فجع الوسط الاعلامي والصحفي بوفاة الفارس المتميز محمد الكثيري إثر مرض عضال ألم به مؤخراً.
ومحمد - رحمه الله - أو أبوهشام كما كان يفضل ان ينادى به، أحد الصحفيين القلائل الذين اعتركوا صخب العمل الصحفي باحتراف وتقلده كمحرر ومندوب ثم أصبح مراسلا ثم رئيسا للتحرير.
وحينما يتحدث الاعلاميون عن المهنية وفنون العمل الصحفي يشار - دوما - الى الكثيري محمد، وحينما يكون الحديث عن الابداع والعناوين اللافته لابد من الوقوف أمام موهبة الكثيري.
اتذكره جيداً قبل 13 عاماً حينما كان يشرف على صفحتي «مرايا» في «الجزيرة».. لم يكن ملتزماً في دوامه.. ويشعرك بأنه فوضوي.. فجأة يأتي وينعزل لساعة في مكتبه ليفاجأ من حوله بمواد صحفية غاية في الاتقان والروعة.
ميوله الهلالية «الجنونية» لم تفقده محبة زملائه النصراويين.. كنا صغاراً في عالم الصحافة - ولا زلنا - ولكن مبدأ محمد الكثيري - رحمه الله - انه لم يكن هناك صغير وكبير.. يفرح أشد الفرح.. حينما نقدم له - آنذاك - كمحررين متعاونين تحقيقاً أو خبراً.. تجده يهتم به ويطير بمن قدَّمه وكأنها هدية شخصية له.
شعاره.. كيف تصنع الخبر.. وكيف تكون ملفتاً.. وكيف تكون متميزاً!!.
هذا هو الكثيري الكاتب الرياضي والشاعر الشعبي ومحرر المنوعات.
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته.. وألهم أهلك وبناتك وأخوتك الصبر والسلوان.
وعزاؤنا جميعاً أنك تركت مفاهيم وابداعات صحفية ستبقى خالدة للزمن
|