملكه من موهبة وخبرة صحفية طويلة.. فهو صحفي بمعنى الكلمة.. لامع وبارع.. إذا تحدث أمتع.. وإذا كتب أبدع ويجبرك على احترامه وعلى قراءة ما يُسطره يراعه بكل ما هو جميل ورائع..
* كنت أتابع كتاباته وأحرص كثيراً على قراءتها التي يسطرها وينثرها وينشرها عبر الصحف والمجلات، وذلك منذ أن وعيت على عالم الصحافة الواسع وقبل أن أدخل في غمارها ومعتركها.. فهو ممن سبق جيلي ومن جيل الرواد الذين تخرجوا من مدرسة «الجزيرة» الصحفية وتخرج معه كوكبة من الصحفيين المميزين والمبدعين ممن تسنموا مناصب قيادية صحفية في صحف يومية ومجلات أسبوعية..
وقد عاد وانضم الزميل الكثيري رحمه الله قبل 3 سنوات تقريباً إلى بيته الأول ومدرسته الأولى جريدة «الجزيرة» وعُين مديراً لتحرير الشؤون الاقتصادية. وكان بالفعل مكسباً كبيراً للجريدة.. وكانت فرصة مواتية للتعرف على هذا الصحفي المُبدع عن كثب.. وخلال فترة وجيزة استطاع وبتعاون زملائه بالقسم الاقتصادي أن يُطور القسم وكان في وقتها يُعد صفحة أسبوعية باسم «حماية المستهلك» وأبدع في إعدادها وأوجد لها صدى واسعاً واهتماماً بالغاً من القراء.. فكان صحفياً متوهجاً وشمعة مضيئة وصاحب قلم بارع.. وعندما تسلم إدارة القسم الاقتصادي راهن عليه الكثير بأنه سوف يفشل في إدارته لأنه أُعطي مجال ليس بمجاله وبعيداً عن اختصاصه وتوجهاته.. ولكنه خالف كل التوقعات وكسب الرهان فنجح وأجاد وتفوق.. وكسب قُراء ومتابعين.. والسبب لأنه صحفي موهوب ومبدع ويملك حساً صحفياً وتجربة ثرية وممارسة غير عادية ومن هُنا تفوق...
* كان عندما يأتي «للجريدة» تجده دائماً يحمل حقيبة يدوية وذات مرة استوقفته وسألته.. أخ محمد ما هو سر هذه الحقيبة وماذا تحمل بداخلها... رد قائلا بابتسامته المعهودة.. يا أخ صالح في هذه الحقيبة بلاوي.. وجل اهتماماتي ولو فقدتها كان ضِعت ورحت وطي.. ثم قال أن كل ما بداخلها مجرد كتب ومجلات وصُحف وكتابات الأفكار ومقترحات.. ولا يمكن أن أستغني عنها.. لا في مكتبي بالجريدة ولا في المنزل..
* هكذا كان الكثيري يحمل معه همه وهمومه الصحفية حتى إلى منزله ويظل متعلقاً بها ولايدعها أبداً.. وهذا هو سر نجاحاته وابداعاته الصحفية التي جعلته صحفياًَ مشهوراً..
* وكان رحمه الله لا يبخل بأفكاره النيرة وآرائه السديدة.. وثنائه على كل عمل صحافي مُبدع وخلاق قام به أي زميل له في القسم أو في قسم آخر بالجريدة...
وأتذكر هُنا أنه ذات مرة كُنت قد أجريت حواراً صحفياً مع شخصية دبلوماسية.. وعندما نشر إذ به يتصل بي قائلاً: أهنيك يا أخ صالح على هذا العمل الصحفي الُمميز.
فقلت له هذا جزءٌ مما عندكم.. فرد قائلاً.. بالعكس.. الحوار رائع جداً... وسبق صحفي لك وللجريدة.. وبالتوفيق ونتمنى أن نرى مثل هذه الأعمال الصحفية وأفضل..
وقد كان ذلك بمثابة شهادة أعتز وأفتخر بها خصوصاً أنها جاءت من شخص صحفي قدير وصاحب تجربة طويلة في بلاط صاحبة الجلالة المُمتع والمُتعب في نفس الوقت...
* وبعد.. رحم الله الفقيد محمد الكثيري وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved