قصيدتي مُشرِقةٌ جديده
عن كلِّ معنى ساقطٍ بعيدَه
يبتسم الفجر على صداها
والطَّير منها يستقي نشيدَه
كتبتُها والليلُ مُشرئبٌ
إلى ضياء روحها المجيده
كتبتها والبحر في اشتياقٍ
إلى صدى ألحانها السعيدَه
منشؤها من قلبي المعنَّى
ومن لهيب حسْرتي العتيدَه
من نظرةٍ حزينةٍ لطفلٍ
ودمعةٍ لامرأةٍ شريدَه
قصيدتي منشؤها شهيد
أرجوله شهادةً أكيده
تُعانقُ الأشلاءَ ثم تروِي
أوزانُها حكاية الشهيده
عجبتُ منها، حينما تُغنّي
والحزن فيها بالغ حدودَه
قصيدتي تُغمسُ في فؤادي
غمسَ شجون لامست وريدَه
وتستقي من دمهِ رؤاها
مُغرَمةً بالنبض مستزيدَه
قصيدتي عجيبةٌ لأني
عرفتها ناقصةً مزيدَه
عرفتُها كالشمس في ضُحاها
وفي الدُّجى كالنجمةِ الطَّريدَه
قصيدتي كالقيظ حين تحمى
وكشتاءٍ جامدٍ البرودَه
كامرأةٍ صادقةٍ أراها
عاقلةً واعيةً رشيدَه
وتارةً أُبصرُها فتاةً
مغرورةً بنفسها عنيدَه
قصيدتي تركُض في عروقي
اذا مَشيْتُ مِشْيةً وئيدَه
وإن ركضتُ وقفتْ أمامي
وقوف من يُسمِعُني وعيدَه
تُريحني تُتعبني وإني
أمامها في حالة فريدَه
بدأتُ منها رحلة القوافي
ولم أَدَعْها في الأسى وحيدَه
لكنني أبلغتُها مداها
من خاطرٍ وفَّى لها وعودَه
ولم تزلْ ثابتةً خُطاها
تنهلُ من مناهل العقيدَه